مغامرة المساء

3K 263 38
                                    

"هذا المستودع يعود لخالد السليماني يا سيدي" قال الرجل العجوز بتعب
"هل انت متأكد؟!" سأله سلطان بإهتمام من خلف لثامة
"بالتأكيد فقد اشتراه مساعده من جاري بسعر جيد" قال الكهل بثقة
"و ما هي نشاطات هذا المستودع" سأل سلطان بتلميح
"نشاطات؟!" قال الكهل بإستغراب و اكمل:" لا يوجد شئ كهذا، مجرد بضائع يحضرها رجاله كل يوم، لا اعلم لماذا داهم الشرطة المكان بالأمس بصراحة!؟"
"تاجر؟!" فكر سلطان في نفسه، فهو متأكد ان خالد السليماني و هو قريب بعيد للسلطان و هو مستشار ملكي من الدرجة الاولى رأيه مهم لدى السلطان و له الكثير من المؤيدين في القصر و الكثيرين يتمنون ان يكون هو السلطان مكان بهاءالدين كونه ذا خبرة و اكبر في العمر، فهو ذو شخصية قوية و ذكية و قيادية و لكنه ليس بتاجر! فهو يكسب المال كونه مستشار أول، فسلطان لا يعرف الكثير عن الجانب الخفي لهذا الرجل، فالرجل تصرفاته عادية و لم يكن بالنسبة لسلطان ذا اهمية او انه مصدر للقلق مجرد رجل قوي آخر في القصر، و لكن الآن هو كذلك! على سلطان يتحرى عن هذا الرجل أكثر، ربما ربما يجد شئ؟!، فلماذا عساه ان يعاديه هذا الرجل ؟!



أغلقت نجمة عينيها و هي تحاول ان تنسى ما حدث لها البارحة، لقد كانت أوقات عصيبة و لكن حدث أمر غريب!، فبعد أن جاء الشرطة ألقوا القبض على الرجل الضخم
كان على نجمة ان تدلي للشرطة ما حدث معها
هم في طريقهم و من دون سابق انذار وقع الرجل الضخم على الأرض كان أحدهم قد أطلق سهماً اخترق قلب الرجل، و بالطبع سقط ميتاً غارقاً في دمائه حقاً هذه المرة!
تعلم نجمة ان منظره ذاك و هو غارق في دمائه لن يفارق مخيلتها، فهي بالكاد نامت ليلة البارحة فقد حلمت بما حدث معها ألف مره! فقد أعادها سلطان للمنزل و خرج مباشرةً بعدها و كان الوقت متأخراً، هذا جعلها تعقد العزم على معرفة ما يخطط له فحكاية خطفها، و خروجاته الكثيرة كلها تشير لأن هذا الشاب يخفي اموراً!
"سيدتي!؟" قال بدر
نظرت إليه نجمة مبتسمة فهي باتت مدينة له بحياتها
"ما الأمر يا بدر؟" سألت نجمة بإبتسامة متعبة
"السيدة كاملة لم تحضر اليوم!" قال بدر
"ماذا!؟ هذا غريب؟!" قالت نجمة و اكملت:" ليس من عادة تلك السيدة ان تتأخر"
"أجل" قال بدر
" لا بأس سأطهو الطعام أنا " قال نجمة
"لا يا سيدتي سأبحث عنها" قال بدر بقلق
"لا تقلق انني معتادة على الطهي" قالت بمرح و اكملت بغضب مازح:" ألم نتفق أن تناديني باسمي؟!"
"اوه آسف " قال بدر بتوتر
"هيا لنذهب و نعد الطعام" قال نجمة بمرح
فكرت ان هذا الأمر سيجعلها تنسى قليلاً البارحة، فهي لم تستطع التركيز في أبحاثها تماماً،فالإختطاف نفسه لم يكن مرعباً مثلما كانت حادثة القتل، فهي التي ارعبتها و سببت لها الكوابيس، فقد رأت أمام عينها رجل ينازع الحياة و ان كان كل شئ حدث بسرعة و لكن الفكرة جعلتها تفكر في هيبة الموت الذي كانت تسئ التفكير به و تعتبره أمر سهل و هو مصير الجميع و لكن ان تشهد موتاً امام ناظريها جعلها تعيد حساباتها.




نجمة و المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن