"أبي ماذا تقصد؟ أتعلم أين هي؟" سألته مسرعة بعد أن دب الأمل في.
" بالطبع أعلم، في الحقيقة ذلك هو سبب سجني" قال ذلك لأقاطعه.
"كيف ذلك؟" سألته بعدما تغلب فضولي علي عن سبب وجوده في ذلك المكان.
" كان ذلك منذ مدة طويلة للغاية، كنت قد تمكنت من الوصول إلى سمارا وشيلا فقد اخترت أبعد مملكتين للبدء من هناك وقد استغرقني ذلك نحو ثلاث سنوات تمكنت فيهم من جمع حلفاء كثيرين إلى صفنا وكانت وجهتي التالية هي زمرد، كانت كما ترين قطعة من الجنة على الأرض، كان كل شئ مثاليا بطريقة تثير الشبهة، علمت أن هناك شيئا خاطئا وقد كنت على حق، تسللت إلى القصر الملكي في ليلة ما، شيئا ما كان يقودني لهناك شئ خفي لم أتمكن من معرفته آنذاك، كان يقودني حتى من خلال الممرات الآمنة الخالية من الحراس إلى غرفة بعينها، كان باب تلك الغرفة حتى يبدو جذابا لي بزخارفه المذهبة المتقنة، لم أتردد ودخلت فورا، كانت غرفة خالية تماما وأنا أعنيها غرفة بيضاء بدون أثاث بدون نوافذ، كان الشئ الوحيد في تلك نافورة بيضاء صغيرة تقبع في منتصفها حولها ست سيدات يجلسن أرضا متشابكي الأيادي، حينها سحبت السيدة التي كانت أمامي يداها وقفت من مكانها والتفتت، لقد كانت والدتك" ظل يقص علي ما حدث ولكني لم استطع الصمت لأبعد من هذه النقطة.
" أمي هنا بزمرد؟ بالقصر الملكي؟" قلتها بلهفة ونهضت من مكاني كأنني مستعدة للذهاب وأحضارها الآن.
"نعم عزيزتي إهدأي" قالها بلهجة مطمئنة وجذب يدي يحثنب على الجلوس إلى جواره مجددا ففعلت.
"لا زالت زمرد جميلة، إذا هي لا زالت هنا أيضا، أنا واثق من ذلك" قالها بلهجة واثقة جدا.
" وما علاقتها بذلك؟ أنا لا أفهم أي شئ" قاطعه روبرت ليسأله السؤال الذي جال بخاطري وبخواطر الجميع على ما يبدو.
"لم تدعوني أكمل حديثي، ستفهمون كل شئ الآن... كما كنت أقول قابلت والدتك يومذاك حدثتني أنها غادرت للبحث عني واتجهت إلى هنا، كان للملكة تابعة تتمكن من معرفة المواهب كانت قد استخدمتها للبحث عن مواهب مثل والدتك، لذا عندما علمت بقوتها أحتجزوها بتلك الغرفة مع خمس سيدات أخريات كن هناك لسنوات عدة، كانت قوى خمستهن متماثلة وهي القدرة على خلق وهم، وهم جميل، يجعل الجميع يرى زمرد كأجمل البقاع، يجعلهم مسحورين بهذا المكان، يجعلهم غافلين عن الحقيقة، يقيدهم ذهنيا عن كل ما يثير غضبهم، يجعلهم شعبا هادئا مسالما بعيدا كل البعد عن الثورات والانقلابات، التي كانت تحدث لعصور طويلة هنا، حتى توصلت الملكة لتلك الخطة المخادعة وجمعت خمستهن يقضين أغلب يومهن في خلق ذلك الوهم، كانت خطة مثالية على نحو طويل حتى بدأ بعضهم بالتشكيك بالأمر تماما مثلما فعلت حين وصلت لهنا، فلا يوجد شيئ حقيقي بهذه المثالية، بدأ آنذاك المشككون في أعمال الشغب ومحاولة التوصل للحقيقة، حينها ظهرت الحاجة لقوى مثل قوى والدتك وهكذا عثرت عليها وضمتها للبقية، كانت تستطيع تغيير الحالة المزاجية للجميع فجعلت المشككين منهم راضين بالواقع، وقد استعملت الملكة قلادات سحرية ذات أحجار زرقاء مشعة، ارتدى كل منهن واحدة كانت وظيفتها تركيز قوتهن وتوسيع نطاقها حتى شملت المملكة بالكامل واستشعار ومعرفة جميع الأشخاص بها"
أنت تقرأ
مملكة روزيتا (مكتملة)
خيال (فانتازيا)وسط كل عتمة يوجد نور، رغم غلبة الظلم إلا أن العدل دائما المنتصر، طالما هناك من يرفض ويحارب لأجل ما يؤمن به، سيكون هناك دوما شعاع أمل، لينقشع الظلام؛ لم تخلق عبثا، تمسك بمبادئك، لا تنتظر التغيير، كن أنت التغيير، لاتدع اليأس يطرق عتبتك، وإياك والاستسل...