هيلانة سيداروس

133 7 0
                                    


هيلانة سيداروس(1904 – 1998)

رائدة في جيل التنوير :
أول طبيبة مصرية.. مواليد طنطا عام 1904.. بعد دراستها الابتدائية التحقت بالقسم الداخلي بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة وبعدها بكلية إعداد المعلمات.. وفي نهاية السنة الثانية تم إرسالها في بعثة إلى لندن 1922 للتخصص في الرياضيات وتعد هي وزينب كامل حسن من أوائل الدارسات بإنجلترا.. التحقت بمدرسة لندن الطبية لتدرس الطب مع خمس مصريات أخرىات.. وأصبحت طبيبة مؤهلة عام 1930 وعادت لمصر لتعمل في مستشفى كتشنر ولتصبح أول طبيبة مصرية.. وافتتحت عيادة خاصة بها وقامت بالتوليد وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي.. استمرت في عملها حتى جاوزت السبعين فاستقالت وتفرغت لكتابة قصص مترجمة للأطفال.

كلمة لابد منها :
د. هيلانة سيداروس شخصيه مصرية أضاءت مسرح الأحداث في الثلث الأول من القرن العشرين وأثرت بصدق في مجرى الأمور واستطاعت بإرادة جديدة ان تحرك القوى الكامنة لدى الناس وساهمت بوعى وفكر مستنير في إطلاق طاقتهم المبدعة.

ونحن نتتبع سيرتها العطرة سنرى كيف استطاعت ان تبذل الجهد وتتحدى أصعب الظروف وتواجه ألوان الصراع في المجتمع المصري في سبيل التحرر والأقدام واختيار أسلوب حياة أفضل وأنبل.

إن سيرة حياتها تمثل منارة عالية تلهم حياتنا بالعديد من القيم والمثل في مجال الطب، ذلك المجال الذي شابه الكثير من العيوب ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين!! فبقدوة سيرتها العطرة نجد دافعاً لحركتنا إلى الأمام وإثراءً لتجربة أجيالنا الصاعدة.

نشأتها :
ولُدت هيلانة بمدينة طنطا في 13 يناير 1904 في تلك الفترة كان تعليم الفتيات قاصراً حتى السنة الثالثة الابتدائية فقط، غير مصرح لهن بالتقدم إلى الامتحانات العامة ولا حتى شهادة إتمام الدراسة الابتدائية، كان قيادتهن للسيارات أمر يثير الدهشة والاستغراب وغير مألوف، هذا بالإضافة إلى أن المهنة الوحيدة التي كانت متاحة للمرأة هي مهنة التدريس!! فبالإضافة إلى كل هذه القيود – التي كانت هي سمات تلك الفترة – فإن هيلانة كانت طفلة ضعيفة البنية فلم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة في السن المقررة لذلك التحقت بكلية البنات القبطية وهي في الثامنة من عمرها. كانت تحلم بأن تكون طبيبة!! لتعالج المرضى وتخفف عنهم آلامهم على الرغم من أن ظروفها في ذلك الوقت لم تكن تنبئ بذلك.

وقبل أن نسترسل في استعراض سيرة حياة د. هيلانة سيداروس يجب أن نتوقف قليلاً عند تاريخ كلية البنات القبطية ذلك العمل الرائع الذي أقدمت علية جمعية التوفيق القبطية.

كلية البنات القبطية:
في مساء السبت 23 أكتوبر 1909 عقدت جمعية الوفيق بمقرها اجتماعاً عاماً حضرة إلى جانب أعضائها عدد كبير من أهل الرأى والفكر لإنشاء كلية للبنات. والهدف الأول من إنشاء هذه الكلية هو أعداد جيل جديد من الفتيات القبطيات – أول ما يلقن لهن هو تاريخ مصر وان تصوغ قلوب طالباتها وأخلاقهن في القالب الاجتماعى القائم على حب العلم والوطن والفضيلة – وإن تكون تربية الفتاة القبطية تربية راقية تضعها في مصاف البنات الأجنبيات – ولم يكن للعائلات القبطية من سبيل للوصول إلى هذا الهدف سوى عدد قليل من مدارس الارساليات الأجنبية.

المرأة عبر التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن