إنجازات مسلمات في عصور قديمه -1-

856 35 9
                                    


ارتبط نشاط الصحابيات خلال عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في مجال التمريض والتطبيب بميادين القتال والغزوات، حين كن يخرجن مقاتلات وساقيات وآسيات (كلمة “أسى” في لسان العرب بمعنى طبيب، وهي الكلمة المستخدمة في كثير من المصادر إشارةً إلى هؤلاء المجاهدات الصحابيات) يحاربن ويقاتلن الأعداء، ويناولن السهام على سبيل الإعانة في خضم رحَى المعركة، ويسقين القوم، وينشْدن الشعر الحماسي لتشجيع المحاربين في الصفوف، ثم يداوين الجرحى، ويمرضنهم أو حتى يقمن بدفنهم ونقل الجثث في آخر الأمر.
أي أن هؤلاء النساء الصحابيات كُنَّ مجاهدات بحق، وجدن في كافة مراحل ومجالات الجهاد من أوله حتى آخره. يقمن بكل هذا في الوقت نفسه، يشاركن في أي نشاط موجود على الساحة يعين الأمة في كفاحها، ويقمن بما يلزم لنصرة الوطن. في هذه المرحلة المبكرة لم يتم إقصاؤهن أبدًا عمدًا أو الحَدُّ من حركتهن بأية حجة من الحجج، بل استفاد المجتمع من قدراتهن المتنوعة وتكبُّدهن لأنواع المشاق من هجرة وارتحال وغزو وخلافه. ومن هذا المنطق نسمع أول ما نسمع عن طبيبات التاريخ الإسلامي.
إن إلقاء الضوء على التاريخ المنسي للنساء العالمات في المجتمعات الإسلامية قبل العصر الحديث يلفت النظر إلى التغيرات التاريخية والثقافية المعقدة التي تمر بها هذه المجتمعات، وتدحض مقولات غير مقبولة عن عدم مشروعية مشاركة النساء في الحياة الدينية العامة أو استنتاجات تاريخية غير صحيحة حول عدم وجودهن بالمرة على الساحة.
الطبيبات المُسلمات:
بعد رصد الطبيبات اللاتي جاء ذكرهن في المصادر التاريخية المختلفة في كتب الطبقات والتراجم والسير والتاريخ العام، أمكن حصر ثلاثة وعشرون أسمًا لنساء أسهمن في مجال الطب والعلاج، وتم إدراجهن في السجلات التاريخية على اعتبار أنهن طبيبات أو لهُنِّ إسهامات تستحق الذكر، وهن:
“رفيدة الأسلمية” كانت جراحة حروب، ولدت وتوفيت في عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وعاشت في المدينة، ويعتبر المؤرخون أن خيمتها أول مستشفى في الإسلام، لأنه كان يتم فيها تضميد جروح المسلمين وعلاجهم في الحروب. “الربيع بنت مُعَوذ الأنصارية” من المسلمات الأوليات المبايعات للرسول (صلى الله عليه وسلم ) عند الشجرة، وكانت جرَّاحة حروب، ولدت وتوفيت في عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وعاشت في المدينة. “أميمَّة بنت قيس الغفارية” وكانت جرَّاحة حروب. و”سلمى أم رافع” مولاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ). و”معاذة الغفارية” وكانت جرَّاحة حروب. و”كُعَيبْة الأسلمية”. و”ليلى الغفارية”. و”أم العلاء الأنصارية” من المسلمات الأوليات المبايعات للرسول (صلى الله عليه وسلم ) وكانت تمرض المرضى. و”أم عطية الأنصارية” وكانت كحَّالة تعالج العيون.
“فريدة الكبرى” جارية، كانت مولَّدة (أمراض نساء)، ولِدت وتُوفَّيت في العصر الأموي وعاشت في الحجاز ثم الشام. “زينب طبيبة بني أود” كانت طبيبة مشهورة وذائعة الصيت بين العرب، وكانت تعمل كحَّالة وعاشت في الشام. “خرقاء العامرية” إحدى نساء بني عامر بن ربيعة، شاعرة وعارفة بالأدب والغناء، وكانت كحَّالة وعاشت في الجزيرة العربية. “سلاَّمة القس” جارية وشاعرة، وكانت مولَّدة وعاشت في المدينة ثم الشام. “حبابة” (ت. 105هـ) من جواري الخليفة الأموي، كانت مولدة، وعاشت في البصرة

المرأة عبر التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن