....

526 72 76
                                    




“هل شعرت يومًا ما بأنك لا تنتمي لذلك المكان الذي تتواجد به الآن؟

لا تنتمي لأولئك البشر الذي تعيش بينهم،

اصدقائك،

عائلتك،

الأشخاص الذين تراهم يومًا فى الشارع،

كل هؤلاء تشعر أنك لست واحدّا منهم، تشعر و كأنك ولدت فى الحقبة الزمنية الخاطئة، أو ربما الكوكب الخاطئ.

لا أحد يفكر مثلما تفعل،

لا أحد ينظر للأمور مثلك،

لا أحد يشبهك تمامًا،

لا أحد يحب تلك الأشياء التي تحبها، حتى بين الأشخاص الغريبين الأطوار، تجد نفسك أغربهم.

تجد نفسك دائمًا تتسائل هل هذا مكاني الصحيح؟

تحاول الهروب دائمًا من الأصوات، كل الأصوات تزعجك، تفضل سماع الموسيقى على الجلوس مع بعض الأصدقاء،

حتى الأشخاص الذين تحبهم تشعر معهم دائمًا أنك غريب عنهم.

شعور الغربة يصاحب سيرك دائمًا، أينما ذهبت، تشعر أنك غريب عن هذا المكان، حتى المكان الذي قضيت فيه عمرك بكامله، تشعر بأنك غريب عنه

أنا هكذا معظم الأوقات، غريب عن تلك الحياة،

تصاحبني تلك التساؤلات دائمًا، تتطاير الكلمات بعض الأوقات من عقلي، لا شيء يبقى معي.

حتى خيالاتي الغربية، أحلامي التي أطاردها، أجد من الصعوبة أن أحصل عليها فى هذا العالم، أشعر كأنني لا أستيطع التنفس،

بالرغم من اتساع السماء، بالرغم من وجود الهواء حولي، بالرغم من كل شيء،

لا أنتمي لهنا، أعني الحياة على هذا الكوكب

أود في بعض الأحيان لو أتقيأ كل الأفكار التي بداخلي،

كل تلك الأفكار التي لا تعني أي شيء بالنسبة لغيري،

أود لو أتقيأ شعور الغربة الذي يغير طعم الأشياء بفمي، أود الشعور لو أنني طبيعًا مرة واحدة، لو أنني أنتمي لمكان ما.

أنا أسوأ حالًأ مما قد تظن،

ولكني أستيطع البقاء، لقد وجدت وسيلتي فى اعتزال البشر،

ثم محاولاتي الفاشلة لكي أنتمي لفئة معينة، تلك الجموع الغفيرة، التي يجمعها الشغف ناحية شيء ما ولكني دائمًا ما أفشل،

أفشل فى الحصول على أهم شيء، الشغف الذي يجمعنا.

أود لو يتركنني العالم وشأني،

وحيدًا،

لا أريد سوى بعض من طعام و الكثير من الكتب،

حتى أنني قد أتنازل عن الموسيقى ولكني أريد أن أصبح وحيدًا،

أن لا يعبأ بي العالم، أن أبتعد عن كل تلك الضوضاء الموجودة.

بعض من الهدوء هذا كل ما أحاول الحصول عليه.

هناك دائما ذلك الصوت فى عقلي، الذي يصرخ دائمًا، اهرب الآن.”




مُڪتئِب⇜.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن