الفصل العشرون:ـ نحو حياة هادئة

3.3K 351 73
                                    

كان اليوم هو الأول من الشهر الجديد، تقتصر أعمالي في هذا اليوم على قراءة التقارير الشهرية الواردة من الممالك الأخرى التي تنص على الانجازات التي تمت بهذا الشهر وكذلك العقبات التي تواجهها.

كنت أتفحص التقارير في مكتبة القصر بهدوء محتسية قهوتي التي انتشر عبقها بالمكان، قاطع الهدوء السائد صوت طرقات خفيفة على الباب لأسمح للطارق بالدخول وأصوب نظري تجاه الباب.

كانت إيلينا خادمتي الخاصة، أو كما أحبذ أن أدعوها مساعدتي الخاصة "روز، هناك شخص بالخارج يصر على مقابلتك، رفض الحراس دخوله في البداية إلا أن إصراره جعلني أتوجه للسيدة صوفيا لتسمح له بالعبور بعد حوار بسيط بينهما وقالت أنه يجب علي استدعائك لمقابلته بقاعة الاجتماعات الصغرى" نادتني باسمي مباشرة دون ألقاب كما أخبرتها سابقا ولكن ما أدهشني هو اصرار ذلك الرجل على مقابلتي من يكون؟

أخبرت إيلينا أن تذهب وأنني سوف أتبعها بعد قليل، قمت بترتيب التقارير ووضعها بدرج مكتبي واغلاقه ثم غادرت متجهة لقاعة الاجتماعات، وجدت صوفيا بإنتظاري بخارج القاعة أمام بابها المغلق.

بادرت بسؤالها "صوفيا من يكون هذا الرجل؟".

"يجب عليك أن تقابليه بنفسك وتستمعي لما لديه ليقوله حتى النهاية" لم تجبني حقا، فأكتفيت بالإيماء لها.

دخلت مباشرة للغرفة لأجد أمامي آخر شخص توقعت رؤيته ماكس!

تمالكت أعصابي قدر ما أستطيع بينما أفرغ غضبي على كفي بقبضه بقوة، أجنت صوفيا لتسمح له بالدخول؟ مررت من أمامه لأتخذ مقعدي على رأس الطاولة فسمح لنفسه باتخاذ مقعد أيضا إلى يميني مباشرة.

"إذن أهناك ما نسيت قوله بعد كل تلك السنوات؟ أم أنك قد وجدت طريقة جديدة لقتلي؟" حاولت السيطرة على نبرتي قدر الإمكان إلا أنه قد غلبها الاستهزاء، فهو لايعلم ما سببه لروب من جرح لا يلتئم.

"أنا آسف" قالها لأرفع له حاجبي بسخرية "لقد كنت جاهلا غلب طمعي على تفكيري بعقلانية، وأدى جشعي إلى خسراني إبني وكل ما لي من عائلة، لقد كانت الأعوام السابقة عسيرة بالنسبة لي تعلمت فيها الكثير،لقد ذهبت إلى روب وتوسلته لمسامحتي إلا أنه قد رفض ذلك بصورة قطعية، فكنت أرجوإن تمكنتي من مسامحتي فقد يتمكن هو أيضا من ذلك، أرجوك إمنحيني فرصة أخرى، ما أنا إلا بشر والبشر خطائون، أعدك أنه إن سامحتني لن أزعجك مرة أخرى لن أطلب منك شيئا آخر ولن تريني مرة أخرى".

كانت كلماته المنكسرة تبدو صادقة إلى حد ما بالنسبة لي، البشر خطاؤون رنت هاتان الكلمتان في عقلي فأخذت أفكر من أنا حتى لا أسامح؟ الجميع يخطئ، والجميع يتمنى المسامحة، غير أنني لم اتمكن من نطق الكلمات حتى فقد امتد جرح خيانته لأبي حتى قلبي، فأكتفيت بالإيماء له فاندهشت ملامحه.

مملكة روزيتا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن