الجزء 02

948 9 0
                                    


جلس وليد داخل غرفته اتصل عليه صديقه في الثانوية وجاره في الحلة معتصم(ي وليد..اها الليلة معانا)..ووليد نعسان من كثرة السهر(معاكم..لا لا والله اقرو براكم)..رد معتصم(الله يسلك ياخ..قراية شنو ي هوي..قصدي الكورة)..وهنا انتفض وليد من سريره(5 دقايق امش اجهز روحي واجيكم).

.......

التقى وليد بصديقه معتصم في ميدان الحلة...تجمع الكثير من الشباب ليمارسوا الرياضة الشعبية المحبوبة للكثير من السودانين وهي كرة القدم..جاء وليد حاملا "كدارته"وجد معتصم جالس على احد"اللساتك" وكان تحيط بالميدان لتشكل حدوده...جاء وليد وصاح(ويي ويي ويي.الرش الرش..انتا ي زول لسع عندك نفس تلعب..اربعة امبارح دي كيف)..ضحك معتصم وكان يرتدي كدارته..(ي مان استكين..اسع الليلة لو وقعتا ضدي وغلبتونا عازمك في عبد الحميد باسطة..شراط ي مان)...نهض وليد بعد ان استعد (زيت ي زولي..بس م تقعد تنط زي كل مرة..المهم الكورة وينا)..اشار اليه معتصم( هنديك في نص الميدان)..ذهب وليد ليحضر الكرة..لم يتجمع الشباب بعد ..كان الميدان خاليا..توسطه وليد..جاء ليحضر الكرة..واثناء ذهابه..جآءت فتاة عابرة الميدان...كانت ترتدي ملابس الثانوي..تونيكة رمادية ..وبنطلون قماش رمادي..جزمة نايك وردية نفس لون الشنطة التي كانت وردية..واضعة السماعات على اذنها ..تفاجأ وليد..توقف هو عن الحركة..اقتربت منه في عبورها للميدان..رأى وجهها الذي كان يتهلل جمالا..كان تضع طرحة بيضاء على شعرها الذي تسربت منه خصلات ذهبية (ميج)..كانت عيناها جميلتان..ناعستان..شديدة السواد ..يتوسط خدها شامة سوداء..تداعب وجهها الاسمر..كانت متانسقة في مشيتها..يبدو الحياء على وجهها..كانت التونيكة طويلة الكم..لتمسك طرف الكم بيديها الناعمتان الذين يزينها سوارين ذهبيان..وساعة في يدها اليسرى وردية الللون.. حتى "طقم" اسنانها الذي وضعته كان وردي اللون ولم يخفى على وليد رؤيته ..كانت مشيتها كافية لتفسر جمالها..تنظر امامها ولم تلتفت يمينا ولا شمالا..كانت نظرات وليد تلتقط كل تفاصيلها..عبرت امامه..كان يقف مندهشا..رسم ابتسامة على وجهه بعد ان عبرت امامه واستنشق عطرا منها لن ينساه طول حياته..لم تعره انتباها ربما لانها تستمتع وهي تسمع اغاني هاتفها الايفون..كان وليد يراقبها حتى واراها احد الشوارع من عينيه ولم يوقظ وليد من احلامه التي كان يرسمها والفتاة تعبر من امامه سوى صوت صديقه معتصم(ي مان وينك باص الكورة)..رد وليد والاندهاش مرسوم على وجهه(كورة شنو)..وكان يقف وراسه منحني بعد ان كان ينظر للفتاة..رد معتصم(الكورة القدامك)..وضع وليد يده على راسه وهو يضحك

 (والله نسيت زاتو الجابني نص الميدان شنو..كدي تعال ي معتصم)..اقترب معتصم منه فساله وليد(البت او الملاك المشى قدامي دي منو اول مرة اشوفا في الحلة)..رد معتصم(دي ريم ياخ..رحلو ليهم زي 3 شهور ..امتحنت السنة دي معانا بتقرا في اسماء عبد الرحيم..انتا م عارف شي لانك كنتا م بتطلع عشان الامتحانات)..ووليد ينظر بإتجاه الشارع الذي ذهبت فيه(ابو الامتحانات الخلتنا م نشوف الشغل دا...والله عجبتني للدين)..ضحك معتصم(هو براك العاجباك..البت دي تقيلة للدين ي مان..ياخ سامر ود اللواء شوكشتو)..نظر وليد الى معتصم بإستغراب(سامر الحليوة داك..ياخ دا وهمي ساي..ي زول انا معنوياتي اترفعت فوق..اسع متكيف سااااي..عشان كدا انتا وشك دا زحو مني عشان بزحزح لي صورتا الحلوة الاتحفظت في مخي...قلتا لي ريم)..رد معتصم(ي مان ابرد..انتا وهمي للدين ومجنون كمان..اخر الزمن وليد عايز يحنك مع ريم ياخ انتا معصعص اولا زي سلك الاقاشي..ومفلس حق التنشيط م عندك..انتا جايبنك زكاة ي مان)..سكت وليد قليلا نظر الى الاعلى ثم الى الاسفل ثم قال(اها انا شايت على وين في الكورة دي).

اما سعد فكان فكان يقود ركشته باحثا عن احد المشاوير..اوقفه رجل ستيني العمر..طلب منه ان يوصله الى احد الصرافات ..واثناء الطريق اهتزت الركشة في احد"المطبات" كادت ان تقلب الركشة راسا على عقب..اخذ سعد في التذمر..(عليك الله دي شوارع ي حاج..المطبات دي خاتينها ساي بدون فهم م في محلها..نقلب ركشاتنا يعني)..يضحك العجوز ضحكة عفا عنها الزمن(ههههههه والله ي ولدي البلد دي ماف شي في محلو)..رد سعد وهو يقود الركشة(والله كلامك صح..الناس دي ماشة ساي بالذوق ولا بالعافية..موجوعين للدين..والله اكتر ناس صبورة..ديل بياخدو جائزة نوبل في الصبر)..ضحك العجوز(والله ناس البلد ديل طيبين ياخ..بالرغم من انو واقعين في بلاء لكن طيبتم وخلاقم م خلوها)..رد سعد(قصدك البلد دي اخسن من غيرا؟)..والعجوز يهتز بإهتزاز الركشة(لا ي ولدي غيرا احسن..غيرا بقدرو الزول..بقيمو بي شهادتو وتعليمو..م بي واسطتو..لكن الزول يعمل شنو غير يرضى بي حالو).

عند المغرب رجع سعد للبيت..طلب من اخته رهف ان تجهز له الغداء..جلس مع والدته وحبوبته في الحوش..سال امه(اها ي يمة المراقبة انتهت صح)..ردت وهي مستلقية في السرير واضعة يدها على خدها (اي ي ولدي ..وقروش المراقبة دي بديك تجيب لينا بيها خدار الاسبوع من السوق الشعبي)..وضعت رهف الصينية امام سعد..تبسم (والله البت دي لمن تكون رايقة بتكون عسل خلاص..عايني ي حجة زهرة ظبطت لي الصينية كيف)..ضحكت الحجة زهرة(اصلا بتنا عسل ي ولدي..م خاربة غير المسلسلات الهندية البتحضرا دي)..

 يتبع.....

هدوء الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن