لَقَدْ كُنْتُ طِيلَةَ عُمْرِي أُعَانِي مِنْ رُهَابٍ فَظِيعٌ تُجَاهَ النَّاسِ وَتُجَاهَ كُلِّ شَيْءٍ,
كَانَ الجَمِيعَ يُخْبِرُنِي بِأَنَّنِي خَائِفٌ,
لَكِنَّهُمْ لَمْ يُخْبِرُونِي قَطُّ مِمَّا أَنَا خَائِفٌ مِنْهُ, وَ مَعَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَّقُوا بِقَوْلِهِمْ,
أَنَا خَائِفٌ, وَ مُمْتَلِئٌ بِالرُّهَابِ وَ القَلَقِ وَالتَّفْكِيرِ, أَتَمَنَّى أَنْ أَقُولَ أَنَّنِي قَدْ نَضِجْتُ وَتَخَلَّصْتُ مِنْ مَخَاوِفِي,
لَكِنْ هَذَا لَمْ يَحْدُثْ,
وَلَا أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَحْدُثُ,
سَوْفَ أَكُونُ خَائِفًا مِنْ المُسْتَقْبَلِ, سَوْفَ أُصَابُ بِالرُّهَابِ مِمَّا قَدْ يَحْصُلُ,
سَوْفَ أُفَكِّرُ فِيمَا مَضَى طَوَالُ اللَّيْلِ, لَكِنَّنِي تَقَبَّلْتُ وَاقِعَ إِنْ هَذَا هُوَ أَنَا,
وَسَأَبْقَى كَذَلِكَ حَتَّى نِهَايَةِ وَقْتِي.
.
.
.
