أنا و هي و روما

700 60 13
                                    


صباحُ الخير روما . قالت ماريمينت وهي تفتح نافذة غرفتها الكبيرة الّتي كانتْ قريبة من نافذة هاري لقرب جناحهما .
لمحته يشرب القهوة وهو يتأمل روما .

- أستشرب القهوة وحدك ؟ سألته وقد مدّت رأسها من النافذة لتستطيع رؤيته .
- لستُ وحدي ، أنا مع روما .

عدّل في جلسته وقد برز رأسه أكثر ثم أضاف :

- ولكن إذا أحبّت جارتنا المشاركة فمرحبٌ بها دائماً .

- متى سنبدأ رحلتنا ؟

- أي رحلة ؟ سأل هاري وقد بدا سؤاله غبياً .

-لم نأتي حتى نتأمل روما من شرفة الفندق .

أدخل رأسه ثم أشار لها أن تفتح الباب .
فتحت باب جناحها فدخل هو .
يرتدي ملابس النوم ، كما أن شعره الطويل في فوضى عارمة ، إلا أنه يبدو لطيفاً ومميزاً رغم كل شيء .

- صباحُ الخيرِ ملاكي . تمتم هاري وهو يدخل .

شيءٌ ما جعل قلبها يخفق .
ليس من الغريب أن يدعوها بالملاك فهو يفعل ذلك دائماً ، لكن ربما ياء الملكية أدّت مفعولاً خاصاً ، أعطتها شعوراً مميزاً لا يمكن تفسيره .

أهي حقاً الملاك الخاص به ؟ .

الآن هي مقتنعة تماماً بجمال تلك الكلمة بالأخص عندما تكون منه ، لكن كبرياؤها لا يسمح لها بالاعتراف .

- لدي فكرة ستعجبك ، أو آملُ ذلك . قال وهو يقترب منها ثم أضاف:

- لنستمتع اليوم ، ونتعرف على هذا العالم من خارج تينهام ، كل منا يذهب في جهة ، إلى حيث تأخذه قدماه ، يتعرف على روما بطريقته الخاصة ثم نلتقي عند الكولوسيوم .

- الكولوسيوم ؟.

- المسرح الروماني ، أم أن معلوماتك التاريخية ليست بالجيدة . قال محاولاً استفزازها مما جعلها تشعر بأريحية كونه يتصرف كصديق .

- بالطبع أعرفُ ما هو ، لكنه يقع بعيداً عن هنا بمسافة كبيرة .

- هُنالك سيارات عزيزتي .

شعر هاري ببعض الخيبة تظهر على وجهها .

- ظننتُ أننا سنقضي الوقت معاً . قالت وهي ترفع شعرها على شكل ذيل حصان وأبعدته بعض الخصلات التي كانت تعيق رؤيتها ، مما جعل عينيها في مواجهة مباشرة مع عينيه .
فأبعدت نظرها خوفاً من السماح له بقراءة ما تخفيه .

- سنفعل ذلك ، بعد أن يقضي كل منا تجربته الخاصة. قال وهو يبحث عن الكلمات داخل عينيها رغم أن نظرها لم يكن نحوه تماماً.

- موافقة ، شريطة أن تدعوني لأحد المطاعم بعدها .

- أحياناً أشعر أنك طفلة صغيرة ، وأحياناً تتصرفين كشخصٍ ناضجٍ .
اقترب منها ثم أضاف :
- وهذا ما يجعلني معجباً بكِ ، أنتِ مميزة ماري .
ابتسم وأغلق الباب خلفه .
لدقائق بقيت صورة ابتسامته مرسومة داخل أفكارها .
لو استطاعت لالتقطت لها صورة وعلقتها في غرفتها .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن