الحُب هو أنتِ

610 52 36
                                    

نزلَ من القطار و أستنشق هواء قريته ، هو أفتقدها بالفعل .

أول ما خطرَ له هو التوجه نحو الشاطئ فلربما كانت الأميرة هُناك .

بعد أن علمَ أنها في تينهام توجه فوراً لحجز تذكرة للقطار ، فهو لا يملك ما يكفي من المال ليحجز غرفةً في أحد الفنادق ، و استطاع السفر في تلك الليلة .

لحسن الحظ كانت توقعاته في محلّها ، فقد كانت ماري تجالس رمال الشاطئ .

هذا ليس غريباً فهو يعلم تماماً ما تريد و ما تحب .

و قبل أن يركضَ نحوها قاطعه اقتراب ويليام .

- أرى أنك قد عُدتْ .

- لا غنى لي عن تينهام ولا عنها .

قال مشيراً نحو ماري الّتي لم تلحظه وجوده .

- عادت منذ يومين ، استغربتُ عدم وجودك معها  ، وعندما حاولت سؤالها عنك بدأت تجيبني بالألغاز و الغموض ، أصيبت بالعدوة من غموضك .

رمى بالحقائب و تجاهل كلام ويليام ثم ركض نحوها .

في البداية لم تستطع منع الابتسامة من شق وجهها و لكن بعد ذلك تراءت لها أفكارٌ عديدة و ذكريات جعلت من الابتسامة تتحول إلى عبوس .

تظن أنه عادَ إشتياقاً لتينهام ولربما أحضرَ سابيلّا معه . 

أخرجَ نايه و نفخ عليه كي يبعد الغبار فهو لم يعزف منذ وقت .

أمسك وجنتها و أدار وجهها نحوه ، ثم بدأ بالعزف .

هي لم تظهر أي مشاعر أو أي حركة .

أكتفت بالجلوس جامدةً .

رمى إليها دفتر مذكراتها ثم أردف .

- أنتِ من قال أن ألحاني هي السّعادة .

- كُنتُ مخطأة ، ثم من سمحَ لكَ بقرأة مذكراتي ؟، و أين حبيبتك الراقصة ؟ .

تجاهل أسألتها ليسألها هو .

- ما هو الحُب ماري ؟ .

نظرتْ نحوه ، ثم قرّبت قدميها من المياه .

- الحُب هو شعورٌ سخيف ، يجعلك تظنُ أن سعادتك مرتبطةٌ به ، الحُب كان أسوء ما شعرتُ به ، فلقد أعطيته كل ثقتي لكنه هدمها ! ، شعرتُ كم أنا سخيفة لأني أحببتكَ .

لم تشعر بنفسها تنهار أثناء كلامها ، و للمرة الأولى بدأت دموعها بالسيلان .

- مغازلاتكَ لي ، وكلامكَ اللطيف خدعني و أستحوذ على قلبي دون تردد.

أقتربَ وحاول تجاهل إبعادها له ثم أحتضنها بقوة ، جاعلاً رأسها الصغير فوق قلبه .

-  انا أبكي يا هاري ! ، أنا سعيدة ، و ها هو شعورٌ جديد قمت أنتَ بتوليده كبقية المشاعر ، أشعرَ أن الألم قد زال ، بدأت أتفهم لما يبكي الناس ، و قد وفيت بوعدك ،  أُحبكَ يا عازف السّعادة .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن