الفصل الثاني:- غريب في الغابة

6.1K 343 21
                                    


وكالعادة قامت جدتي بقطف الزهور ووضعتها بالسلة واتجهت الى السوق لتبيعها الى التاجرة التي تتعامل معها، وتشتري بالنقود زجاجة حليب وبضع أرغفة من الخبز بالإضافة إلى البيض، وادخار ما يتبقى من العملات، كان ذلك ما نقوم به يوميا، ونادرا ما تطرأ بعض التغييرات.

لطالما ألححت عليها أن أقوم باستخدام موهبتي لإنبات المزروعات الأكثر قيمة حتى نبيعها بثمن أعلى من ثمن الزهور الزهيد، لكن كالعادة كانت اجابتها الرفض مبررة انه لا يجب علينا لفت الانتباه، فكيف لسيدة عجوز أن تحصل على محاصيل باهظة يوميا وكل ما تملكه هو كوخ صغير بالغابة، أخبرتها أن تجيبهم بالحقيقة وأن تلك موهبتي ولكنها رفضت وقالت أنها ستخبرني عن سبب ذلك يوما ما.. فلم أكن أعلم أن ذلك اليوم اليوم أقرب مما تصورت.

أفاقني من شرودي صوت جدتي "عزيزتي، لا تنس ..." سعلت جدتي قليلا بإعياء ثم اكملت "سأذهب الآن للسوق سأعود بعد نحو ثلاث ساعات لا تنس الاعتناء ببيجاسوس، ولا تتجهي إلى الغابة ريثما أعود، وإذا حصل واقترب أحدهم من هنا قومي بالاختباء فورا"

كررت علي جدتي نصائحها اليومية التي حفظتها عن ظهر قلب "جدتي لا تقلقي سأنفذ تعليماتك بحذافيرها" قلتها بصدق (منذ متى واقترب أحدهم إلى هذا العمق من الغابة، التي يشاع عنها أنها ممتلئة بالوحوش المميتة، ولم يدخلها أحد وعاد منها قط) فكرت بذلك بسخرية.

غادرت جدتي فاتجهت الى بيجاسوس ( حصان مجنح) سكبت له قليلا من الماء في إناءه وجلبت بعض العشب ووضعتهما امامه حتى انتهى من تناول وجبته، بدأت امشط شعره وأحادثه كعادتي أشعر أحيانا أنه يفهم أحاديثي، وأظن انه يشعر بالوحدة فهو مثلي تماما لم يخرج من هنا قط، أو على الأقل منذ قبل ولادتي، فعمره ١٦٧ عام!؛ فيتراوح عمر تلك المخلوقات الجميلة حادة الذكاء إلى ٥٠٠ عام.

لطالما شعرت بالشفقة تجاهه، فحتى تلك المرة التي كسرت بها قدم جدتي فسألتها ان تصطحبه إلى السوق معها حتى ترفه عنه وتمتطيه في آن واحد لتريح أقدامها، ولكنها رفضت معللة أن ذلك حتما سيثير الشك فكيف لتلك العجوز الفقيرة بائعة الزهور أن تمتلك ذلك النوع النادر والثمين من الأحصنة!
نظرت إلى بيجاسوس فخطرت لي فكرة لما لا نتنزه قليلا؟ لن يضر ذلك؟ اليس كذلك؟
قمت بامتطاء بيغاسوس فورا واتجهت نحو الغابة، لكي أكون صريحة هذه ليست أول مرة، ولكني بالطبع لم أخبر جدتي، وقد كان هذا سري الصغير أنا وبيجاسوس، توجهت فورا إلى مكان شجرة تفاح اصبحت آتي اليها منذ وجدتها في اول نزهة لي، رأيتها وهي واقفة بشموخ بين باقي الأشجار الميتة، فهذه الغابة موحشة بحق؛ قفزت فورا وتوجهت إليها تمعنت فيها فلم تكن تحمل أي ثمار، جلست أرضا ومددت يداي ولمستها وأغمضت عيناي وأخذت اتخيلها تحمل العديد من ثمار التفاح الطازجة واللذيذة، كثيرة العصارة؛ فتحت عيناي ونظرت إلى الأعلى ووجدت العديد من الثمار، والآن إلى الخطوة التالية؛ قطف التفاح، امتطيت بيجاسوس وتمسكت به جيدا وعلى الفور بدأ بالتحليق رويدا رويدا؛ جمعت ٢٠ تفاحة تماما في حقيبتي التي أخذتها خصيصا لجمع التفاح، هبط بيجاسوس بهدوء وقفزت من عليه وافترشت الارض وبدأت تناول التفاح؛ تناولت اثنتين، وتناول بيجاسوس الباقي.

مملكة روزيتا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن