غادرت من منزل ذلك المدعو سميث وأنا أشتعل غضبا، كنت أعتقد حقا أن بإمكاني إقناعه، كنت أظن أنه رجل عظيم كما وصفه جون، ولكن الآن أنا متأكدة من أنه محض جبان.
وجدت جون ينتظرني بالخارج لابد أنه قرأ تعابير وجهي الغاضبة، فتفهم ذلك ولم يطرح علي أي سؤال طوال طريق عودتنا للمنزل، كنت أقدر هذه الصفة فيه جدا، فلو كان روب لما أوقفه شئ عن الثرثرة.
عدنا للمنزل لنجده هادئا تماما، يبدو أن الجميع قد خلد للنوم، استئذن جون بهدوء ليذهب للنوم أيضا بينما اتجهت للجلوس على الأريكة.
أخذت أفكر بالكثير من الأشياء، مستغلة تواجدي بمفردي، علمت أن والدي على قيد الحياة ولكن كان ذلك منذ أعوام طويلة على كل حال، فهل لا زال كذلك؟ وماذا عن والدتي؟ لا أنكر أني ممتنة بطمأنتي على والدي، ولكنك القلق ينهشني عن ما حل بأمي.
والآن عدت للتفكير بأكثر ما يغضبني حقا، سميث، لو كان الجميع يفكر مثله واستسلم لأول عقبة يواجهها لما تقدم أحدهم، علي التفكير أيضا بكيفية ذهابنا لزمرد، لابد من وجود طريقة أخرى لوصولنا لهناك.
قاطع تفكيري صوت خطوات نزول أحدهم السلم، التفت لأجده روب.
"لم استطع النوم بعد تلك القيلولة الصباحية" شرح لي سبب استيقاظه، ثم استرسل "إذا متى عدتي؟" سألني وهو يجلس على الأريكة المقابلة.
"عدت منذ بضع دقائق" اجبته باقتضاب.
" إذن هل وافق على اصطحابنا؟" سألني مجددا وهو يحاول أن يستدل من تعابير وجهي على الإجابة.
"لا" قلتها بغضب، أدركت أنه ليس بخطئه فهدأت قليلا، "له أسبابه الخاصة، لم استطع اقناعه رغم معرفته بهويتي، ولكن على ما يبدو أن علينا البحث عن طريقة أخرى للذهاب إلى هناك" شرحت له ببساطة.
"أتسائل عن تلك الأسباب" بدى كمن يحدث نفسه، ولكني علمت أن فضوله يغلبه، وهو لا يتجرأ على سؤالي.
"ليست تلك بأسراري كي أخبرها لك" أجبته محترمة خصوصية سميث.
لم يجبني بعد ذلك وبدى غارقا بتفكيره "لا أطمئن لجيسيكا" قالها فجأة مقاطعا الصمت.
"لم تظن ذلك؟" لا يمكنني إصدار حكم مشابه بناء على اعتقاداتي الخاصة، رغم غرابة تعاملها معي.
أنت تقرأ
مملكة روزيتا (مكتملة)
Fantasyوسط كل عتمة يوجد نور، رغم غلبة الظلم إلا أن العدل دائما المنتصر، طالما هناك من يرفض ويحارب لأجل ما يؤمن به، سيكون هناك دوما شعاع أمل، لينقشع الظلام؛ لم تخلق عبثا، تمسك بمبادئك، لا تنتظر التغيير، كن أنت التغيير، لاتدع اليأس يطرق عتبتك، وإياك والاستسل...