في العصر..كان وليد راجعا من نهار شغل متعب..قرب البيت التقى بصديقه معتصم الذي كان ذاهبا الى الكورة ساله معتصم(مالك ي زول مختفي..م ظاهر علي)..رد وليد (والله اخوك شغال الايامات دي)..رد معتصم(طيب ارح معانا الكورة والله الميدان فاقدك)..رد وليد(والله انا فاقدو..طولنا من الكورة...لكن برجع ان شاء الله)..رد معتصم (خلاص بعدين كدا بجيك نشرب لينا قهوة في شارع النيل)..رد وليد(منتهي)..ثم دخل الى البيت..سلم على والدته واعطاها بعض المال(هاك ي حجة مصاريف..يحدي م ربنا يفرجا)..رد والدته (ربنا يفرجا عليك..اقعد عشان اجهز ليك الغدا)..وجد اخته رهف وحبوبته في التلفاز..سلم عليهم ثم دخل غرفته..جلس على السرير اخرج هاتفه..تفقده..لم يجد رسائل جديدة..دخل الفيس بوك..تفقد صفحة ريم كانت اخر رسالة قبل ثلاثة ايام(ربنا م يحرمني منك)..وضع هاتفه في جيبه اخذ يفكر حتي اخذه غلبته عيناه ونام.
في الليل..ذهب وليد ومعتصم الى شارع النيل..جلسا عند ست الشاي..طلبا بعض القهوة واخذا يتحدثان في شتى امورهم..شربا القهوة وهي ساخنة..كانت اغلب حدثهما عن سعد وقضيته..سكتا قليلا..جلس خلفهما ثلاثة شباب..كانو يضحكون بصوت عالي..لم تلفت حديثهم انتباه وليد ومعتصم حتى قال احدهم(والله الجماعة ديل طولو م ادوني شغل تاني..اخر شي لمن دخلت البنقو في ركشة الشاب داك...للان م طلبوني)..انصت وليد الى كلامه..وكذلك معتصم..جلسا بهدوء..جلسا حتى قام الشباب الثلاثة من مكانهم..ثم قال وليد لمعتصم(قوم ارح). نهض وليد ومعتصم ليراقبا الشاب..تحركا وراءه..تبعاه..من شارع النيل الى اسطوب الواحة..تفرق الاثنان..اما الشاب فركب الحافلة ..كان يسكن في حي العمدة..كان وليد ومعتصم قد ركبا الحافلة معه..جلسا في مؤخرة الحافلة..في النهاية عرفا اين يسكن..حفظا بيته ثم رجعا.
في الصباح...التقى وليد بمعتصم ونزار..قال وليد(والله ي نزار امبارح لقينا الزول الدسا البنقو في ركشة سعد..تابعناو يحدي بيتو ساكن حي العمدة..اسع الحنك شنو)..قال نزار(دا اسع دليل ..ممكن يساعد سعد)..رد معصتم(المشكلة م هنا...المشكلة الزول دا امكن تابع لي جهة في الحكومة ولا كدا..امكن م نستفيد فيو شي وحتى لو بلغنا م عندنا دليل انو دا هو)..رد نزار(نخلي يعترف بس ولا نتفاهم معاو)..رد وليد(م هو هنا المشكلة هو كما لاقي ضهر م كان عمل العملة دي)..رد نزار(لو على كدا ساهلة بتتحلا).
في السجن جلس سعد وبخيت في الزنزانة..كانا يقضيان وقتهما في الحديث..الكل يخفف ثقل الآخر..
سأل سعد الحاج بخيت(يا حاج اسع لو طلعتا حتعمل شنو)..رد بخيت(والله ي ولدي امكن الدنيا برا اكون نسيتا..25 سنة في السجن كتيرة..وامكن اموت قبل اطلع بعد10 سنين..بس عايز الاقي اولادي ..وما اظن يقابلوني)..رد سعد(زي م قلتا امكن خجلانين منك..كدي وريني الجراك على سكة الحرام شنو..م اظن ولدوك وفي يدك راس بنقو)..ضحك بخيت ثم قال(انا كنتا ي ولدي زيك كدا ..ماش على باب الله رزق اليوم باليوم..بكسب حلالي بي يدي..كنتا ببيع خدار...كنتا بشتغل في البناء كنتا ببيع هدوم..المهم ماااش على دربي دا..شوية شوية التجارة بدت تجيب قروش..وبقى شغلي فيها كويس..وما شاء الله كنتا مرزق..كان عندي عمي بعد وفات ابوي كان ماسكني ومربيني..بصرف علي..وحتى التجارة كان ممشيني وداعمني هو..كنتا خاطب بنتو..م كان مقصر معاي..مشيت ليو ..كان قاعد في الحوش خالف رجلو وقدامو ثيرمس الشاي..بشرب الشاي مع صاحبو..كان هيبة..بقولو ليو اب ضراع..جيت قعدتا معاو..قلتا ليو ي عم..عايز اوسع تجارتي وعايز راس مال..ضحك بي اعلى صوتو..استغربت شوية بس سكتا لانو عمي ..عدتا ليو طلبي..قام ضحك تاني وقال لي انتا عايز تعمل تجارة ..قال لي ي بخيت انتا في النهاية مكفول..انا مأكلك ومشربك عايز تفرد ريشك فييني..كلامو حرقني قمتا قلتا ليو..لو ابوي كان حي م كنتا قلتا كلامك دا..قام من كرسيو واداني كف قدام صاحبو وقدام خطيبتي اللهي بنتو..كفو كسرني ي سعد..حسيت روحي قدر الضبانة..نفسي ضاقت واتمنيت الارض بلعتني..طلعتا من البيت..خليت اي شي خليت خطيبتي واي شي..خشيت في السكة الحرام..تاجرتا في البنقو..برضو السلاح تاجرتا فيو..سكة الحرام كان ساهلة بالنسبة لي..بعد خمسة سنين ي سعد عملتا ثروة م ليها حد..ركبت عربية اخر موديل الزمن داك..يوم جيت عابر جمب بيت ناس عمي دا زاتو..كنتا بشرب في سيجارتي وانا عابر بالعربية..شاف العربية انخلع..جيت ماش قدامو سلام الله م اديتو ليو..خليتو يقوم من كرسيو..تعرف ي سعد..احلى شعور شنو..الانتقام..انك تنتقم من ناس م وثقت فيك من ناس اهانوك..شعور جميل انك تخلي الزول يغلي من جوا..دي قصتي ي سعد)..وسعد يستمع لكل كلامه ذاك ثم يقول(والله ي حاج نفسك غرتك بس..والدنيا ضوقتك حلاتا وهندا انتا اسع في مرها..لكن مدام تبتا وندمان دا براهو كفاية).
في الحارة ال21..دخل وليد الى البيت..وجد امه على التلفاز..واضعة صحن السلطة وهي تقطعها..سألها وليد(وين ي امي رهف وحبوبة)..ردت امه وهي مشغولة بالتقطيع والمشاهدة(مشو لي جيرانا ديل حبوبتك بتشرب معاهم الجبنة ورهف مع بتهم)..سكت وليد قليلا ثم قال(يمة نحنا لقينا الدسا البنقو في ركشة سعد..ودا دليل امكن يبرئ سعد)
يتبع....