"أنت السبب يا سلطان انت من قام بدفعه" صرخ الصبي ذا الثلاثة عشر عام بهلع
"و ما دخلي انا !"قال سلطان ذا العشرة أعوام بصدمة
"هششششش اصمت لقد مات بسببك لقد قتلت أخي أيها القذر"صرخ الصبي بهستيريا و هو يمسك بسلطان من ياقته
"بسببك مات أخي" تلك الجملة تركت اثراً بالغاً في نفس سلطان، زادت من حقده على الدنيا، فتلك الحادثة صقلت شخصيته أكثر و أكثر.
فتح عينيه و هو يشعر بدفئ غريب، و تفاجئ بوجود نجمة النائمة بسلام على كرسي بجانبه و هي تمسك بيده! ابعد يده عن يدها و راح يتأملها بهدوء، لطالما أراحه منظرها المسالم، فقد بات يستمتع بهدوئها و هي تنام بسلام ، ابعد شعرها عن وجهها، التفت للجانب الآخر وجد بدر ينام بسلام هو الآخر، كان بدر دائماً يذكره بنفسه و لكنه كان في قرارة نفسه يطمح أن يجعل بدر يعيش تجربة أفضل من تجربته.اغلق عينيه متذكراً تلك الصحراء لقد كان يعيش فيها منذ ان وعى على الدنيا، فقد كان الكهف مخبأهم هو والدته المسالم، كان يحب الليالي العاصفة بحيث أن الريح كانت تعصف بداخل الكهف فتصنع صوت صفير مضحك و مريح في نفس الوقت، لم يكن لديه ما يسليه اما والدته فانشغلت بالجلوس في صمت أو التحرك بعصبية و بتوتر، كانت لديها عادة قضم الأظافر و قلع حبات من شعرها بتوتر و هي تفكر، و في لحظات سكينتها كانت تلتفت له و تتحدث معه،و لذلك لم يعرف في حياته الكثيرين و لم يكن له أصدقاء و كان ممنوعاً عليه الخروج من الكهف سوى في ساعات الصباح المبكرة و في آخر الليل لم يكن يزورهم أحد سوى شخص واحد! و كان يعتني بهم كما اعتقد! كان يثق به جداً و يعتبره قدوته في الحياة لدرجة أنه اعتقد في فترة من فترات طفولة أن هذا الرجل هو والده الحقيقي لولا نظرات والدته المرتابة كلما حل ضيفاً عليهم و لكن كل أحلام سلطات تشتت في عمر صغير جداً!
حينما ماتت والدته انقلبت دنياه، اوصته اوصته بالكثير، لم يعرف كيف يدفنها!؟ فهو لن يطلب المساعدة من ذلك الحقير! قاتل والدته!! كان يجب ان يجده لينتقم منه، تركها هناك في كهفها جثة هامدة، و هرب هرب بعيداً هرب لينتقم، ترك خلفه الكهف و كل ذكرياته الحلوه بالنسبة له تلك كانت أجمل لحظات حياته فقد كان يعيش بسلام فقد اعتنت والدته به في لحظات هدوئها و سكينتها و كانت تلك اللحظات تساوي لسلطان الدنيا حينما تحدثه والدته!
وصل للعاصمة مع قافلة تجار قرروا مساعدته، قدموا له الطعام و الإيواء، و لكن لم يكتفي كان بحاجه للمزيد من الطعام كان جائع و وحيد، لم يبكي لموت والدته و هو ابن السابعه لم يكن يعرف الموت جيداً و لكنه كان يعرف الحقد و الغضب و الوحدة فقد ارتسمت في ملامح والدته فهم تلك المشاعر جيداً حتى تطبع بها فكل غضب والدته و كل حقدها و كل وحدتها تشربها هو، في تلك الليلة كانت سرقته الأولى سرق رغيف خبز إضافي من أحد التجار! لأنه كان جائع و لم يعرف كيف يطلب؟! لم يتعلم ذلك! و لكنه تعلم كيف يسرق ليحصل على ما يريد!!
وصل للعاصمة كان وحيداً يعيش في الطرقات، أصبحت السرقة عادته سرق من البسطات البسيطة الطعام، كانت يده خفيفه و كانت سرقاته تلك بريئة فهو لم يفهم انه يجب ان يدفع بل انه يجب ان يأخذ بالقوة! كان ينام في الطرقات وحيداً لم يهتم الكثيرين للطفل اليتيم فهو مجرد طفل شوارع آخر، إلا تلك العجوز الطيبة التي كانت تعطيه الطعام و اللباس في فصل الشتاء، خطفت عينيه حليها الكثيرة و سرق منها ووهي لا تشعر مرة خاتم و مرة اسوارة و خبأهم جيداً، و يوماً ما ماتت تلك العجوز! .
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historická literaturaنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...