" عيناها كالخشب العتيق" كانت نجمة تفكر بينها و بين نفسها، فقد سمحت لنفسها ان تختلس النظر لسلمى التي لم تكمل الأسبوع بعد! ، اجتاحتها كل تلك المشاعر اللذيذة الجميلة ، هذه الطفلة فقط حينما وقعت عينيها عليها تعلقت بها، استطاعت ان تميز عينيها البنية الخمرية و التي كانت عبارةً عن مزيج ما بين عين نجمة العسلية و عين سلطان البنية المائلة للسواد و بشرتها الناصعة البياض كجدها تماماً، و الشامة أسفل عينيها اليمنى"ابنة أمها" فكرت نجمة بينها و بين نفسها، و شعرها الأسود المجعد كشعر والدها تماماً مع اختلاف اللون "ابنة أبيها" فكرت نجمة بينها و بين نفسها و هي تمسح دموعها التي خانتها، كلا سلمى ستبقى سالمة لن تكون كأبيها ستبقى ناجية من العذاب، من عذاب هذه الدنيا و بإذن الله من عذاب الآخرة، لا تريد لإبنتها ان تعاني من ذنب هي لم ترتكبه ! لا لن تقسو عليها يكفي ان هذا الزمان سيقسو عليها و قسى عليها منذ ان كانت في بطن امها، فقد ولدت شبه يتيمة، كلا يجب ان تهرب نجمة معها بعيداً عن قسوة هذه المدينة و عيون ناسها !! يجب ان تهرب بشكل أو بآخر
لا يعرف كيف عبر سلطان تلك الصحاري الشاسعة و هو في صراع مع نفسه، كان في كل مرة يتوقف ليتراجع عن الذي ينوي فعله ، و لكنه يعود مجدداً !! فهو لا يدري لماذا يجب أن يضحي نفسه من أجل الجميع؟! و لكن هن السبب تلك غلطته؟! و ماذا عن حقه؟! حقه؟! لا حق له ! هذا ما اتفق عليه نفسه ان حقه هو سراب صنعته والدته حق بلا حق ، حق لا شرف هو حق باطل!! لو كان له حق فسيناله دون ان يقتل احد ! عليه ان يتعلم ان يستسلم للقدر قليلاً ، فربما هو يريد شيئاً يرى فيه خير و هو شر، الله يعلم و أنتم لا تعلمون.
فقرر هذه المرة فعلاً ان يستسلم و يصحح أخطاؤه حتى ان لم تسامحه نجمة فهو سيبقى وفياً لها ، على الأقل هو يشعر ببعض الراحة بالرغم من تردده و حيرته!! هو فقط لم يتعلم كيف يكون شخصاً جيداً.
انه يشتاق لنجمة و لسيرة نجمة ، هل وضعت حملها يا ترى؟!وضعت حملها؟! يا إلهي ماذا فعل؟! خسر كل شئ بسبب طيشه انه أحمق بل أحمق كبير! ليته يعود للوراء و يصحح أخطاؤه و لو قليلاً لقد خسر عائلته الصغيرة بسبب أنانيته المفرطة!!
وقف على أبواب جبل سالم و قد تلثم جيداً فهو يعرف فريسته حق معرفة و لديه ثقةً عاليةً بنفسه أنه سينجح بشكل أو بآخر!أوثقت نجمة ربط صغيرتها بقطعة قماش صغيرة على جسدها، بصعوبة امسكت بلجام جملها و بهدوء خرجت و قد تركت خلفها رسالة وداع ، مسحت دمعة خفيفة و هي تغادر هذا المنزل الذي شهد حبها لسلطان طموحها و أحلامها الصغيرة الكبيرة! كيف وصلت لهذه الحال؟! كانت بالأمس ابنة السابعة عشر ربيعاً صغيرة مدللة ، و اليوم هي ابنة التاسعة عشرة غدت امرأة و فوق كل هذا و ذاك أماً ! باتت مسؤليتها و أوليتهت سلمى و كل حياتها سلمى،عليها ان تحميها لكي لا تكون كأبيها!! لن تكون قاسية كأم سلطان لا لن ترضى بذلك!! هي ليست كذلك.
شقت طريقها بهدوء في المدينة و قد تلثمت جيداً ، فقد خافت ان لا يسترها ظلام الليل و هي تهرب من المدينة !! مسحت دموعها التي كانت تنزل بين الفنية و الأخرى و هي تشعر بالأسى لأنها تترك خلفها والدها!
بدأت سلمى بالبكاء، نظرت لها نجمة بهدوء، انها لا تستطيع ان تكرهها مهما فعلت قلبها تعلق بها تماماً
"سلمى يا سلمى لا تبكي و آمني أمكِ بجانبك" راحت تغني لطفلتها ، اصطدمت بأحدهم دون ان تشعر
"عذراً!" قالت معتذرة بسرعة
رحلت بسرعة قبل ان تسمع اي رد من الغريب، ركبت جملهت و كان صعباً عليها مع وجود سلمى و لكنها حاولت و نجحت في النهاية
سارت في طريقها و هي تحاول ان تتذكرقليلاً و تتبع النجوم قليلاً لتصل لغايتها!
أنت تقرأ
نجمة و المخادع
Historical Fictionنجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يجلس على عرشٌ مصنوعٌ من الذهب و الأحجار الكريمة و الماس ، نجمة تعمل بجد لتصبح عالمة عظيمة و المخادع يعمل بجد ليصبح ملكاً عظيماً . فما دخل ال...