فجأة شعرت بتوعك بعد كلام كريس، صعدت مباشرة لغرفتي، تحت أغطيه الدافئة حتى إنني لم أستطع أن آكل، كل ما جاب تفكيري كلامه و طريقة حديثه، لا أدري من أين له تلك القسوة ليخبرني بذلك الكلام، غازلني بشدة و تركني أتعلق به أكثر و عندما اقترب مني و تركته يقبلني أخبرني بأن لا أحبه، رأسي مشوش للغاية لا أدري ماذا أفعل أو كيف أتصرف علي أن أضع حدا للعبث الذي أقوم به و أتوقف عن خيانة إيريك الذي هو حبيبي الذي لم يبحث عني حتى.
أخذت نفسا عميقا ثم جلبت هاتفي و اتصلت بأمي، لحظات حتى ردت على المكالمة
قلت:"أهلا أمي كيف حالك؟"
قالت:"بخير، و أنتِ؟"
قلت:"متعبة جدا"
قالت:"ألم تغيري رأيك بشأن العيش معنا"
قلت:"في رأسي شيء ما .... أو سأخبرك بك لاحقا، لقد اشتقت لكم"
قالت:"سنأتي غدا عندك"
فرحت بشدة و قلت:"و أخيرا ظننت أنكم لن تأتون"
قالت:"بلى مثلما أتينا الأسبوع الماضي"
تابعت الحديث قليلا مع أمي ثم أقفلت الخط، شعرت بالجوع الشديد نهضت من سريري، غيرت ملابسي. ثم أخذت هاتفي و نزلت نحو المطبخ. فتحت الثلاجة، لم أجد فيها أي شيء يؤكل أو يطبخ، نسيت أن أتسوق عند العودة لأن كل ما كان يدور في رأسي هو كريس الأحمق و قد فاجئني بكلامه، علي أن لا آخذ كل شيء على محمل الجد. بقيت حائرة و أفكر ماذا آكل؟ هل أطبخ شيئا ما ؟ ثم قلت في نفسي ما الجحيم سأخرج و أشتري لنفسي أكلا جاهزا أو حتى آكل خارجا فنفسيتي مرهقة قليلا.
عدت لغرفتي، ارتديت بنطال جينز مع تيشيرت و كنزة صوفية فالجو بارد في الخارج، أسدلت شعري و وضعت قبعة صوفية، لبست الجزمة المسطحة، حملت حقيبة يدي و خرجت.
أخذت سيارة أجرة نحو المركز التجاري لأتجول قليلا و بعدها أتناول العشاء. بقيت أتنقل من رواق لآخر أتفقد أحدث الموضات حتى سمعت صوتا يناديني من الخلف و كنت تعرفت على الصوت إلا أنني تجاهلته حتى اقترب و أمسكني من طرف كنزتي، استدرت بوجه بشوش و
قلت:"أهلا براندون"
قال:"ليندسي لقد ناديتك مرارا و تكرارا"
تظاهرت الغباء و
قلت:"أوووه حقا! لم أسمعك"
كل كلامي و الإبتسامة بادية على وجهي
قال:"لا يهم، كيف حالك؟ لقد سمعت بوفاة جدتك، آسف لأنني لم أظهر و لم أعزيك حتى"