مرت فترة منذ الزواج، لم تصطدم نجمة بسلطان كثيراً، كانت هناك بعض الأحاديث السطحية و الصراعات المعتادة بينهما و لكن بقيت الأوضاع هادئة لحد ما، فقد انشغلت نجمة بأبحاثها و زيجها، و انشغل سلطان بخططه و عمله، اما بدر الصغير فقد كان هو من يقوم بأغلب الأعمال و اما الطعام فتأتي امرأة فقيرة و ابنتها تعدان الطعام و ترحلان.
فنجمة كانت تجد امام ناظريها منزلاً منظماً مرتباً و نظيف، و طعاماً شهياً جاهز الصنع، و لم تتعب نفسها لتسأل عن المصدر، فقد كانت في منزل والدها تشعر ان واجبها ان تعتني بوالدها، و لكن هنا هي لا تهتم، لا تريد اي شئ يربطها بسلطان، و سلطان نفسه لا يهتم فهو لا يجلس في البيت اساساً الكثير من الليالي يقضيها في القصر.
"هل سوف تخبرني عن آخر تطوارتك!؟" قال سلطان و هو يرمق الرجل الذي امامه بإستهتار من خلف لثامة
"انظر لهذا الرجل ياسيدي" قال و هو يشير على احد الرجال كان طويلاً عريضاً ذا بنية قوية، و اكمل بحماس و بفخر:" هذا رجلنا، يستطيع ان يحتمل التعذيب الشديد دون ان ينطق بحرف"
"اوه و لكنني اريده ان ينطق بكل ما لدية" قال سلطان بخبث
"اجل و لكن لا تريده ان يعترف بكل شئ مباشرتاً لكي لا يبدوا امره مريباً" قال الرجل
"هذا صحيح انك تعجبني اكثر من جاسر، فأنت تعرف كيف تعمل عقلك جيداً" قال سلطان
"جاسر كان غبياً محدود الفكر، المسكين يعيش ايام تعيسة في السجن" قال الرجل بخبث و سعادة لم يرد ان يظهرها
"نال ما يستحقه، فلا مكان للحمقى بيننا" قال سلطان بتحذير
"اوه بالتأكيد يا سيدي" قال الرجل و هو يضحك بتوتر
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historical Fictionنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...