المرأة في الطب

697 15 4
                                    


مُنع عمل المرأة في المجال الطبي ( سواء كطبيبة أو جراحّة ) على مدار التاريخ وفي أماكن متفرقة من العالم, ومع ذلك فإن عمل المرأة بشكل غير رسمي كمساعدة للعاملين في المجال الطبي كان منتشرًا على أوسع نطاق. أما الآن فإن معظم دول العالم توفر فرص التعليم الطبي لكلا الجنسين بالتساوي . لكن لا توفر جميع هذه الدول فرص عمل داخل القطاع الطبي متساوية للجنسين

ظل عمل المرأة في المجال الطبي محدودًا في العقود التي كان علم الطب فيها يتقدم ويزداد تخصصًا وحرفية . ومع ذلك فقد مارست المرأة بعض الأعمال داخل قطاع الرعاية الصحية كالقبالة والتمريض بشكل معلن طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبذلك اكتسبت المرأة حق الانتساب لمؤسسات التعليم الطبية في العديد من الدول. وقد عانت المرأة خلال ذلك العديد من الانتكاسات فعلى سبيل المثال تصف ماري روث والش تراجع أعداد الإناث العاملات كطبيبات في النصف الأول من القرن العشرين, مما نتج عنه عدد أقل من الطبيبات عام 1950 عنه في عام 1900 . ولكن عدد الطبيبات عاد للارتفاع ثانية في النصف الثاني من نفس القرن وأصبحت الاناث تمثل 9% من تعداد الطلاب الملتحقين للدراسة بكليات الطب في أمريكا عام 1969, وارتفع ذلك إلى 20% عام 1976 . وبحلول عام 1985 أصبحت الإناث تمثل 14% من تعداد الأطباء العاملين في أمريكا .

وفي مقتبل القرن الواحد والعشرين حققت المرأة الكثير من المكتسبات في البلدان الصناعية وحصلت على المساواة مع الذكور في العديد من التخصصات الطبية وشكلت أغلبية الكتلة الطلابية في المجال الطبي في أمريكا عام 2003  وفي 2007-2008 شكلت الإناث 49% من تعداد المتقدمين لدراسة الطب و 48.3% من تعداد المقبولين . وحسب الجمعية الأمريكية لكليات الطب فإن 48.3% (16,838) من الدرجات الطبية في أمريكا منحت لإناث عام 2009-2010 بالمقارنة بـ26.8% عام 1982-1983. كما تستمر المرأة في اكتساح مجال التمريض. ففي 2000 وصل عدد الإناث العاملات في مجال التمريض إلى 94.6% من إجمالي العاملين بالمجال. وقد وصل تعداد الإناث العاملات بالطب في أمريكا ككل إلى 14.8 مليون عام 2011

ومع ذلك فإن ممارسة الطب يغلب فيها الذكور بوجه عام. وفي البلدان الصناعية لا تنتقل المساواة في التعليم الطبي بين الجنسين إلى فرص العمل, بالإضافة إلى أنه في البلدان النامية لا توجد مساواة بين الجنسين لا في التعليم الطبي ولا في فرص العمل.

وفوق ذلك, يلاحظ وجود انحرافات في بعض التخصصات الطبية, كالجراحة التي يهيمن عليها الذكور تمامًا . وبالمثل فإن هناك التخصصات التي تهيمن عليها النساء تمامًا. ففي أمريكا يتجاوز عدد الإناث العاملات في تخصص طب الأطفال وطب النساء والتوليد وعلم الأمراض و الطب النفسي عدد الذكور العاملين في نفس التخصصات.

وببحث هذه المسألة في العديد من الدراسات , أُطلِقت تسمية (التسريب في خطوط الانتاج) على طريق الانثى خلال الدراسة والعمل بالمجال الطبي. فرغم وصول المرأة إلى مراحل متقدمة في دراسة الطب إلى أن العديد من الأسباب تدفع بها إلى الانقطاع والخروج عن طريق الدراسة والعمل في مراحله مختلفة, أثناء سنين الدراسة بكلية الطب مثلًا و أثناء الحصول على الدراسات العليا وفي مرحلة ما بعد الدكتوراة وخلال الحصول على الموافقات القانونية لممارسة المهنة.

المرأة عبر التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن