"عزيزي الله
هذه المرة الثانية التي أكتب لك فيها، و أتمنى من كل قلبي أن تسامحني على كل ما فعلته من أشياء سيئة.
لقد قمت بالكثير أعرف هذا و ها أنا ذا أطلب المغفرة منك.
و لكنني أتمنى أن تسامحني على ما أنا بصدد فعله
يا الله ، أنتَ تعلم ما في الصدور و أنا أحبك و أقدر الحياة التى أعطيتني إياها و لكن إعطائي الحياة مثل اعطاء شخص ميت الدواء إنه ميت على كل حال فلن يحتاج الدواء،كذلك أنا
أشعر بالأسف الشديد و بالخجل منك أيضا
أن أرفض أكثر نعمة يقدرها الناس و هي الحياة
و أنا أقدرها كثيرًا ، أريد الحياة بكل ما في من طاقة و لكن للأسف الشديد لم يتبقَ أي طاقة بداخلي
تعبت يا الله
أهرول و أهرول و أهرول و لا أصل
الطريق طويل و نهايته معلومة مسبقًا ، ليست مفاجأة سأموت ، سيموت البشر يومًا ما
أنا فقط تعبت من الجري، أهرول كثيرًا ثم لا أجد شيء
آسف
لمَ يبالي الناس كيف سأنهي طريقي؟ أو لمَ أنهيته؟
ألن يكف البشر عن التدخل في كل شيء حتى عندما أموت
ربما سقطت من ارتفاع شاهق
أو ربما قد زاد الثقل على صدري فهشّم ضلوعي.
يا الله إنني أبحث عن طريقة للهروب بعيدًا،
أريد ذلك بشدة
كنت أتمنى أن يكون الوضع هكذا و لكن تزداد الأصوات بداخلي و ذلك الثقب الأسود يتسع يوما بعد يوم ....
يبتلع قلبي و أحشائي
تلك الأصوات بداخلي تحدثني دائمًا
لما لا ترمي نفسك من هذا العلو و تنتهي من كل تلك الأشياء التافهه
لما لا ترمي نفسك أمام ذلك القطار
ألا تستطيع أن تضع حدًا لتلك المهزلة اللعينة!
يزيد صوتها عندما أضع رأسي على الوسادة لكي أحظى بقليل من النوم
تسرق الأفكار النوم من عيني
أحاول أن أضع وسادة أخرى فوق رأسي
حتى تصمت تلك الأصوات
رأسي تكاد أن تنفجر لم أعد أعرف الواقع بعد الآن .. هل هذه مزحة سخيفة؟ هل جننت ؟
الموت
الموت
لا أعلم بالتحديد ما العقاب الذي ينتظرني عندما أقدم على فعلتي تلك
و لكن أعتقد أنه سيكون أخف وطأة من ذلك الجحيم الذي أعيش فيه.
أبالي لكل شيء يحدث حولي ، تزداد أعداد القتلي كل يوم لن يصنع موتي فرقًا شاسعًا
كنت أفكر أنه ربما يكون موتي شيئًا عظيمًا و لكنه بالنسبة للعالم لا شيء مجرد رقم آخر
لا أحد يبالي بحياتك أو بموتك، لا أحد يبالي على الإطلاق
ضاع كل شيء مني
طلبت منكَ كثيرًا أن تعطيني القوة لأن أقاوم كل تلك الأصوات، أن أقاوم كل شيء و لكن لم تنفعني محاولاتي للمقاومة
لم تنفعي تلك الوسائل التي كنت أهرب بها
لم يتبقَ شيء
لم يتبقَ من روحي أو قلبي شيء
أنا آسف مرة أُخرى
اغفر لى ما أنا بصدده."
