21

822 68 7
                                    

عدت للمنزل و الف فكرة تشغل بالي

و من أمازح و منذ متى ارتحت قليلا عن ضجة هذا العالم

كالعادة ، امي لا تزال في لاس ڤيقاس و ما زال سر الظرف و السيد ماثيو يشغل افكاري

ما أعنيه مالذي قد يحدث ان اخبرتني ؟ لم لا تتحدث معي او اقلها ان تنصت لي عندما أتحدث؟ ، أصبحت لا تطاق في الفترة الأخيرة ، انها تصرخ علي بدون اي سبب مقنع ، تطلق علي أسامي ، و وجودي لديها مثل عدمه ، أهذا كله بسبب الظرف الأسود؟؟

غير امي و الظرف لسبب ما احسست باني فقدت وزنًا كثيرًا في الايام السابقة ، أصبحت شاحبة بعض الشي و لا اريد الاكل و الألم لا يفارق جسدي

بعد عودتي من نيويورك شعرت بألم فضيع في جسدي ، كالنار في عروقي ، لم استطع الكلام او حتى الحركة ، كألف سكينة تطعن في داخلي ، احسست ان نهايتي قريبة ،ذهبت البارحة وقمت بعمل بعض التحاليل و لسبب ما وجه الممرضة لا يبشر بالخير

كنت اكلم لوك كل يوم قبل ان انام بسبب فارق التوقيت الزمني ،لكن من الجانب المشرق سيعود بعد ٥ ايام ! لكن هنا يعني أسبوعًا من رحيل قريس لتكساس ، شعور هل افرح ام ابكي يكاد ان يقتلني

آخذت البريد ، كانت فيه رسالتان رميتهما على الطاولة ، اتوقع انها لامي عن عملها و هذة الاشياء

لكن امي سددت جميع فواتيرها و كل أمورها تتم عبر بريدها الإلكتروني فلم مازلت لديها رسائل؟

نزلت من الدرج و عدت للطاولة و اخذت الرسالتين، الأولى كانت بالفعل من شركة الطيران التي ستسافر منها امي و الثانية تبدو عادية ، لكنها لي!!

اشعر بدقات قلبي تزداد و أنفاسي تقل ،فلا احد يعلم عنوان البيت فمن يكون ؟!!

اخذت الرسالة و صعدت لغرفتي و أغلقت الباب لم أبدل حتى ملابسي

جلست على سريري و فتحتها و يداي ترجفان ، كانت رسالة مكتوبة بخط اليد كان فيها :

"تانيا ايفرونز ، مرحبًا ! تسرني معرفتك

انت لا تعرفينني لكن امك تحفظني ظهرًا عن قلب ، انا السيد ماثيو ، نفس الشخص الذي ارسل الظرف الأسود الذي أفزعك و الذي قرأتيه بدون علم امك ، اعلم ان انفاسك بدأت بالتلاشي لكن لا باس ، انا لا ألومك ، شخصا ما لا تعرفينه يرسل رسالة غامضة و يقول شيء فعلتيه وحدك ..

انتهينا من المقدمات و كل ذلك الكلام العذب ، تانيا هل تتذكرين وفاة اباكي ؟ و حياتك البائسة قبل ٤ سنوات ؟ هل تعلمين لماذا ؟ هل تعلمين لم امك أصبحت تسافر للاس ڤيقاس و تعاملك بقسوة ؟ هل لديك فكرة مقولة ( عليك دفع ثمن ما فعله زوجك

من ايام الثانوية .. الى اخر يوم في حياته) ؟ ساوفر عليك الإجابة ، لا انت لا تعرفين ، امك يا عزيزتي كانت حبيبتي في ايام الثانوية ، و إبيك كان اعز صديق لي ، ما حدث ان امك دخلت في مشروع مع ابيكي في ايام الثانوية و بدأت بالجلوس معه و أهملت علاقتنا كثيراً ، تخرجنا من الثانوية و دخلنا الجامعة ، في السنة الثانية تركتني بحجة غبية جدا ، لكنها لم تكن السبب ،كانت حاملاً بأختك المنتحرة زوي ،و ليس مني لكن من ابيكي ، قررت تركي و الاعتناء بها و بدأت نار الحقد تشتعل في داخلي ، تخرجنا و أصبحت أشهر رجل اعمال في لأس ڤيقاس و أملك أشهر الملاهي هنالك ، عندما كنتي في الرابعة عشر و عندما كانت حالتكم في الحضيض سافرت امك لدي لتعتذر و تطلب بعض المال لتصرف عليكم ، وافقت و أعطيتنا اكثر مما طلبت لاجلكم و الان قد تتسآئلين .. ماذا اريد ؟؟؟ اريد ان تعيد امك ما أخذته في الماضي مع العلم ان المبلغ الذي اعطيته لها فوق الخمسة آلاف دولار او يمكنها ان تعود لدي و ان تعيشو جميعا لدي في ڤيقاس و ستحصلين على ارفه حياة تخيلتيها ، ولكن ان لم ترضى امك بأي من تلك الخيارات سأطر ان أجعلك تودعيها من الدنيا ، انا أسف تانيا ، لانك ولدت في مكان خاطئ و لحياة قاسية كهذه ..

اوه و من قبل ان انهي الرسالة مهلة امك في تجميع المبلغ او الرجوع لي اقل من اسبوع تبدا من نهاية قرائتك للرسالة

أسف لافزاعك

ماثيو xx"

أنهيت الرسالة و انا أود ان اموت ، أودّ لو ان الارض انشقت و ابتلعتني ، أود ان افعل ما فعلته زوي

ما ذنبي ان ولدت لعائلة كهذه ؟! دموعي لا تتوقف عن الانهمار

تعبت و تحملت كثيراً

"تبا لحياة حقيرة كهذه!" صرخت و رميت مفاتيحي على المرآه فكسرت و تحول انعكاسي الواحد لقطع صغيرة

لا شيء يستحق الحياة غير لوك ، كم أتمنى ان تمر هذه الخمس ايام بسرعة

------------------

اليوم هو يوم العمل و إنهاء اخر شيئين على قائمة قريس

العمل كمتطوعة لمده ٩٠ ساعة و امضائها بدون اي تقنية حديثة

لم يكن لدي اي وقت للتحدث مع لوك ، سحبت هاتفي و أرسلت له رسالة نصية قلت له فيها ما سأفعله و انني لا أستطيع استخدام هاتفي الا بعد يوم و نصف و أرسلتها له ، لكن لا باس فهو سيعود بعد انتهاء مهمتنا

بدأت بالعمل مع قريس ، كانت لدينا مهمة كل ٣٠ ساعة ، اول ٣٠ ترميم مدرسة من جديد ،ثاني ٣٠ ساعة العمل في دور الأيتام ، اخر ٣٠ جمع اكبر عدد من الأغراض و اعطائها للناس المحتاجين

خلال قيامي بتلك الأمور استمتعت كثيرًا ، ارتاح بالي من عاصفة التفكير بالمستقل و ابتعدت عنها

على الاقل هذا ما توقعته

بعد انتهاء المهمة شكرتني قريس لإتمام مهامها لكنني لم اكن اشعر بصحة جيدة فقررت العودة للمنزل و ان أمدد جسدي المنهك قليلًا ، دخلت و رايت حذاء امي موجود

اعلم كم عاملتني بقسوة لكنني افتقدتها بشدة

دخلت المطبخ و رايتها تحدق في كوب القهوة الخاص بها

"امي كيف حالك اشتقت لك جدًا" أردت احتضانها لكنها دفعتني و بدأت بأرجاعي للوراء حتى صدمت بالثلاجة

"إياك ان تحادثيني هل تفهمين ؟!!" صرخت في وجهي

"و مالذي فعلته ؟؟؟!" قلت بصوت راجف

"لا تدعي البرائة ، انا اعلم بانك ذهبتي حفلة و نمتي مع فتى لا تعرفينه!" قالتها و هي تصرخ

"امي ماذا تقولين بحق الجحيم ؟؟!! انا لم اذهب لاي حفلة و لم أنم مع فتى فما خطبك؟!!"

"تانيا .. انا اعرفك اكثر منك ، فما الذي قد تفعله فتاة مراهقة في مثل سنك؟!"

"لكن هذا لا يعني بأنني فعلت ! و من اين اتيتي بهذا الكلام اصلا؟!"

"و غيابك عن المنزل طيلة هذا الوقت و شكلك الرث هذا على ماذا يدل؟!!!"

"امي انت لا تعرفين ما حد...." لم تدعني أكمل ما قلته ، صفعتني و اصبح خدي يؤلمني

"انا لا اريد ان أرى شكلك أيتها العاهرة" قالتها و اخذت حقيبتها و مفاتيحها و ذهبت لرحلتها إلى المكان المعروف "ڤيقاس"

تجمدت للدموع في عيني و رفضت النزول

"لا تبكي ، لا تبكي" همست لنفسي متظاهرةً بان كل شيء سيكون بخير

------------------

Disconnectedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن