السماء دائماً تبدو أكثر إزرقاقاً من الصحراء، الهواء أكثر إنعاشاً وفي الليل تبدو النجوم أقرب إليها، عكس المدينة و ضجيجها ،كل شئ يبعث على السلام، كل شئ في مكانه الصحيح و لكن هناك شئ ناقص ! منزلها الصغير في بر زيان نعم ! حياتها السابقة المسالمة هناك، كادت تنساها و تنسى جنتها الصغيرة تلك وسط أبهة المدينة و ضجيجها، كم تعشق الصحراء ففي الصحراء راحة نفسية بالنسبة لها كم تفتقد حياتها السابقة في بر زيان، لم تكن تحب التغيير يرماً لأنها لم تكن تريد أن تتأذى! تعلم جيداً أنها إن أحبت احداً تؤثر نفسها لحساب من تحب و اليوم هذا ما فعلته.
نظرت نجمة للأفق و تنهدت بتعب
""نجمة أنتِ هنا!؟" قالت فردوس بإنزعاج و أكملت بإنزعاج:" جدتي تبخي عنكِ في كل مكان، و ها أنتِ تهربين للصحراء مجدداً"
"لو عدت لن أسلم من عصاها" قالت نجمة و هي تنظر للصحراء بهدوء
"ما الذي حدث يا نجمة!؟ لماذا لا تريدين أن تخبريني!؟" قالت فردوس بقلق
"لا شئ اردت بعض الهدوء فقط" قالت نجمة بهدوء
"نجمة لقد أتيتِ إلى هنا لوحدكِ يا عزيزتي، لقد كنتِ تبكين" قالت فردوس بإنزعاج
"لم تخبرينني يا فردوس كيف تسير أمور خطبتكِ !؟" قالت نجمة و هي تغير الموضوع
"لا تغيري الموضوع يا نجمة!" قالت فردوس بخجل
"هيا يا فردوس لنذهب و نرى الجدة فهيمة" قالت نجمة بهدوء عكس العاصفة الهوجاء التي في قلبها و عقلها
راحت فردوس تنظر لنجمة بقلق تتذكر جيداً ليلة البارحة لم يكن منظرها يبعث على الإطمئنان! هناك شئ ما حدث و لا تريد نجمة أن تفصح عنه!
فقد كانت فردوس مع جدتها تتسامران ليلاً و تفاجئن بطرقات خفيفة مترددة
"من هناك؟!" صرخت السيدة فهيمة
"ارجوكِ يا جدة فهيمة إفتحي الباب " قالت نجمة بصوت باكٍ
"نجمة!" صرخت السيدة فهيمة و اكملت بقلق و هي تفتح الباب:" اوه بسرعة ادخلي يا صغيرتي ادخلي"
"نجمة ماذا حصل؟!" قالت فردوس و هي تستقبل نجمة
ارتمت نجمة في حضن فردوس و هي تبكي لم يتوقف بكاؤها حتى نامت أخيراً لم تنطق بحرف
استيقظت صباحاً على صراخ الجدة فهيمة
"استيقظي أيتها الصغيرة المشاكسة و اخبريني كيف وصلتي هنا هل يعلم زوجكِ؟!"
"ابتعدي عني يا جدة دعيني أنام قليلاً"قالت نجمة بإنزعاج و ايعدت الفراش عن وجهها و اكملت بضيق:" كلا لا يعلم و لا أريده أن يعلم "
"هل تشارجرتي مع زوجكِ يا نجمة!؟" سألت فردوس بإنزعاج
"ماذا شجار!؟ هل أنت مجنونة!؟ الآن و في الحال تعودين على ظهر جملكِ إليه تقبلين رأست تعتذرين منه!" صرخت الجدة فهيمة بعضب
"لست مجنونة لكي أعود إلى ذاك المختل عقلياً" صرخت نجمة بغضب
امسكت السيدة فهيمة عصاها بغضب
"ارجوكِ اهدأي يا جدتي كل شئ يحل بالهدوء" قالت فردوس و هي تبعد جدتها
"أنا ذاهبة إلى بر زيان سأترك بيتك البائس هذا" صرخت نجمة بإستياء و ركضت للخارج
"الحقي بتلك الهمجية يا فردوس انها متهورة و طائشة" قالت السيدة فهيمة و هي تلهث بغضب و تعب
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historical Fictionنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...
