على متن الطائرة

713 72 15
                                    


ساعات قليلة تفصلنا عن روما .تمتمت ماري و هي تضع رأسها على كتف هاري بينما كان هو يحاول الجلوس على كرسي الطائرة .

- أراكِ متحمسة . قال هاري و هو يبعد خصلات شعرها عن عينيها .

- بالطبع أنا كذلك ، أيها السخيف . أجابته والابتسامة تعتلي وجهها .

- بدأتُ أحبُ مناداتك لي بهذه الطريقة . قال هاري بينما كان يضع رأسه فوق رأسها الّذي مازال فوق كتفه.

أقلعت الطائرة .

أستحوذ الصمت و التأمل على الساعة الأولى من وقتهما ، كلاهما كان خائفاً ، فقد كانت المرة الأولى الّتي يركبان فيها طائرة .

ماري كانتْ تراقب الركاب .
هناك جلس رجلٌ عجوز مع زوجته و قد غلبهما النوم ، و على الكرسي المقابل جلستْ فتاة برفقة عاشقها و قد وضعت رأسها في حجره و استسلمت للأحلام في أحضانه ، بينما على الكرسي الّذي كان ورائهما جلس شابٌ و كان ينقر على هاتفه .

- حسناً ، لنكسر حاجز الصمت و الخوف ، ما رأيكَ بزيارة البندقية بعد روما ؟ سألت ماري .

صمت هاري لدقيقتين ، لم يفهم ما الّذي عنته بالبندقية حتى تذكر أنها المدينة الإيطالية العائمة ، فقرر تشتيتها حتى لا تنعته بالجاهل .

- ظننتكِ تودين زيارة برشلونة .

- ولكنني الآن متوجهةٌ نحو أيطاليا و برشلونة تقع في إسبانيا أيها السخيف ، يبدو أنكَ جاهلٌ في الجغرافيا . قالت محاولةً أستفزازه ، فيجيبها بهدوء :

- في الحقيقة ، أنا جاهلٌ في كل شيءٍ عدا أمر واحد .

- ما هو ؟ . سألته ببراءة .

- قراءة ما وراء عينيكِ . أجابها بهدوء

- تتحدثُ وكأنني مخلوقٌ شفافٌ يُظهرُ مشَاعِرَهُ لأيّن كان . قالت بينما كانت تبعد رأسها عن كتفه

- أنتِ كذلك بالنّسبةِ لي . أجابها بثقة

- إذاً ، أخبرني أيها الذكي ، بماذا أفكرُ الآن ؟

ظنّت أنه سيتوتر و يبدأ بإختلاق الأشياء لكنه صارحها بثقة :

- تفكرين في إذا كان سفرك برفقتي أمرٌ جيدٌ أم لا ، ولكنكِ تشعرين بالأطمئنان هنا بجانبي .

- أعترفُ ، أنتَ بارعٌ في هذه الأمور .

ابتسمت وأعادت رأسها فوق كتفه ، ثم استسلمت للأحلام .

- أنتِ الملاكُ الخاص بي . تمتم هاري وهو يراقبها وهي مستغرقةٌ في النّوم .

- ترى هل لي مكانٌ في أحلامكِ ؟ ، أم أنني مجرد ذكرى صغيرة كما قُلتِ . سأل نفسه دون الإكتفاء من مراقبتها .

ما وراء عينيكِ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن