الجزء 19

490 6 0
                                    


 في السجن..كان وليد في الزنزانة..راقد على الارض واضعا يده على وجه..يفكر..الملل يصيبه فينهض ويضع ظهره على الحائط..ينظر الى السقف..يفكر قليلا..يصيبه الملل..يضع رأسه بين رجليه..يحاول النوم لايأتيه النوم..هكذا كان حاله..خنقة السجن لا ترحمه..نظر اليه الحاج بخيت..(هنا ي ولدي الناس م عندها موضوع..الواحد يسرح بي خيالو برا..وكتار الجنو)..نهض سعد من الارض..(بس انا برئ ي حاج)..ضحك الحاج بخيت(طيب لو برئ جاي هنا لشنو)..اجابه سعد(لانو الحكومة قالت كدا..اتشاكلتا مع ود واحد من المسؤولين شاغل بت بدل يحبسو الولد حبسوني انا)...رد الحاج بخيت(يعني شيال)..استغرب سعد(كيف شيال)..رد بخيت(شايل ذنب غيرك..انا م عارف كيف الواحد يقطع من عمرو سنين عشان حاجة م عملا)..نظر اليه سعد..كان الالم قد اعتصر كبده(وحالتك ي حاج بخيت بقول عليك فاهمني وزي ابوي تقول علي كدا... انا اتجرجرت في البلد دي وحصلت لي مشاكل اكتر من اي واحد في السجن دا..كان ممكن اهرب من البلد وعادي افذ..لكن لقيت الشر حيصل ناس بيتنا قلتا افديهم بي نفسي)..وضع الحاج بخيت يده على كتف سعد(وانا نظرتي فيك م خابت جدع والله).

في المساء..اتصل وليد على ريم..(الو ..ريم)..ردت ريم بي لهفة(ولي..كيفك وربي الشوق بحور)..رد وليد(بالاكتر كمان..ريم ممكن الاقيك اسع)..صمتت ريم قليلا ثم ردت بفرح(جد ي وليد..نتلاقى)..رد وليد(اي لو ممكن..في الميدان)..ردت ريم(طيب عشرة دقايق واكون في الميدان)..لبست ريم ثوب امها الاسود..ربطت نهاية التوب على خصرها..حملت هاتفها..استأذنت من امها بحجة انها تريد ان تحول رصيد..خرجت من بيتها..كان الليل هادئ..لطالما كانت تقابل وليد في هذا الليل..كانت خطواتها في ثقة..وصلت للميدان..اشتاقت للميدان..الذي احبته لأجل وليد..نظرت في الافق..وجدت وليد قرب احدى القوائم..حرك الشوق قلبها..كان تمشي وهي تبتسم..كانت يداه ترتعشان باردتان بعض الشي..كأنه اللقاء الاول..وصلت الى وليد سلم عليها وقال(كيفك ي ريم)

نظرت ريم بعينين بريئتين يملؤهما الفرح(تمام ي وليد..ياخ قاطع خبرك عني)..رد وليد(تمام والله)..سكت وليد..كانت ريم تنتظر ان يكلمها..تنتظر حديثه..ظل وليد صامتا..ردت ريم(كيفك مع الدنيا وكدا)..سكت وليد..نظر اليها..رأى عيناها الجميلتان اللتان فتن بهما..رأى نظرة البراءة التي طالما أحبها..اراد قول شي ولكن جمال بسمتها يمنعه..تمالك شجاعته وقال(ريم..نحنا مفروض نفترق)..نظرت ريم الى وليد..كانت مستغربة..ضحكت(وليد..دا م وقت هظار)..تسلل بعض الخوف لها ولكنها تطمئن نفسها..رد وليد(م هظار..مفروض نفترق)..الالم قد اصاب ريم..

 تكاد الكلمات تخرج بصعوبة من جوفها..نظرت حول الميدان..كان مظلما..نظرت الى وليد(نفترق لشنو)..ووليد يرد(عشان م بنفع نعيش ونستمر مع بعض..دا قرار)..نزلت الدموع على خدي ريم..اصاب جسدها رعشة من الخوف..امسكت بوليد من اطراف قميصه وهي تهزه وتصرخ(م قايلاك واطي..م قايلاك حيوان كدا..ليه تخليني احبك اصلا..ليه توعدني انك حتستمر معاي طول السنين..ليه تسيبني بي برود كدا..ليه تغش علي وتقول لي بحبك وما حأسيبك في يوم من الايام..ليه تندمني على الايام العشتها وانا بستنى رسايلك..بستنى حنيتك بستنى حتى اشوف طلتك..ليه م عملتا حساب اني كنتا يومي بساهر معاك للصباح..ليه م راعيت اني كل م تقول عايز تقابلني بغش على اهلي وبطلع..ليه تندمني على كلمة بحبك القلتها ليك..م راعيت لي احاسيسي ومشاعري..طلعتا كضاب زيك وزي غيرك..ترضى يعملو كدا في اختك..يغشوا عليها..انسان كضاب ووسخ زيك..في لحظة تسيبني ..ي وليد..ي ولي..ي الزول الكنتا بقول ليو شعر..وبنوم على صوتو..وبصحى على رسايلو..ترضى تجرح مشاعر بت ادتك ثقتا..خلتك زي اخوها وابوها وصاحبا وكل شي..رسلتا ليك صوري..سمعتك صوتي..اديتك قلبي..جرحتني ي وليد..ي الكنتا بطمني..ي الكنتا لمن اكون زعلانة من ناس البيت ببكي عندك في التلفون..ي البنيت احلامي عليك ..ابو اولادي..نسيب امي..تسيبني ي وليد..في لحظات كنتا محتاجة ليك فيها..كنتا دواي واسع بقيت مرضي..كنتا ضمادي واسع بقيت جرحي..انا بكرهك بكرهك موت)..وهي تهز فيه ممسكة بقميصه..كان وليد يسمع كل ذلك الكلام..لا يحرك ساكنا..نزع يديها من قميصه..نظر اليها والدموع على خديها تسيل ..صرخ قائلا(انتي م عارفة شي ساي..انا من حبيتك عرفتا انو الظروف حتفرقنا..عايني لي حالي وحالك..انتي بت وحيدة..ابوك مغترب برا..واخوك شغال مهندس في اكبر شركة في البلد دي..عايني لي بيتنا وبيتكم..عايني لي حالي..ابوي متوفي لي 8 سنين...امي استاذة في مدرسة اساس يادابو مرتبا بكفيها حق المواصلات..اخوي الكان سايق ركشة وعائلنا الوحيد..الحكومة بت الكلب قصدتو ودخلتو السجن..حالنا بالبلاء ي ريم..نحنا م زيكم..طبعنا م زيكم..بالواضح مقامنا م زي مقامكم)..وريم تسمع كلامه...صدمها كلامه ردت عليه(وليد..متين انا حسستك بالانتا بتقولو دا..متين كان الفقر عيب..حصل قلتا ليك اخوك شغال شنو ولا ابوك ولا امك..كل الحكاية اني كنتا حاباك عايزاك انتا ..عايز اعيش معاك ولو في كوخ..بس خسارة فيك الحب)..رد وليد وهو متاثر(الظروف الجبرتني ..م عايز اضوقك المر زي م ضوقتو انا)..ثم غادر الميدان بعد ان تركها تبكي.

يتبع....

هدوء الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن