دخلت غرفتي بترنح شديد، رأسي يؤلمني بسبب بكائي المتواصل خاصة أثناء مراسيم الدفن. استلقيت في فراشي أقلب هاتفي حتى وصلني اتصال من إيريك
قلت:"أهلا حبيبي"
قال:"كيف حال حبيبتي؟"
قلت:"مرهقة و رأسي يؤلمني"
قال:"ارتاحي و لا ترهقي نفسك، جدتك ما كانت لتريد بك ضررا"
قلت:"لقد طلبت إجازة أسبوع لكي أرتاح قليلا و ليس لي أية نية في العمل"
قال:"هذا جيد. و بما أنني لم أستطع الحضور في الجنازة سآتي في آخر الأسبوع"
قلت:"و لكن لن يسمحوا لك بالخروج ستترتب عليك عقوبة"
قال:"لا يهمني الأمر، ما يهم الآن أن أطمئن عليك و أتيقن بأنك بخير"
قلت:"حسنا إذن سأكون في انتظارك"تابعنا القليل من الحديث حتى شعرت بحاجة ماسة للنوم، استأذنت من إيريك و نمت.
-
-
-
مرّ على وفاة ناني ثلاث أيام، بدأت أستوعب الأمر و أتقبل عدم وجودها في حياتي. إيريك كان قد وصل ليلة أمس إلى منزله لذلك نحن على موعد بعد ساعة.
كانت أمي في غرفة المعيشة تتفقد هاتفهاقلت:"أمي سأخرج قليلا"
قالت:"إلى أين؟"
قلت:"سألتقي بماريا، لم أرها من يوم الجنازة و قد طلبت أن نخرج قليلا لأغير الجو الحزن هذا"
قالت:"حسنا مثلما تشائين"
قبلتها ثم صعدت لغرفتي لأجهز نفسي، ارتديت سروال جينز عادي مع تيشيرت أبيض و حذاء رياضي أبيض
أما بالنسبة لشعري، رفعته للأعلى على شكل كعة مخربة و لم أضع أي مسحوق تجميل. حملت حقيبة اليد و نزلت لأذهب.
-
-
مثلما اتفقت مع إيريك وجدته في انتظاري خارج المريع السكاني. حالما ركبت السيارة فاجأني بعناق حارقال:"أنا جد متأسف لخسارتك لين"
شددت قبضتي على قميصه و
قلت:"إنها في مكان أفضل خاصة بعد المرض الذي صارعته لشهور"
فصلنا العناق و قبل جبيني ثم
قال:"و الآن انتهى وقت الحزن أريدك أن تكوني سعيدة خاصة و أنت معي"