4- مكانة المرأة في الصين قديماً:
بالنسبة لوضع المرأة في الصين القديمة كان يختلف نوعاً ما عن مثيلاتها في البلاد المجاورة، حيث كانت المرأة الأم تحظى بنوع من التقدير والاحترام من أبنائها إلا إن هذا لاينكر وجود تشديد صارم على خروج المرأة من المنزل بالإضافة إلى الحرص على تربية الأولاد بشكل كبير، لكن لا يخلوا الأمر من التمييز بين الذكور والإناث من قبل الأهل وخصوصاً الأب فكان الذكور يحصلون على التعليم والتثقيف والرعاية دون أن تنال الإناث مثل ذلك، ولا تتعلم الفتاة سوى بعض الأعمال في المنزل، كالخياطة والحياكة وغزل الصوف على يدي والدتها وكان هناك تشديد من قبل الزوج على خروج المرأة من البيت لوحدها، كانت المهمة الأساسية للزوجة إنجاب الأطفال والزوجة التي لا تنجب تبقى في بيت الزوجية لكن يتزوج الرجل بأخرى لتنجب له الأولاد، مع بقاء المكانة الأفضل للزوجة الأولى، وقد تسعى بعض النساء العقيمات إلى خطبة الفتيات لأزواجهن من أجل الأولاد، وممكن أن يتزوج الرجل أكثر من امرأة ويمكن أن يكون لديه بعض الخليلات يأوي إليهن متى شاء، ويقال حتى أن امرأة الإمبراطور نفسها كانت ترسل بعض الرسل إلى البلدان والمدن لإحضار النساء لزوجها، أما بعد انتشار الديانة الكونفوشية- على يد كونفوشيوس فقد أصبحت معاملة النساء أكثر قسوة من ذي قبل ويحكى أن سكان الريف في الصين كانت لديهم عادة تمارس وهي من إحدى التعاليم الكونفوشية حيث يقوم الأهل بوضع أحذية حديدية أو معدنية بأرجل الفتيات الصغار حتى يكبرن ويصبحن بالغات – لكن بأقدام صغيرة جداً- بالتالي لا تستطيع الفتاة الابتعاد كثيراًَ عن المنزل بل تبقى كالدجاجة بجور المنزل، كون الفتاة شريرة بطبعها حتى لا تسير في الطرق الوعرة أي المقصود بذلك حتى تبقى محافظة على عفتها وشرفها ببقائها بجوار المنزل، وقد استمرت هذه العادة كما يقال حتى قيام الثورة الصينية عام(1948).
5- مكانة المرأة عند البابليين:
كانت منزلة المرأة عند البابليين منزلة رفيعة كما كانت في مصر، حيث كان من حق النساء تعاطي الأعمال التجارية لحسابهن الخاص وغيرها من الأعمال، مستقلات تمام الاستقلال ويقمن في مقام الكتبة ولتحقيق ذلك كان لابد من الاستعداد اللازم في مكان مخصص لتأهيلهن لهذه الأعمال، وقد انخرطت جماعة منهن في خدمة الدواوين والمصالح الأميرية، كما كانت تنتظم المرأة في سلك الكهان وكان من حقها التمتع بالملكية الخاصة وحق الشهادة الكاملة كالرجل وحق التصرف فيما تملك من أرض أو عقار أو حيوانات أو عبيد، وإذا غاب زوجها ولم يكن له ولد في سن الرشد تعود إليها رئاسة الأسرة وإدارة شؤون البيت والأملاك، ولها مقابل ذلك ثلث إيراد زوجها. وقد منح حمو رابي للمرأة، حق الطلاق إذا رأت في تصرف زوجها ما يجعلها تشك به أو إذا أهملها زوجها، وعلى القاضي أن يتحقق من دعوى المرأة وأن ينصفها إذا ثبت له صدقها وكان للزوج أن يرهنها حتى تتمكن من سداد دينه، على أن لا يتجاوز هذا الرهن ثلاث سنوات كما يستطيع بيعها إذا ثبت له خيانتها. من الملاحظ أن وضع المرأة في بلاد الرافدين كان يدعو إلى الرضا والارتياح نسبياً ويعتبر متقدم بشكل كبير إذا ما قيس بوضع مثيلاتها في الصحارى المجاورة.
5- أوضاع المرأة في إنكلترا:
أثبت سنوات القرن التاسع عشر في إنكلترا بأنها مرحلة كبت و تزمت، حيث كانت أمور كثيرة غير مستحبة، فعلى سبيل المثال كان ارتياد المسرح والرقص مدعاة للانحراف، وكان من باب التحدث عن الحمل والولادة وما شابه ذلك يتم باللغة الفرنسية، بينما يعد التعبير عن ذلك بالإنكليزية نوعاً من الخشونة وعدم اللباقة، وكان من المتوقع من النساء أن يكن ناعمات يخجلن من أقل إثارة.
وقد عبر( جيرمي تيلور) عن موقف المرأة غير المتزوجة تعبيراً دقيقاً حينما كتب يقول بوجوب تفانيها في البحث عن الاحتشام، مع كل هذا فإن القمة التي رفعت إليها المرأة لم تكن لها علاقة بحقيقة واقعها، إذ تكمن الحقيقة البشعة خلف كل الكلمات المعسولة فالنساء أمام القانون كُنَ في الحقيقة جزء من ممتلكات الرج أي عبارة عن أموال منقولة تتمتع بشيء من الحقوق، كانت الفتاة قبل زواجها تحت سيطرة والدها أو ولي أمرها وبعد زواجها تصبح تحت سلطة الزوج، ولم تكن تتمتع بأي سلطة أو بشخصية شرعية، فلم يكن لها الحق في أن ترفع قضية أمام المحاكم وكان الرجل هو المسؤول شرعاً عن ديونها، بالمقابل كانت تؤول إليه أي ملكية تستحقها الزوجة وإذا ما كسبت شيئاً من المال بعد زواجها فإن من حقه المطالبة به وليس هناك للزوجة مهرب من ذلك، ولم يكن لها الحق في كتابة وصيتها دون إذن زوجها وإن أية وصية تكتبها كانت عرضة للإلغاء من قبل زوجها بعد وفاتها، و لم يكن من مسوغ قانوني يجبر الزوج على أن يخص زوجته في وصيته، ففي حال وفاته لا تستطيع إدعاء حضانة أطفالها فالأطفال له أثناء حياته وبعد وفاته فإنهم ينسبون إلى أقرب ذكر من عائلة الزوج، ولم يكن باستطاعة الزوجة أن تطلب التفريق عن زوجها في حال ثبوت عدم وفائه أما الزوج فهو على النقيض من ذلك. ولم يفقد الزوج حقه في سجن زوجته وإجبارها على القيام بكل واجباتها الزوجية إلا بحلول عام (1981). إذاً يمكن القول كان ينظر إلى المرأة في العصر الفيكتوري إلى أنها مجرد جسد وأصبحت قصص ألف ليلة وليلة ومجموعة قصص في وقتها حافزاً روائياً دخيلاً، جاء كما يشتهي القارئ الفيكتوري الذكر.
6- أوضاع المرأة في فرنسا:
في الحقيقة لم تكن أوضاع المرأة في فرنسا أفضل من وضع مثيلاتها في انكلترا، ففي الوقت الذي كان الإسلام وتعاليمه السمحة تقرر بداهة اشتراك المرأة والرجل في صفة الإنسانية، كانت فرنسا منهمكة في رعاية مؤتمر عقد في القرن السادس الميلادي، للوصول إلى معرفة حقيقة المرأة، هل هي من صنف الإنسان أم من صنف آخر؟
يقول محمد جميل بيهم في كتابه المرأة في الإسلام وفي الحضارة الغربية “إن التمدن الحديث احتفظ طويلاً بنسبة تسلط الرجل على أموال الزوجة وكسبها، ويمنعها من التصرف به إلا بإذنه فالمشرع في فرنسا قضى بأن الرجل ليس له أن يتولى على أملاك الزوجين المشتركة فحسب بل له أيضاً حق الولاية على عقارات المرأة الخاصة، وليس للزوجة حتى في أثناء غياب زوجها أن تبيع شيئاً من الأملاك المشتركة بل ولا أن تتصرف في أملاكها الخاصة من غير رضاه، وزيادة على ذلك فليس للزوجة أن تقبل هدية أيضاً بغير إذنه، في حين أن له الحق أن يهب ما يشاء من الرياش المشتركة في بيتها، فضلاً عن أموالها المنقولة الخاصة”. الحقيقة تقال أخرج المؤلف كتابة هذا عام (1921م). طورت فرنسا بعد ذلك هذا القانون ونالت المرأة الفرنسية حقها في التملك والتصرفات المدنية لأول مرة عام (1938م) وكانت المرأة في القرن السادس عشر ممنوعة من الحقوق المدنية وقد أصدر برلمان باريس في (28/6/1593) قراراً يقضي بمنع النساء من تولي أية وظيفة في الدولة
أنت تقرأ
المرأة عبر التاريخ
ChickLit(مكتملة) يوجد في هذا الكتاب اكتشافات و اختراعات و انجازات التي قامت بها المرأة عبر التاريخ . فان اختراعات لم تكن للرجال فقط أطلق الله عليه لقب (امرأة )! وخصني بسورة في قرآن (النساء) فلا تلصق بي لقب (حرمه) فأنا لست شيئا محرم ! أنا جوهره ثمينه ولست...