أحسست بأشعة الشمس تتسلل من النافذة لتداعب جفناي تحثني بإزعاج على الاستيقاظ، حاولت مقاومة ذلك قليلا، ولكنني نهضت في آخر الأمر، نظرت من حولي لذلك الكوخ الصغير الذي اعتدت على المعيشة فيه منذ نعومة أضافري، تلك الجدران الخشبية ذات الطلاء القرمزي الباهت، ولا أنسى تلك الخدوش الصغيرة الأفقية، تترتب عموديا إلى جوار الباب لتبين الزيادة في طول قامتي بين كل عام وآخر، سريران خشبيان بينهما ممر صغير، خزانة صغيرة للملابس وبضع المعدات إلى يمين الغرفة يجاورها باب دورة المياه، والمدفأة في الحائط الأمامي معلق فوقها قدر الطعام الذي نادرا ما نستخدمه لإعداد الوجبات الشهية، يكاد يكون في المناسبات، وباب الخروج إلى يسار الغرفة تماما، وطاولة الطعام الخشبية تتوسط المساحة الشاغرة في المنزل وحولها كرسيان خشبيان، كان المنزل صغيرا وبسيطا إلى أقصى حد، ولكنني أحبه في كل الأحوال.كانت جدتي تقوم بترتيب سريرها بهدوء ونشاط، هي كل ما لدي هي عائلتي.
كانت ملامحها جميلة للغاية رغم بساطتها، تسلل الشيب إلى رأسها، ورسم الزمن خطوط التجاعيد على وجهها بإتقان، كانت ذات عينان بلون البندق وابتسامة تنفذ للقلب بسهولة.
" أخيرا لقد بقي أسبوع فقط حتى أبلغ العاشرة" قلت ذلك وأنا أبتسم وأعد سبعة أيام على أصابعي.
انتبهت أنني قد استيقظت فأقبلت إلي وهي تقهقه كان صوت ضحكاتها كأعذب الأنغام بالنسبة لي،انحنت إلي وقبلتني بحنان، تلك عادة يومية لها لا تفوتها أبدا مهما جرى.
" نعم يا صغيرتي.. الآن أخبريني ماذا تريدين هذا العام؟" سألتني باهتمام واضح بعينيها.
انزعجت منها قليلا " ألن تتخلي عن مناداتي بالصغيرة؟" قلتها بغضب فأنا أكره أن يناديني أحد بذلك، أدركت خطأي بسرعة فهدأت قليلا وقلت لها "جدتي أنتي تعلمين جيدا أن كل ما أتمناه هو أن تكوني إلى جواري دائما" قلتها بصدق وحب شديدين ثم احتضنتها بخفة فبادلتني.
"انت طيبة للغاية روز وذات قلب نقي تذكري ذلك دائما" قالتها وهي تنظر لعيناي بعمق، ثم أكملت بألم "تذكرينني بوالدتك كثيرا غير ان العناد قد ورثته عن والدك بالتأكيد" قهقهت قليلا عند ذكر والدي.
ناديتها بصوت منخفض حزين "جدتي.."
همهمت إلي ففهمت أنها تريد أن تعرف ماذا أريد فأكملت قائلة "هلا تحدثيني عنهما قليلا من فضلك؟" تفحصت وجهي تتغرس بملامحي ثم أومأت، لقد اقتنعت، مرحى!.
أنت تقرأ
مملكة روزيتا (مكتملة)
Fantasyوسط كل عتمة يوجد نور، رغم غلبة الظلم إلا أن العدل دائما المنتصر، طالما هناك من يرفض ويحارب لأجل ما يؤمن به، سيكون هناك دوما شعاع أمل، لينقشع الظلام؛ لم تخلق عبثا، تمسك بمبادئك، لا تنتظر التغيير، كن أنت التغيير، لاتدع اليأس يطرق عتبتك، وإياك والاستسل...