26

738 70 7
                                    

لطالما سمعت مقولة "نحن لا ندرك قيمة النعم الصغيرة الا عندما نفقدها" ، لن أشعر بمعناها الا عندما جاء يوم الجمعة

في البداية لم يأخذوني لغرفة العلاج بل لغرفة عمليات ما ، لم افهم مقصدها لكنني لم ارد اسال و اخيف نفسي

لوك لم يغادر جانبي دقيقة ، بات معي في المشفى و نزل معي لغرفة العمليات ليودعني ، كنت متوترة و خائفة بعض الشيء لكن ليس بمقدار خوف و قلق لوك

كان يحاول جاهدًا الصمود و عدم البكاء ، بعض الدموع تسللت من عيناه لكنه حاول مسحها من قبل ان ألاحظ

كان ممسكًا بيدي طيلة الوقت و كان يقبل جبيني كل فترة و الاخرى

"لوك ارجوك توقف عن القلق ساكون بخير"

"انا اعلم ، لا باس"

"هم يعرفون ما يفعلون ارجوك توقف عن القلق" قلت له و انا امسح دموعه عن عينيه

أمسك بيدي أقوى من ذي قبل و هو يحاول ان يبقى قويًا و قال " عديني ان تبقي قويةً

"اعدك"

-----------------------

خرجت من غرفة العمليات و انا اشعر بألم فظيع في ظهري ، كان الوقت ليلاً ، لم اعلم كم كانت الساعة فبالكاد كنت استطيع الحركة ، كنت اتالم ثم بعد فترة بسيطة دخلت علي ممرضة

"مرحبًا" قالتها بنصف ابتسامة

لم استطع الكلام من شدة الألم فهززت راسي لها

"لا باس ليس عليك الكلام ، غدًا صباحا ستكونين بخير و سنبدأ بالعلاج" قالتها و هي تعدل المحلول الذي في يدي

أغمضت عيني لعلي احصل على بعض النوم ، كل ما أريده ان اعلم ما الذي سيحصل خلال الأسابيع القادمة

-------------------

صباح اليوم التالي ، ركبت الممرضة الشي الخاص بالتحاليل عند اوردتي ، و استطيع ان اقسم ان أنزلت يدي دمائي ستخطلت مع المحلول ، جلست في غرفة العلاج لثمان ساعات أشبه بالموت

وضعو بعض الثلج في فمي لكي لا أصاب بتقرحات ، شعرت بالغثيان و الدوار الشديد ، كأنهم لا يعالجونني ، بل يعرضونني للموت ببطئ ، لم يسمح بالزيارات و ألزومني على النوم في المشفى لكي يتابعو حالتي ، بالذات انني في مرحلة متأخرة فانا احتاج عناية اكثر

غرفة بادرة ، ضوء شمس خافت ، اصابع متجمدة ، جسم لا يقوى على الحراك ، و الشعور بالنيران في

عروقي ، هذة حالتي

انهيت اليوم الاول و انا احس بالمرض يزداد فيني ، لم اقوا على الحركة او حتى فتح فمي ، نهايتي قريبة ، انا اشعر بها

---------------------

صباح اليوم التالي دخلت علي الممرضة لتراجع حالتي

"صباح الخير"

"صباح النور" اجبتها بصوت خافت يكاد ان يسمع

"انت شجاعة فعلًا هل تعلمين ذلك ؟" قالت لي و هي تدون شيئًا و هي مبتسمة

"لماذا؟"

"لأنك أمضيتي الليلة بمفردك مع كل صعوبة هذا الالم ، لا باس قد تشفين"

لم أكن متاكدة من كلامها بأنني 'قد' أشفى ، انا في حال يرثى لها

"هل يمكنني ان اسال شيئًا؟"

"بالطبع"

"لماذا اصبت بالسرطان؟"

"أسبابه عديده ، قد يكون تجمع أوبئة ، قد يكون كثرة التعرض للإشعاعات، ، تكاثر الخلايا الغير طبيعي ، وراثة و بعض المسببات الاخرى"

"بالأمس اجريتم لي عملية ما لكنكم لم تخبروني انني سأجريها و ما السبب"

"كانت عملية استئصال الورم من ظهرك ، هذة اول خطوة من العلاج، اخذ الورم و من ثم نبدأ بالكيماوي"

راجعت بعض الأوراق و دونت بعض الملاحظات من قبل ان تخرج ، شعرت برغبة شديدة بالتقيئ علمًا بأنني لم اكل شيء منذ اكثر من ٤٨ ساعة

----------------------

سمعت صوت الباب يدق بينما كنت أشاهد التلفاز محاولة اضاعة الملل الذي اشعر به

"ادخل"

دخل شخص ما و كان يحمل باقة ورود كبيرة يغطي بها وجهه

ازاحها و كان لوك

"لوك" صرخت من الفرحة و أردت ان اقفز لكنني لا استطيع بسبب كثرة الانابيب المعلقة بي

"تانيا" قالها و عيناه تدمعان من الفرح ، احتضنني بشدة و فعلت المثل ، شعرت بدموعه تبلل كتفي

مرت بضع دقائق أشبه بالنعيم

سحب مني و ابتسامته لم تفارق وجهه

"ما زلتي هنا ، ظننت بان من الممكن ان أفقدك "

"لا تخف ، ما زلت بجانبك"

"بقي ٧ من اصل ٨"

"اعلم ، بدأت بهم و انا اشعر بالمرض يزداد في داخلي"

"لا باس ستتخطينها" قالها و قبل جبهتي

شعرت بالألم يهون عندما كان بجانبي ، كان كل شيء بالنسبه لي

--------------------

مرت الجلسة الاولى

الثانية

الثالثة

و بدأت أخسر الكثير من الوزن ، بدأت اشحب و عيناي أصبحت ذو لون رمادي فاتح ، فقدت شعري كله ، و بدأت اشعر بالاسوء فالأسوء

ورغم ذلك كله ، لوك لم يغادر جانبي

بعد انتهاء الجلسة الرابعة احسست انني سأغادر قريبا ، بعيدًا عن الكل

اخذت ورقة و قلم و بدأت اكتب كل مافي داخلي

رسالة تعني لي الكثير

لشخص ما

Disconnectedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن