في الصباح تم عرض سعد على النيابة..سأل الضابط سعد(طيب بعد المعروضات دي..ورينا انتا بتاجر براك ولا معاك ناس)..نظر سعد الى الضابط(يا جنابو وربي العباد م تاجر ولا بتعاطى..كل المشكلة انو البنقو دا م تبعي)..نظر الضابط الى اوراق الاتهام ثم قال(انتا متهم بي انك تاجر..والتجارة دي جريمة كبيرة يعني م حاجة هينا)..وسعد والكلبشات على يديه(ي جنابو اسأل مني في الحلة..دا اتهام غلط وربي .. ما مذنب انا)..وضع الضابط الاوراق مع بعضها..نظر الى سعد(عموما انا م عندي سلطة فيك..محاكمتك بعد كم يوم..حتكون يوم واحد..نطق بالحكم وكدا..انقلو السجن يحدي يوم محاكمتو)..نهض سعد من الكرسي..وعند خروجه مع العسكري سأل ضابط النيابة..بعينين يملؤهما الامل..(هو ي جنابو اقل شي في المتاجرة بكون كم سنة)..رد الضابط(زي 15 او20 سنة كدا)..أدار سعد ظهره وكأنه ادار ظهره للدنيا..انتهى كل شي بالنسبة له..بعد ان كان حلمه السفر للخارج اصبح امله الامان في السجن..كان لحظات حياته تمر امامه وهو يغادر مكتب الضابط..كانت اجمل لحظات حياته تمر امامه..تذكر كيف كان يقضي اوقاته مع امه..تذكر عائلته..تذكر امه وهي توقظه لصلاة الفجر وتقول له"قوم ي ولدي الرزق بدور قومة بدري"تذكر امه وهي تقدم له صينية الغداء وهو يقابلها ابتسامه مليئة بالحياة..مليئة بالامل..تذكر امه وهي تقول"انا م بريحني وبسر بالي غير لمن يعرس سعد وتجي مرتو تخدمني وتعمل لي القهوة وتجيب لي اولاد زي العسل"..تذكر اخته رهف وهي تقدم له كباية الشاي وابتسامتها مثل الزهرة اليانعة..تذكر اخته رهف وهي تقفز فرحا عندما يقدم لها نوتيلا وهي تقفز فرحا لتحضتنه وتقول له"ربنا م يحرمني منك ي احلى اخو في الدنيا"..تذكر وليد وهو يتشاجر معه في الشاحن..في ريموت التلفزيون ..تذكر حبوبته وهي تقدم له النصائح..تذكر صديقه نزار وهو يناوله كيس الصعود..تذكره في المحطة وهما يتسابقان لأخذ المشاوير...تذكر كل ذلك..ربما تذكر سلافة..لو كانت معه..وحمد الله انها تزوجت لكي لا تذوق الم فراقه...كانت تلك اللحظات تمر امامه وهو يخرج من مكتب الضابط..ليجد وليد وامه حنان وصديقه نزار قد قدموا لزيارته..كاد سعد ان يبكي..تمالك نفسه ثم طلب من العسكري بعض الوقت معهم..جلس بعد ان سلم عليهم..كانت امه تطمئن عليه..وتطمئن فيه..نظر اليها ثم قال(يمة نزار دا حيشوف ليكم سواق ركشة ممتاز..حيديكم حق اليوم باليوم..وانتي حتنزلي المدرسة وحتصرفي على البيت..وربنا م حيحوجكم ان شاء الله)..صرخت امه في وجع..كنت تبكي(ليه بتقول كدا..لشنو بتحسسني انك تاني م حترجع البيت).
نظر اليها ..كان الوجع يكاد يفطر قلبه..يكاد يتسرب الى قلبه كالسم ..قال لها(يمة تاني انسوا عندكم ولد اسمو سعد..قضيتي م هينة)..وضعت امه يدها على خده بحنان..كانت دافئة..نظرت الى عينيه ثم قالت(ي ولدي م تقول كدا..بكرة تطلع وترجع البيت ويرجع ينور تاني..ركعتين الصبح القاعد تصليهم حينقذوك..ودعوات امك بليل م حتفارقك)..نظر اليها سعد امسك بيدها وقبلها..وضعها على جبهة راسه..سكت طويلا ثم قال(يمة انسوني بس..هي لو سنة ولا سنتين م مشكلة من عمرنا وبتعدي..انما دي 15 سنة من عمري..حقضيها مع الغريب..مع اخر مكان في الدنيا كنتا متوفع روحي فيو)..نظر الى وليد(وانتا ي وليد..عايزك ترفع رأسك فوق رأس اي زول..اخوك الجاتو دي جاتو من وراء ضهرو..انما لو جوني قدام كان تلقا كراعي دي خاتيها فوق راسم..عيش راجل..ووصيتك على امك واختك وحبوبتك ديل امانتك..وإياك في يوم تخون الامانة..وقول الحق..حتى لو اتحبستا زي حتتحبس وضميرك مرتاح..ساعد اهلك واكل حلال..اكل الحرام يوم من الايام بجيك في قبرك)..ثم نظر الى نزار ..تبسم في وجه(وانتا ي نزار ديل اهلي وانتا بتعرفك زي اهلك بالضبط..م تنساهم بالزيارة..الصديق وقت الضيق وانا عارفك جدع )..ثم نهض سعد الى السجن منتظرا محاكمته بعد عدة ايام.
في السماء..التقى وليد بريم في الدكان..وقف وليد خالي من المشاعر..نظرت اليه ريم(مالك ي وليد)..رد (والله مشاغل بس وانتي كيف)..ردت ريم(م تمام بضرب ليك م بترد..ورسايلي مطنشا)رد وليد وهو موجوع..(متاسف ياخ اعزريني)..ردت ريم (اسامحك كيف..انتا اصلا....)قاطعها وليد(الفيني مكفيني ي بت الناس...سلاااام)..ثم ذهب الى بيته وذهبت بعد ان تركها محتارة.
بعد عدة ايام....كانت محاكمة سعد..جاذ وليد وامه واخته وحبوبته ونزار ومعتصم وجمع من الناس..كان سعد وراء القضيبان ممكسا بها...دخل القاضي ليقرأ قرار الحكم..كان سعد يراقب الجميع..ثم نظر الى القاضي الذي رتب اوراقه لينطق بالحكم.
يتبع...