الموت يتجاهل الحمقى

1.7K 193 30
                                    

ان الشرفاء ضفعاء هذا ما كان يعتقده سلطان دائماً، لقد كان يسخر من الشرفاء و ينظر لهم على انهم مخلوقات ضعيفة خلقوا ليركب فوق رأسهم الأقوياء !!
و لكن اليوم هو يدرك أنه أضعف من أي وقت مضى!! لقد كان دائماً يتخيل انه قوي ولكن في الحقيقة كان دائماً ضعيف و جبان، فهو لم يواجه مخاوفه و عيوبه بل راح يتباهى بها معتبراً إياها قوة و فخر!! انه أحمق و دائماً ما كان أحمق، و اليوم سيدفع ثمن حماقته! هو مستعد للموت و لكن لا يدري كيف سيداري كل ذنوبه !؟ انها كثيرة و لا تحصى !!



نظر للقاضي بتعب و هو منكس رأسه
"سلطان إبن سلمان السليماني المعروف بسلطان الهلالي" قال القاضي بصوت جهوري
"هنا سيدي!" قال سلطان بهدوء
فهو كان يتخيل وجود معلمه ليقاضيه و لكن كان وجود هذا القاضي ارحم عليه ألف مرةً من ان يقاضيه معلمه. فهو سيموت وقت المحاكمة في تلك الحالة من شعوره الشديد بالعار و احراجه الكبير من معلمه!!
"انك متهم بعده اتهامات و منها محاولة قتل و السبب بالفوى في المملكة و الخيانة الكبرى، هل تقر بكل ذنوبك؟!"
"أقر بها كلها سيدي؟!" قال سلطان يخجل
"اذاً أنت مدرك تماماً انك لست تحت اي ضغوط مذنب" سأل القاضي
"أجل أنا أقر بذنبي" قال سلطان بإصرار
"اذاً سلطان إبن سلمان السليماني لقد وجدن مذنباً و لكن بسبب انك تراجعت و ساهمت في تصحيح بعض ذنوبك فإننا وجدنا ان نخفف عنك العقوبات" قال القاضي
امتلأت القاعة بالهرج و المرج و الصراخات المتعالية المعترضة
"انه خائن يستحق الموت!"
"يجب أن يقتل "
"انها ذنبة خيانة كبرى لنا!!"
"توقفوا" صرخ القاضي بغضب واضح و أكمل بغضب:" إن الله سبحانه و تعالى وسعت رحمته كل شئ من نحن لنقسوا و لا نرحم!؟"
نظر كل من في القاعة لبعضهم بتأنيب ضمير و لكن لا زالت الإعتراضات موجودة!
نظر لهم سلطان بإشمئزاز يالهم من قذرون يتحمسوون للموت و كأن في الموت عدالة لكل شئ! ان في حالته الموت اهون عليهزمن الحياة فقد هيأ نفسه! و لكن لماذا حكم مخفف؟! هو لا يستحق ذلك!؟ يحب ان يعدم ككل الخونة!؟
" لقد رأينا ان انسب عقاب لك هو السجن الإنفرادي مدى الحياة" قال القاضي و هو يرمق سلطان بشدة!
كان هناك اعتراضات في القاعة و لكن كان الكثيريين يرون ان هذا الحكم عادل في حقه



سلطان كان أول المعترضين على الحكم!! فهو كان ينتظر الموت أساساً و لكن لم يهئ نفسه للسجن الإنفرادي مدى الحياة!! لقد ذاق طعم ذلك السجن و انه أسوأ من الموت بكثير! كم هو جبان لقد جبن أمام عقابه!! سجن مدى الحياة في زنزانة صغيرة غارقة في ظلام دامس لوحده للأبد !؟ ان هذا أقسى من الموت انه يشبه المكوث في القبو لكنه حي!
لقد كان كان دائماً يشعر انه فقد روحه خصوصاً حينما فقد نجمة، و لكنه الآن شعر بحلاوة الحياة فعلاً شعر انه لا يريد الموت! و لا يريد ان يسجن في ذلك القبر!! يريد ان يرى نجمة و ابنته التي يجهل ملامحها و لكن هو الذي جلب هذا لنفسه! لن يحاول الهروب كلا بل سيقف بشجاعة و سيتقبل حكمه!! ربما هي فرصة ليراجع نفسه و يتقرب أكثر إلى ربه!!



"اوه سيد جمال لقد آنستنا بزيارتك" قالت نجمة بمرح و هي تقدم الشاي لوالدها
"لقد حلبت معي بعض المؤونة لكِ و المال و انتِ بالتأكيد تعرفين طريق أقرب قرية" قال والدها بحنان
"بالتأكيد يا واادي لا تقلق علي فخيرك يغطينا من أعلى رأسنا لأخمص قدمينا" قالت نجمة بمرح
انطلق بكاء سلمى التي أكملت شهرها الأول منذ فترة
"اشششش يا حلوتي اهدئي" راحت نجمة تهزها بحنان و أكملت و هي تضعها في حضن أبيها:"هنا خذي من حنان جدكِ حتى انتهي من تحضير الغداء"
"مرحباً أيتها الأميرة الصغيرة" قال السيد جمال بحنان و هو يلاعب الرضيعة الصغيرة و اكمل:" ألا تريدين تسمعي بأخبار والدكِ أيتها الطفلة اللطيفة!"
خرجت نجمة من المطبخ كالسهم غاضبة ستطاير الشرار من عينيها:" والدي أرجوك أخبار المدن تبقى في المدن لا نريد شيئاً يعكر صفونا"
ألا يكفي انه حاضر دائماً معها ؟! كلما رمقت سلمى تذكرته!! ألا تمفيها هذه الذكرى، فلتبقى تتذكره في سلمى فهذا أفضل لها و له و لسلمى فهي لا تريد ان تقلل من احترامه في نهاية الأمر فهو والد ابنتها طال الزمان أو قصر انها لا تستطيع تغيير هذا الأمر!!
لقد كان بالها مرتاحاً مؤخراً استطاعت ان ترتاح و تسترخي قليلاً !! و هذا أمر جيد!!
" و لكن يا نجمة !!" قال والدها بتوسل
"أرجوك يا أبي" قالت نجمة و هي تتوسل
"حسناً أنا آسف يا صغيرتي" قال السيد جمال و هو يحتضن ابنته بحنان

استيقظ سلطان على صوت الباب مجدداً أسبوعان و هو في هذه الزنزانة، علم من صوت الباب انه حان موعد تغير السجانيين فهو بات لايميز الليل من النهار إلا بهذه الصورة!! فهو مهما سألهم عن الوقت لا يجيبونه؟! و لكنه وجد لنفسه بهذه الطريقة ليميز الليل من النهار، و من مواعيد الصلاة التي يلتزم بها السجانين! لم يكن يصلي كل السلوات كعادته السابقة و لكنه مع الوقت بات يلتزم، كان يجد في الصلاة راحة و مكاناً يبث فيه همومه.
و مع ذلك في هذا السجن الإنفرادي كان يصل لمراحل من الجنون احياناً بسبب وحدته الشديد و الهدوء الكبير ، كان عقله مليئاً بنجمة، فقد كان يحلم لو يبتقيها لمرة اخيرة يلقي عليها و على ابنته التي لم يتعرف عليها نظرة خاطفة! و لكن هي لن تسامحه بعد اليوم و هو مدرك تماماً لذلك و عليه ان يتعايش مع ذلك مثلما هو متعايش مع سجنه الجديد!!

——————————————————
مرحباً أصدقائي
حسناً أعرف أن الفصل قصير جداً هذه المرة و لكن يجب ان يكون هكذا الأحداث تجعلني مضطرة لجعل الفصل قصير !
و اتمنى لكم قراءة ممتعة

١-ما رأيكم في الأحداث الأخيرة؟!

٢- ما الذي تتخيلون حدوثه لاحقاً؟!


٣- ما رأيكم بتصرفات سلطان؟!


٤- ما رأيكم بالحكم الذي صدر في حقه؟!

٥- و ماذا عن ردة فعله ارجاه هذا الحكم؟!

٦- و ما رأيكم بردة فعل نجمة حينما حاول والدها ان يخبرها عن أخبار سلطان؟!

اتمنى لكم اوقاتاً سعيدة

نجمة و المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن