الجزء الأول

33.7K 280 18
                                    

دخلت غرفتي و جسدي يرتعش من شدة البرد، شعري مبلل و دموعي تنهمر بشدة. أوصدت الباب بالمفتاح، نزعت المنشفة و وقفت عارية أمام المرآة أتفقد جسدي و أتساءل

"لماذا تركني؟ هل بسبب قصر قامتي؟ أم نحولة جسدي؟ حتما بسبب لون بشرتي السمراء! لا لا يا غبية أنت لم تشبعي رغباته، و لكنني فتاة ذات مبادئ... سحقا لمبادئك التي جعلتك وحيدة، لقد تركني براندون بسبب غبائي"

جثوت على ركبتي أبكي بحرقة شديدة، حتى لمحت شفرة حادة -تفكير غبي- جلبتها و يداي ترتعشان من جهة البرودة و من الجهة الأخرى بسبب الفعل الذي سأقدم عليه،
وضعتها على رسغي فوق عروقي البارزة التي تدق مثلما هو حال قلبي، نزلت دموعي مثل هطول الأمطار على وجنتاي حتى رميت الشفرة من يداي و نهضت مسرعة، ارتديت ملابسي الداخلية و قميص النوم، كنت قد توقفت عن البكاء

جلست على سريري ثم أخذت نفسا عميقا،

كنت على علاقة مع براندون لمدة سنة، أحببته بجنون و هو كذلك أعلم هذا، كنا لا نفترق أبدا كتوأمي الروح، أفكارنا متطابقة، ميولاتنا متشابهة و حبنا لبعضنا البعض كان ليس له مثال، رغم اختلافاتنا في الشكل، حيث أنا من هذه الناحية لست بجميلة و لكن جمالي مقبول نوعا ما أما هو فقد كان فارس أحلام الفتيات، ذو قامة و أسمر بلحية خفيفة و عينان ذات لون هافت ... مع ذلك ترك كل الفتيات و انجذب نحوي... إلا أنه في آخر شهر له تغير جذريا، لا يرد على مكالماتي، و إذا كلمني يكلمني ببرودة شديدة، يتحاشى أن نلتقي حتى اتخذ قراره بنفسه و أخبرني بأنه يريد الإنفصال، في بداية الأمر لم أتقبل الأمر نهائيا، طلبت منه لقاءا لآخر مرة و يخبرني ما الذي جعله يتخذ قراره.

بالفعل التقينا في حديقة المدينة، كان كعادته متأنقا و وسيما للغاية، لم أحتمل بعده و برودته، وضعت يدي على يده إلا أنه سحبها و وقف مستعجلا بالذهاب

قال:"فلتمضي في الأمر ليندسي"

و منذ تلك اللحظة التي تركني وسط الناس أبكي، دمعتي لم تجف أبدا و الآن قد مضى خمسا و عشرون يوما لم يهدأ تفكيري مطلقا، حتى ضعفي الذي شعرت له في هذه الأثناء عندما حاولت قطع شراييني، غبية يا ليندسي، فضلت الموت و أردتي أن تنهي حياتك بسبب شخص لا يبالي لك ..

استلقيت بعد أن أطفأت جميع الأضواء، أغمضت جفناي و لم أحس بشيء، فقد نمت نوما عميقا لم أحظ به منذ زمن.
-
-
-
صوت:"ليندسي ليندسي استيقضي"

فتحت عيناي ببطء لأرى جدتي واقفتا

قلت:"ماذا هناك ناني؟"

قالت:"إنها الواحدة ظهرا، غادري سريرك ليوم واحد، هيا غيري عاداتك"

قلت:"لا يوجد شيء ناني، عندما أستيقض ماذا أفعل؟ هيا أخبريني"

قالت:"بنيتي، لا أدري ماذا حلّ بك في الآونة الأخيرة و لكنك تبدين مرهقة، استغلي وقتك فراغك"

عاهرة في ثوب طاهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن