الليدي هستر ستانهوب

342 8 0
                                    


قصة الليدي هستر ستانهوب من اغرب قصص الرحالة الاجانب في الشرق وسيرتها اشبه برواية خيالية منها بسيرة امرأة تنتمي الى المجتمع البريطاني المحافظ في القرن التاسع عشر.

ولدت هستر ستانهوب في مقاطعة كنت في سنة 1776، لأسرة بريطانية عريقة. ابوها اللورد ستانهوب 1753 - 1846 وامها شقيقة وليم بت الصغير رئيس وزراء بريطانيا الذي كان من نوابغ الشباب في التاريخ، وتولى رئاسة الوزراء وهو في الخامسة والعشرين من عمره. ولما كان ابوها يحمل لقب لورد فقد اصبح لقبها بصورة تلقائية الليدي هستر ستانهوب. وقد نشأت فتاة على جانب كبير من الجمال، ذات روح مرحة، وشخصية قوية، ولسان سليط. ولما شبّت عن الطوق أقامت مع خالها خلال رئاسته للوزارة للمرة الثانية بين سنتي 1804 - 1806 وتولت ادارة شؤون بيته وأصبحت مضيفته لأنه كان عازباً.

وكانت اقرب الناس اليه. وبنتيجة اقامتها في دار رئيس الوزراء ووجودها في دائرة مجتمعه واصدقائه، ارتبطت بروابط الصداقة مع شخصيات مهمة في مجتمع لندن الارستقراطي في اوائل القرن التاسع عشر.

وفي سنة 1806 توفي خالها وليم بت الصغير فكانت وفاته صدمة كبيرة لها، تلتها صدمة اخرى حين توفي خطيبها الذي كانت تحبه، بعد خالها بمدة قصيرة. ثم ارتبطت بعلاقة عاطفية مع السير جون مور، القائد البحري وبطل معركة كورونا البحرية مع اسبانيا، ولكنه لم يبادلها عاطفتها. واجتمعت هذه الصدمات المتتابعة لتحملها على التفكير في الهرب من الجو الخانق الذي احاط بها، ومحاولة نسيان همومها. وكانت تسمع الكثير عن الشرق وسحره، وعن قصور السلاطين العثمانيين، وعرب الصحراء، وعن المغامرين الذين يرحلون الى الشرق ثم يعودون مبهورين بمشاهداتهم وربما مع كثير من المبالغات فقررت ان تحذو حذوهم وتهرب من واقعها وتسافر علها تجد عوضاً عمن فارقتهم، وتلتمس راحة البال ونسيان الماضي في تلك البقاع الجديدة والغريبة عليها.

وفي سنة 1810 أبحرت هذه الفتاة الحسناء متجهة الى جبل طارق وكان ركبها يضم شاباً يدعى مايكل بروس كعشيق لها، يقوم بحمايتها ويساعد في تمويلها وكان ابوه من كبار الاثرياء في لندن.

واستصحبت الليدي ستانهوب معها طبيباً انكليزياً هو الدكتور مريون وخادمة من ويلز وحاشية صغيرة من الخدم تزايد عددها كلما اقتربت من الشرق. ووصلت الى القسطنطينية في 3 تشرين الثاني نوفمبر 1810 في عهد السلطان محمود الثاني، وهناك تعرّفت على السفير البريطاني الشهير اللورد كانينغ، واقامت صلة وثيقة معه. وبعد سنتين من التجوال بين تركيا واليونان اصطدمت سفينتها بصخرة وغرقت قرب جزيرة رودس، وكادت تموت في هذه الحادثة، ولكن سفينة اخرى انقذتها وأقلتها الى القسطنطينية ثم الى مصر. وفي مصر قابلت محمد علي باشا في عام 1811 فأعجب بها لجرأتها وقوة شخصيتها، ولم يكن يدري انه سيكون لها دور مناهض لسياسته في المستقبل، بل انها ستصبح من اشد خصومه. وقد بلغ من اعجاب محمد علي باشا بها ان سمح لها بتفتيش حرسه، وكان ذلك من مظاهر الترحيب بكبار الضيوف الاجانب والاعراب عن الرضى والتقدير كما انه اهداها جوادين مطهّمين.

المرأة عبر التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن