" و لكن سلطان أرجوك اريد ان آتي معك إلى ولاية سبراز" قالت نجمة بترجاء
"ما الذي ستفعلينه في سبراز معي يا نجمة انني ذاهب لزيارة بعض اصدقائي" قال سلطان بإنزعاح
"لا بأس و لكني بحاجة للراحة قليلاً و ستكون بمثابة الإجازة" قال نجمة
"و ماذا عن عملكِ في القصر؟!" قال سلطان و هو ينظر إليها بيأس
" لا تقلق بهذا الشأن سأخبر مولاتي السلطانة أنني سآخذ اجازة" قالت نجمة بحماس و اكملت:" سمعت ان سبراز تشتهر بسوق الوراقين التي هناك !!"
"أجل! فأنت تريدين ان تنشري كتابكِ!" قال سلطان
"سأسلمه لك قريباً لتنشره لي كما وعدتني" قالت نجمة بحماس و اكملت :" متى ستكون رحلتنا؟!"
"في الغد بعد صلاة الضهر" قال سلطان بيأس و هو يتنهد
فقد استطاعت ان تهزمه بالفعل، هو يريد ان ينهي عمله هناك بأسرع وقت و لا يريد ان تكون معه في هذه الرحلة فهو مؤخراً بات يحاول جهده ان يخفي عنها حقيقته حتى ان كشفته لايريدها ان تراه سلطان السئ ذا القلب المتحجر الحاقد، لا يريدها ان تراه قبيح الخُلق، فهو كان يعلم حقيقة مشاعره ناحيتها منذ زمن بعيد فهو كان يحتاج إليها بقربه ، فهو يشعر احياناً أنها هي تجمله بجمال روحها و تبعث فيه شعوراً من السلام فقد بات يحب العودة للمنزل فقط ليكون معها!، فقد كان ان لم يحتك بها و هو في المنزل كان يتسلل بشكل سري لمختبرها و احياناً لغرفتها للإطمئنان عليها، كان سعيداً حينما علم بموافقة السلطان على عملها للتدريس في القصر، فقد يكان يعلم انها ستكون بقربه و يستطيع ان يذهب اليها ليراها، بجانبه دائماً ، فهو كان فخوراً بها في داخله كان حينما يحقق انتقامه من خالد السليماني و يستعيد عرشه من السلطان كان سيصلح الأمور معها و سيعترف لها بحقيقة مشاعره !سيجعلها سلطانته! فهي سلطانة قلبه و لا يعلم و لم يتخيل كيف استسلم هكذا للحب!! لم يتخيل يوماً ان يستسلم للحب ان يدق قلبه لإحداهن ان يلين و ان يرق قلبه لأحد، فالحب ضعف في نظره و خنوع و استسلام تام بالنسبة له ، و لكنه كالزائر المفاجئ جاء بلا موعد و دخل قلبه عنوتاً دون ان يطرق الباب احبها و لا يستطيع ان يتجاهل مشاعره او يدفنها او يهرب منها انه امر واقع عليه!! حاول ان يدفن مشاعره سابقاً و يتعرى منها و لكن لم يستطع كان يشعر بالإختناق كل دقيقة يرفض بها هذا الحب! تنهد بتعب مجدداً و هو ينظر إليها و هي تتحدث ببلاهة و تحرك يدها بكل حماس و هي تتحدث عن زيجها الذي ستنشره قريباً انها فعلاً نجمة تضئ برقة من بعيد وبريقها يخطف الأبصار ان اقتربت منها! و لكنه خائف خائف عليها من نفسه ! احياناً يفكر ان يبتعد عنها و يهرب بعيداً عنها بكل شروره و لكنه لا يستطيع كلما تخيل حياته من دونها يتخيل الصحراء الباردة التي كان يقضي فيها ايامة حينما تغضب منه والدته!قلب سلطان الرسالة التي بين يديه و راح يقرأها بدل المرة عشر مرات!!
"عزيزي العقرب
اعرف ما الذي تنوي فعله! احذر فأنت تلعب بالنار و بشكل سئ هذا تحذيرك الأول ، نلتقي في رسائل قادمة
و شكراً
تحياتي الجني"
كانت تلك الرسالة الغريبة قد وجدها في جيب ثيابه و لم يفهم من أين جائت و كيف وصلت إليه؟! و الأهم من هذا من هذا الجرئ الذي يهدده بهذه الوقاحة؟!و كيف عرف انه العقرب؟! ان الأمر حطير عليه ان يحذر أكثر في تحركاته لا يريد ان يكرر أخطاؤه كلا لن بسمح لهذه الرسالة ان تقف في طريقه سوف يذهب إلى سبراز و سوف يحقق خططه .
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historical Fictionنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...