لا يعرف سلطان كيف وصل لمجلس السلطان بكل سلاسة، فلقد انصاع له الجميع و فتحوا له الطريق و كأنه ملكهم و لكن ليس حباً فيه انما خوفاً منه! فقد شعر من ذلك الموقف انه لا يريد ان يكون ملكاً مهاباً يحكم بالسيف و الدم!
مشى سلطان للمجلس السطان و هو يمسك بالغلام و قد اشعر بخنجره ناحية نحر الغلام المسكين الذي كان برتغب خوفاً!
"من تكون؟!" صرخ السلطان بشدة
"اعطني الأمان اعطيكم الأمان" قال سلطان بثقة
"لك الأمان" قال السلطان
"كلا قل لرجالك ان يخفضوا اسلحتهم لينزلوا اسلحتهم و سأنزل اسلحتي" قال سلطان و هو يمسك بالغلام بتهديد
راح السلطان يرمق رجاله و الذين بدورهم فهموا و راحوا يضعون سيوفهم على الأرض!
و بدوره سلطان اطلق شراح الغلام و انزل خنجره و رفع يديه بالأعلى
"لقد جئتكم طالباً السلام و لا أريد شئ آخر سوى مساعدتكم"قال سلطان
"لم نرى منك سلاماً بعد انزل لثامك و تحدث كالرجال" قال السلطان بشدة
انزل سلطان لثامه بترددو هو يشعر بالعار و خصوصاً من النظرات المستهجنة و الغاضبة و ما قتله هو نظرة معلمه الغاضبة المشمئزة منه لقد خاب ظنه! و يحق للرجل ان يخيب ظنه فيه فلقد عذب ابنته.
"توقفوا الآن لقد طلب السلام و اعطيناه لنستمع له" قال السلطان بهدوءو اكمل:"تكلم"
"حسناً لم آتي هنا لأطلب منكم ان تسامحوني عما قمت به او تعفوا عني فذنوبي كثيرة و الأخطاء تركبني و لا أستطيع ان استعر منها مع الأسف، لقد ارتكبت الكثير منها بسبب حماقتي و أنانيتي، و لن أقول بأنني أتيت اليوم لأكفر عن أخطائي فخطأي في حقكم ذنب كبير يحتاج لسنوات ليعفى عنه ،و أنا هنا لسببين" قال سلطان و هو ينظر لعيون الرجال و هم يرمقونه بغضب و إستياء واضحيين !
"دعونا نسمع أسبابه و بعدها نحكم أيها القوم لا يجب ان نتسرع في الحكم" قال السلطان بهدوء و حكمة
"كلا يا مولاي لا نستطيع ان نثق به مجدداً" قال أحد الرجال
"استمع لأسبابي فالمسألة فيها حياة أو موت" رد سلطان بشدة
"و كيف نطمئن لك بعد خيانتك" صرخ رجل آخو
"انت لم تستمع لأسبابي بعد" قال سلطان بهدوء
"لا بأس دعوه يكمل لن نخسر شئ" قال السلطان بهدوء لرجاله
"السبب الأول هو حماقة ارتكبتها اتوقع انكم سمعتم عن مجزرة ودة التي قام بها الفرنجة!" قال سلطان بإحراج واضح من تصرفاته
"أجل" قال السلطان
"أجل أنا السبب في ذلك فلقد تعاونت مع الفرنجة و لكنهم خانوا العهد و هاجموا قبل ان اعطيهم الإشارة و لنتفادى ان يحدث هذا في العاصمة فهم في طريقهم انا ارشدتهم لتلة " الهناء القريبة " ليضعوا معسكرهم اسفلها، و ذلك لكي تستطيعوا ان تهزموهم قبل ان يهاجموكم انا لدي خطة لذلك" قال سلطان
"اذاً انت تكفر عن ذنوبك" قال أحد الرجال
"كلا ان ذنوبي لن تكفر بهذه السهولة" قال سلطان بتأنيب ضمير
"و كيف نعرف انك لا تكذب؟!" قال أحد الرجال
"ننتظرهم ليخيموا و أنا سأكون معهم و سأجعلكم تتغلغلون في جيشهم لتتأكدوا ان كنت صادق ام كاذب قال سلطان بهدوء، و اكمل:" سببي الآخر هو انني بعد ان ننتهي من هذه المعركة و ننتهي من الفرنجة سأسلم نفسي لكم لأحاكم بشكل عادل على كل ما قمت به "
نظر له كل من بالقاعة بصدمة يسلم نفسه؟! هكذا بكل سهولة؟! فقد كان السيد جمال هو أكبر المتعجبيين
"سيدي لا نستطيع ان نثق به " قال أحد الرجال
" ارى بأنه من الحكمة ان نتحرى في ما قاله و نجعله تحت الحبي حتى ننتهي من تحرياتنا فإدعاءاته مقلقة و في نفس الوقت لا نستطيع أن نثق به" قال أحد المستشارين
"من يتفق مع ما قيل؟!" سأل السلطان
فوجد الغالبية رفعوا ايديهم موافقين على الفكرة
"حسناً اذاً نفعل هذا و ليوفقنا الله" قال السلطان بهدوء
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historical Fictionنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...