مر أسبوعان و المدرسة بدأت بطلب عودتنا من بعد اصلاحها
لكنها لم تكن فقط عودتي للمدرسة
بل معناتها رحيل أخي للجامعة في بريطانيا
رحلته كانت الساعة الخامسة عصرًا يوم الاحد
تانيا : "متى ستعود؟"
مارتن : "قريبا ، عند اجازة الصيف"
تانيا : "هذا ليس بقريب ، اجازة الصيف بعد شهرين و نصف !"
مارتن : "سأحاول قدر استطاعتي ان اكلمك كل يوم انتي و امي"
"وعد؟"
"وعد"
"السادة الراكب ًو في الرحلة رقم ٩٦٣ المتوهجة للندن ، الرجاء التوجه للبوابة رقم ٦ للصعود للطائرة" نادى المضيف الركاب
لطالما كانت لدي علاقة حب و كره للمطارات
اشعر بانها مكان تفرقة و في نفس الوقت مكان للهرب من أرض لأخرى
"اتوقع انه الوداع"
"لا تقل وداعًا ، الوداع يعني الذهاب للأبد" قلت له و احتضنته و انا أحاول حبي دموعي
"اسف بشان هذا ، آراك قريبا"
ودعته امي و خرجنا من المطار
----------------------
انه الصباح ، لست مستعدة للعودة المدرسة و رؤية مخلوقات لابشرية
نهضت من سريري و دخلت لكي أستحم و افعل ما كنت افعله كل صباح
تناولت فطوري و وجدت ملاحظة من امي على الثلاجة تقول : "اسفة على المغادرة دون أخبارك ، اتصلت مديرة أعمالي و قالت انه يجب علي العودة لاورلاندو ، هنالك احتمال كبير بان تبقي في المنزل بمفردك الليلة ، اشعر بالسوء ، اسفة مره أخرى ، أراك قريبا"
بيت بلا امي او أخي ، اللعنة انا أخاف بمفردي
ياله من صباح جميل
------------------
قررت المشي بمفردي ، أحببت ذلك لطالما كانت سماعاتي معي ، فبدونها أضيع
وصلت للمدرسة و رايت قريس و سلمت عليها
"ماهي اول حصة لديك؟"
"رياضيات"
"كم اكره تلك المادة ، سآخذها بعدك"
"لا باس ، أراك بعدها"لوحت لقريس و مشيت بعيدا
نظرات الطلاب كانت غريبة جدا
كانوا ينظرون الي و يهمسون في آذاني بعضهم
و الآخر كان ينظر الي من أعلى راسي لأطراف أصابعي باستحقار
عالم الثانوية ...
دخلت الحصة و كالعادة دخلت كما خرجت
أغلقت كتبي بانزعاج و همست "مادة حقيرة"