الحلقه الرابعه
وقفنا الحلقه اللى فاتت عن لما دكتوره ياسمين سألت ندى عن أسم الدكتور اللى هتكون ندى متدربه عنده و ندى قالتلها اسمه جاسر رأفت و تغيرت ملامح ياسمين و خلال هذا الوقت كانت ندى تنتظر فى الكافتيريا حتى ينتهى جاسر من العمليه
نروح لجاسر
جاسر انتهى من العمليه و طمئأن أهل المريض و توجه الى غرفته بالمستشفى
دخل عليه دكتور اسماعيل مدير المستشفى ليخبره أن المتدربين سيبدؤا اليوم و قد أسندت اليه متدربه تدعى ندى و بالتاكيد ستاتى الان الى غرفته لانهم اخبروها انه سينتهى من اجراء عمليه فى تمام الثانيه ظهرا , رحب جاسر بالرغم من أنه يقلق من شأن التدريب نظرا لاستهتار الطلبه و الطالبات أحيانا و لكن جاسر لا يسمح به ابدا و لذلك دائما ما تتوتر دائما العلاقه بين جاسر و متدربيه
نرجع لندى و ياسمين فى الكافتيريا بالمستشفى
ندى : اسمه دكتور جاسر رأفت العزاوى
ياسمين تغيرت ملامحها الى الاندهاش و اتسعت عيناها و لنقل اشفقت على ندى
وقالت ياسمين : جاسر ده أصعب دكتور ممكن تتعاملى معاه فى حياتك عصبى جدااااااااااا جدااااااا مبيتقبلش اى غلط غير مقصود عايز كل حاجه زى الالف .. يعنى الموضوع مش بس متعلق انك متغلطيش علشان صحه مريض او كده لا ده ممكن بس لو اتأخرتى عشر دقايق و مكنش وراكى حاجه و هتيجى تقعدى فاضيه يبهدلك طول اليوم على ال 10 دقايق دول
__ توترت ندى أكثر و لكنها عقدت العزم ان تلتزم بكل شىء حتى لا تضع نفسها فى مواقف مع دكتور جاسر
ثم نظرت ندى فى ساعة يديها فوجدتها 2:20 فعلمت انها تأخرت على جاسر 20 دقيقه ففزعت و شبه قفزت من مكانها إثر توترها و خوفها من جاسر حسب حديث ياسمين عليه و على طباعة
ندى : انا مضطره أقوم انا اتاخرت 20 دقيقه , قالت هذا و هى تلملم اشياءها فى عجاله من أمرها
ياسمين : روحى حبيبتى بسرعه ، ربنا يهديه عليكى
_ اسرعت ندى الخطى حتى وصلت غرفه جاسر فدقت الباب و انتظرت
( يعلم جاسر ان هذه المتدربه من المفروض ان تكون تنتظره امام المكتب فى تمام الثانيه فجن جنون جاسر و لم يستبشر خيرا )
دقت ندى الباب و انتظرت
جاسر : و هو فى أقصى مراحل عصبيته و ناظر فى ورق أمامه : أدخل
دخلت ندى و هى ترتجف
جاسر و هو مازال ينظر فى الورق : المفروض معادك هنا الساعه 2 بالظبط , و دلوقتى الساعة 2:25 دقيقه
ندى بصوت مرتجف : انا اسفه بس و الله انا كنت
__ منذ ان نطقت ندى بأول كلمه رفع جاسر وجهه لانه تعرف على نبره صوتها ، نبره الصوت التى طالما سهر ليالى من أجلها ، التى طالما دعا الله ان يلتقى بصاحبتها مره أخرى ، تلك النبره التى تحدث مع يوسف بشأنها فى اليوم السابق ...
كان ينوى جاسر ان يعنف تلك المتدربه على عدم التزامها و لكنه حقا قد توقف عقله عن التفكير عندما نظر لملاحها و تعرف عليها و لكن ندى بالطبع ناظره أرضا وأحمر وجهها و لكن هذه المره خوفا و ايضا خجلا من فعلتها منذ البدايه, و بالطبع لم تتعرف هى على جاسر لانها يوم السياره لم تنظر لجاسر قط و هو يعلم ذلك ( يعلم انها لا تعرفه )
جاسر : اقعدى و استنى هنا
و خرج جاسر خارج غرفته ليفكر بهدوء كيف يتصرف معها و توصل للقرار بالفعل فطبع جاسر يغلب عليه دائما
عاد لغرفته فهبت واقفه ، فرح جاسر داخليا لاحترامها له بالرغم انها بالتاكيد لاحظت فرق السن الصغير جدا بينهم فهو فقط عامين ، اشار لها جاسر ان تجلس فانتظرت حتى وصل هو الى كرسيه و جلس ثم جلست ، لاحظ جاسر موقفها و عجبه ايضا و لكنه اراد ان يعودها ان تنفذ ما يقوله بالظبط دون إضافه
فجلس ثم قال
جاسر : أعتقد شاورتلك تقعدى و انا عند الباب ليه استنيتى كل ده ؟!
ندى : صمتت فهى لم يعد لديها ما تقوله
جاسر : سألت سؤال يبقى تردى
ندى : كنت مستنيه حضرتك تقعد الأول
جاسر : طيب بعد كده اللى اقوله يتنفذ من غير رأيك فيه ، يعنى من الآخر متتصرفيش من دماغك , أوكى ؟
ندى : حاضر يا دكتور
__ اعجب جاسر جداااا بردها التلقائى بالرغم انه يحدثها بطريقه عنيفه جدا فهو بالاساس يختبرها و لا ننكر ان هذه فى الاساس هى معامله جاسر فى مثل هذه المواقف
جاسر : اسمك ندى صح ؟
ندى ايوه يا دكتور
جاسر : ماشى يا ندى دى اول و آخر مره تتاخرى فيها ، متتكررش تانى
ندى : حاضر يا دكتور
جاسر : تمام و بدأ جاسر يباشر عمله أمام ندى و يعطيها تعليماته و ندى نظرا لاجتهادها كانت تسجل بعقلها كل كلمه ينطق بها جاسر و اعجب جاسر بتركيزها الشديد معه و تجاوبها و اخذها الامور بالفعل على محمل الجد
مر هذا اليوم و عاد جاسر الى منزله يكاد يطير فرحا انه ألتقى بندى اخيرا
دخل غرفته و لم يخرج منها و اخذ يسترجع كل ما حدث و كل تصرفات ندى و خجلها و احترامها و قد زاد على فرضه ركعات شكر لله أنه التقى بندى و دعا الله أن ييسر الخير له و يرشده للصواب و تمنى أن تكون ندى خيرا له و أن يجعلها الله من نصيبه ثم استمر بالتفكير حتى غلبه النوم وكان قد أخبر ندى أنه يتوجب عليها ان تكون امام غرفته بالمستشفى فى تمام الساعه الثامنه صباحا كل يوم
فى صباح اليوم التالى ذهب جاسر و كان امام غرفته بالمستشفى الساعه الثامنه إلا عشر دقائق ، وجد ندى تقف بمفردها و تنظر فى ساعتها فى ركن بعيد عن المكتب فدخل مكتبه و ترك الباب مفتوحا ليرى ماذا ستفعل ندى
وجد ندى لا تفعل شى سوى النظر فى ساعتها كل نصف دقيقه الى ان اصبحت الساعه الثامنه بالدقيقه توجهت الى المكتب ، لم يفهم جاسرفعلتها فهى رآته و هو يدخل لمكتبه و هى واقفه لا تفعل شىء فلماذا لم تدخل
دقت ندى الباب المفتوح و انترت ان اشار لها بالدخول ثم الجلوس و بالطبع تركت ندى الباب مفتوح
جاسر : صباح الخير
ندى : صباح النور يا دكتور
جاسر : انتى كنتى واقفه بتعملى ايه ،مدخلتيش ليه لما شوفتينى جيت
ندى : حضرتك قلتلى امبارح متصرفش من دماغى و انفذ بس اللى حضرتك تقول عليه ، و حضرتك قلتلى امبارح تكونى ادام المكتب 8 بالظبط فانا كنت مستنيه لحد ما تبقى الساعه 8 بالظبط
___ اعجب و اندهش جاسر ان ندى فهمته لهذا الحد فهذه التفصيله لم تات حتى على بال جاسر و لو كانت دخلت وراءه قبل المعاد ما كان عاتبها على ذلك ، فتعجب لسرعه استيعابها لطريقته ، الذى يعلم جيدا أن الكثير لم يحتملها و بالاخص الفتيات ، فاندهش لمدى طاعه ندى له فهى بالمعنى الحرفى تمتثل لأؤامره
فضحك لها جاسر لاول مره و قال : اه برافو عليكى
ابتسمت ندى و احمر وجهها خجلا على هذا الثناء البسيط و نظرت ارضا و كل هذا يلحظه جاسر بالطبع
جاسر : طب يلا انتى هتدخلى معايا عمليه النهارده , لم يفعلها جاسر ابدا أن يصطحب متدربه لتشاهد عمليه بعد اول يوم فقط فهو يكره دخول متدربين معه غرفه العمليات و لكن بالرغم انه أدخل ندى و هذه خبره و فرصه كبيره لها ، و لكنه لم يفعل هذا الا لشعوره بإجتهاد ندى و حرصها الشديد كما انه أطلع على الملف الخاص بها و تقديراتها التى دائما ما تكون امتياز على مدار السنوات فى جميع المواد و نادرا ما كان يرى تقدير (جيد جدا ) فالغالب على شهادتها تقدير الامتياز بإكتساح و مع ذلك هو أدخلها لتشاهد فقط بالطبع لن تشارك فى العمليه فجاسر لم يسمح بذلك ابدا حرصا شديد منه على سلامه المريض و عدم حدوث اى خطأ ولو كان لا يذكر
انهوا العمليه و خرجوا و طمأن جاسر اهل المريض و لكن كانت ابنه المريض تبكى بشده فهدأت ندى من روعها و كان الحوار كالاتى
خرج جاسر و خلفه ندى من غرفه العمليات فهرولت باتجاه زوجه المريض و أبنته
زوجه المريض : خير يا دكتور . زوجى هيقوم بالسلامه
جاسر : الحمد لله العمليه نجحت يا فندم مفيش داعى للقلق
ابنه المريض كانت تشهق من شده بكائها فرقت ندى لحالها
ندى احتضنت الفتاه و اخذت تهدى من روعها : اهدى يا حبيبتى أهدى باباكى بخير ، يا حبيبتى ربنا بيقول ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب) اذكرى الله و اهدى يا حبيبتى باباكى الحمد لله بخير يفوق بس و إن شاء الله تتلموا و تضحكوا كمان ، و لم تترك ندى الفتاه الا عندما هدأت تماما .. و كل هذا على مرأى من جاسر . مع كل دقيقه تمر يزداد إعجابه بندى و بطيبه قلبها و رقتها و ..... طاعتها
ذهب جاسر و ندى الى المكتب و اخبر جاسر ندى ببعض الاشياء لتقوم بها و اخبرها ان لديه مشوار خارج المستشفى لمده ساعتين بالظبط و يريد ان يجد هذا العمل قد انتهى عند عودته , كان جاسر يعلم ان هذا العمل كثير جدا على هذا الوقت و لكنه اراد ان يرى ماذا ستفعل ندى خاصه انه يعلم ان الساعتين الذى سيخرجهم جاسر يتضمنون معاد راحه المستشفى (lunch break ) و هى 40 دقيقه
ندى و قد فزعت من كم العمل : حاضر يا دكتور
ابتسم جاسر و خرج و تركها
انكبت ندى على العمل عقب خروج جاسر و رأت ندى انها اذا نزلت البريك لتتناول غدائها فمن رابع المستحيلات ان تنجز ما طلبه جاسر فلم تنزل و قررت ان تاكل عندما تذهب لبيتها
عاد جاسر بعد مرورالساعتين وجد ندى على المكتب منكبه على الورق توقع انها لم تنهيه فقال لها
جاسر : مش انا قلت أرجع بعد الساعتين الاقيه خلص
ندى و هى تضع القلم : اتفضل يا دكتور كله خلص
جاسر و هو مصدوم ويقلب الورق و يجدها انجزته بالفعل على أكمل وجه : اه افتكرتك مخلصتهيوش
_ استنتج جاسر ان ندى بالطبع لم تتناول غدائها فسالها
جاسر : ندى انتى كلتى ؟
ندى و قد خشيت اذا قالت انها لم تنزل البريك أن يفهم انها تلومه ، فقالت : ايوه يا دكتور كلت الحمد لله
__ تيقين جاسر ان ندى لم تقل الحقيقه فمتلها لم تستطيع الكذب ابدا حتى على طفل صغير فقال جاسر
جاسر : تعرفى انا قد ايه بكره الكذب
ندى قد توترت وصبغ وجهها باللون الأحمر و صمتت
جاسر و قد رفع نبره صوته قليلا : كلتى ؟
ندى بخوف : بصراحه لا ملحقتش
جاسر : طيب اقعدى هنطلب أكل أحنا الاتنين
ندى : لا لا يا دكتور شكرا انا هتغدى فى البيت لما اروح ان شاء الله
__ كان يتبقى لندى فى المستشفى 4 ساعات و هى امام جاسر لم تتناول شيئا طوال اليوم
جاسر بعصبيه فهو يكره كلمه (لا ) : انا مبحبش أسمع كلمه لا على فكره
ندى : فهى ترتعب عندما يرفع جاسر نبره صوته بعض الشىء ، فدائما ما يرن كلام ياسمين باذنها فقالت : حاضر يا دكتور
ابتسم جاسر و قال : تاكلى ايه ؟
شردت ندى و فى نفسها ما هذااااا يا الله ما أقساه حين يقرر ان يغضب من أحد و ما اطيب قلبه حين يمتثل من أمامه لأوامره و افاقت من شرودها على نداء جاسر
جاسر : ندى تاكلى ايه
ندى : اى حاجه يا دكتور
جاسر : لا حول و لا قوه الا بالله ، لما أسال تردى
ندى حاضر، طيب هو حضرتك هتطلب منين
جاسر : تحبى بيتزا مثلا
ندى : اوكى
جاسر : بتاكليها ايه ؟
ندى : فور تشيز يا دكتور
طلب جاسر أحدى مطاعم البيتزا الشهيره جدا و طلب لندى بيتزا فور تشيز و طلب لنفسه سى فود كما اعتاد و طلبهم الاثنين بالحجم الكبيرو البيبسى والسلطات اللى يشتهر هذا المطعم بتقديمها مع البيتزا
و انتظرا نصف ساعه على وصول الطعام طلب فيهم جاسر فنجانا من القهوه و اتمت فيهم ندى شيئا من عمل صباحى لها كان جاسر قد طلب منها تأجيله
و تزامن وصول الطعام مع رنين هاتف ندى فانتهزت فرصه انشغال جاسر بالاوردر و الحساب و ردت سريعا ولكنها ما كادت ان ترد حتى شهقت و سقط الموبايل من يديها و خارت قواها و سقطت على الكرسى خلفها ، فانتفض جاسر لشهقتها و التفت و ذعر لما شاهد ندى عليه حتى سقطت شنطه الطعام من يده و جرى باتجاه ندى............
ياترى التليفون اللى جه لندى من مين ؟
ياترى ايه الخبر اللى وصلها للحاله دى ؟
و ايه هيكون رد فعل جاسر ؟#حب_من_نوع_آخر
بقلمى/ دعاء خالد