لم أكن حبيسة المشفى كما قد يعتقد البعض ، كنت اخرج منها من فترة لأخرى و عندما افعل كنت اعيش طبيعية
في الجلسة الخامسة دخل علي الطبيب ليتفقد حالتي ، و من تعابيره استطيع القول بانه ليس سعيدًا ، "تانيا آراكي الأربعاء " قالها و خرج بأسرع ما يمكنه ، لم ارتح لما سيحدث .. أبدًا
-------------------
كان أصدقاء لوك يزورونني من فترة لأخرى ، كانو فعلًا لطفاء كما عهدتهم ، تذكرت ما كتبته و أعطيته لاشتون و همست شيئًا في اذنه
تأخر الوقت و ذهبو و بقيت انا و لوك ، كنت جالسة بجانبه ، أصابعي بين فراغات أصابعه ، و كنت اتصفح مجلة ما ، التفت له لأراه يعدل صورة ما ، اخذ صورة لي و كان يريد نشرها في التويتر
"ماذا تفعل؟" سألته و اقتربت منه لاقبل خده
"أري الجميع اميرتي الجميلة" وضع يده حولي و قربني منه حتى اصبح راسي على صدره
"لكن لماذا؟ انا لم اعد جميلة كما كنت ، انظر الي ، أصبحت شاحبة ، لا يوجد لدي شعر ، خسرت الكثير من الوزن حتى أصبحت هيكل عظمي يمشي على الارض" رفعت راسي و سألته ، لانه كان صحيحًا ، ان كنت أتلقى كمية كره بدون سبب عندما كان لدي شعر و كنت انا ، فكيف بالان؟
"انا لا اهتم ، ما زلتي بقدر جمال اول مرة رأيتك فيها ، لا اريد فتاة ذات بشرة صافية و قوام جميل و كل ما تحبه هو اللون الوردي و ستاربكس و نفسها ، يكفي نسخ ، أريدك انت و لا احتاج راي اي احد فيكي" قالها و عيناه تقابل عيناي ، شعرت انه صادق في كل كلمة يقولها ، لا اريد تركته ، انا لا اريد الرحيل
"لا اعلم لِم لَم اعرفك طيلة هذا الوقت ، لا اعلم ماذا كنت سأفعل بدونك حاليًا ، ربما .. انت الشخص الوحيد الذي يهتم بي حاليا ، اكثر من اي شخص رايته في حياتي"
"تعالي لهنا" قالها و فتح يده وقربني منه كما كنا من قبل ثواني
---------------------
اليوم هو يوم الأربعاء ، يوم الجلسة الخامسة ، أمر الطبيب لوك الخروج ليحادثني على انفراد ، ازداد قلقي ، دخل و أقفل الباب ورائه ، نظره لم يغادر أوراقه ، نظر للمحاليل و لي قليلا و دون شيئًا و جلس
"تانيا .. لا اعلم كيف ابدا الموضوع..."
"انا لن اعيش طويلا أليس كذلك؟"
"في الحقيقة ، انا لا اعلم .. انت أدرا بحالتك و يؤسفني قول ان إحساسك صحيح بعض الشيء ، الخلايا السرطانية لا تتوقف عن الازدياد ، كلما انتهيت مت جلسة تزداد ، ربما لن تصمدي لتكملي الثمان جلسات"
إحساسي كان صحيحًا ، انا لا اهتم ، لكن ماذا عن لوك
"و هل يعلم لوك عما يحدث؟"
"لم أخبره ، سأقول له من بعد ان اخرج من عندك ،إخبار مريض و عائلته انه مصاب و نهايته قريبة ليست سهلة"
"فقط ، لا تصدمه و أجلعه يستوعب ما يحدث.."
"سأحاول .. قد استطاعتي ، سأفعل"
------------------------
كل ثانية تقتلني ببطئ ، كأنهم يذيبون جسدي و روحي ، لم استطع الذهاب للمنزل و بالكاد كنت افتح عيناي ، لوك علم بالامر ، لم يتركني لحظة منذ ان سمح له بالدخول ، استطيع الشعور بأصابعه بين اصابعي ، استطيع سماعه و هو يبكي محاولًا ان يبقى قويًا ، حاولت ان افعل المثل لكن بدون جدوى ، بدات بعدم استطاعة فتح عيناي ، أطرافي بدات بالتجمد و أصبحت لا اشعر ، صوت لوك الباكي بدا بالاختفاء ، كل ما استطيع فعله هو التحدث مع صوت عقلي الباطن و بدات أهمس له
هل هذه نهايتك يا تانيا؟