نظر ديفيد إلى والده ... لقد تمادى في تدخله في حياة مارك... قد يدفعه إلى التصرف بطريقة لا يحمد عقباها، يأمره أن يتزوج؟؟؟ :
- لا يمكنني أن أصدق ما فعلت يا أبي... تأمرهما أن يتزوجا؟
- إنني أعرف ما أفعل.
- لا أظن يا أبي... عندما دفعته إلى مشاركتنا أعمالنا بدعوى الأزمة التي لم يكن لها وجود لم اعترض و عندما عملت أنت و أوليفيا على دفعه بصورة مجنونة إلى ترك عمله الخاص لم أتكلم... لكن أن تفعل ما فعلت، لم أتوقع أبداً...ثم كيف ألغيت فيكتوريا من تفكيرك...مارك يحبها.
قال ريتشارد بحدة: - ديفيد... مارك لا يحبها إنه متمسك بها لأنه يرى أنها تحدي لنا...يستخدمها كأداة يلوح بها أمام وجوهنا قائلاً أنا حر و لن تجبروني على فعل شئ... لو أخبرته إنني موافق على فيكتوريا لن تجد به نفس حماسته ليتزوجها.
- إذن لماذا لا توافقه؟
- لأنني أخشى أن يتصرف برعونة و يتزوجها.
سأله ابنه بعصبيه:
- و ماذا في ذلك؟ لا تسمعني نفس الكلام الذي أخبرته لسيلينا بخصوص شارلي و عن أن فيكتوريا هي الأخرى دون مستوانا.
- لا يا بني... لن أخطئ نفس الخطأ مرتين.... لن اخسر حفيدي كما خسرت ابنتي... أتعرف لو كانت تلك الفتاة تحبه لتركتهما يفعلان ما يحلو لهما لكنها لا تحب إلا أمواله و سوف اثبت لك هذا
- أخشى أن تقوم بشئ تندم عليه فيما بعد.
- لا تقلق...إنني أعرف ما أفعل و أعرف أن سالي خير علاج لمرارة مارك، سوف يسعدان معاً.
***********
في البداية لم يعرف مارك مكان جلوسها لأنها كانت تجلس متكئة على الطاولة بجبينها... توجه إلى طاولتها:- سالي.
رفعت رأسها و ما أن رأته حتى لمعت عينيها غضباً:
- كيف يجرؤ... و أنا التي ظننته عجوز طيب...إنه.... كيف يعطي لنفسه الحق...
ابتسم مارك... من شدة غضبها لم تستطع أن تكمل جملة كاملة، جلس و امسك يديها التي كانت تقبضان على غطاء الطاولة بقوة كادت تمزقه:
- اهدئي... لقد أخبرت جدي رأيي في اقتراحه قبل أن اصفق الهاتف في وجهه.
حلت الدهشة محل الغضب:- صفقت الهاتف في وجهه؟
- هذا أقل الأمور التي كنت أفكر في عملها.
عادت عينيها لتشع ذلك اللون الأصفر عندما ابتسمت فقال لها:
- مرحى لك يا فتاة... لا داعي للتجهم... لن يجبرنا أحد على شئ فما بالك بالزواج.
- معك حق لكن طلبه في حد ذاته دليل على انه لا يعترف بأن لكل منا إرادة.
- هذا هو ريتشارد فوكس.
- ها أنت قد عدت للمرارة!!!
نظر لها باستفهام فقالت:
- كلما تحدثت عن جدك أو والدتك أو حتى تحدثت معهما أشعر بالمرارة تطفو على ملامحك و كلامك... ليست المرارة فقط بل التحدي.
- لا يمكنك أن تتخيلي مدى تدخلهم في حياتي... عملي... ارتباطاتي... حتى علاقاتي بالنساء...كأنني دمية يجب أن يمسكوا بخيوطها طوال الوقت ألا ترين أن في هذا مدعاة للسخط و المرارة.
- هاااي... تمهل أيها الساخط لم أقصد أن ألومك لقد كنت أتساءل فقط.
حاول أن يبتسم: - أعتذر إن انجرفت بغضبي... لكنه موضوع شائك أفضّل ألا نتحدث به، هيا بنا لنعود للمنزل.
عندما لاحظ ترددها قال له: - لا تخافي...
قاطعته: - إنك لا تعرفني بعد... أنا لا أخاف من شئ و بإمكاني أن أتعامل مع أشخاص من نوع جدي و أنا مربوطة اليدين لكنني و بالرغم من تسلطه في طلبه إلا أنني أحببته فهو لا يخلو من الجانب الطيب و لا أريد أن أجرحه.
نظر لها بتركيز فسألته : - لماذا تنظر لي هكذا؟
- لأنني في حياتي لم ألتقي بشخص مثلك.
ابتسمت -: سوف اعتبر هذا إطراء.
- مؤكد إطراء يا ابنة العم الملائكية.
ضحكت: - ملائكية.. ياله من وصف جميل يا ابن الخال... هيا بنا للمنزل.
***********
كانت دهشة فيكتوريا كبيرة عندما اتصل بها ريتشارد فوكس أكبر عقبة و مشكلة في حياتها و طلب مقابلتها: - لكن لا أريد أن يعرف حفيدي بأمر هذه المقابلة و اعلمي أنه إذا عرف سوف أدمرك و أنت تعلمين أنني أستطيع و بكل بساطة... سوف انتظرك في مقهى كينج الساعة الرابعة.
كانت تنتظره في المقهى قبل الموعد فتوجه إلى طاولتها و جلس و بدون مقدمات:
- سوف أعرض عليكِ عرض... اقبليه أو ارفضيه.
- أي عرض.
- كل ما سأقوله لكِ يجب أن يكون بيننا و إلا أنتِ تعلمين ما يمكنني فعله.
رحل ريتشارد و هو يشعر بالامتعاض... لم يكن يتصور أن يشعر بالحزن و الغضب من موافقة فيكتوريا على خطته... كان في داخله يأمل أن ترفض و تخيب ظنه لكنها كانت كما توقعها... وصولية و لا تطلب إلى مصلحتها.
************
دخل ريتشارد غرفة الجلوس ليجد مارك و سالي يجلسان معاً و قد بدا عليهما التأهب فابتسم... حتى إن اتفقا على الرفض فيكفي أنهما الآن فريق ، ذلك من شأنه أن يقربهما.
وقف مارك فمد يده ليوقفه: - لحظة... قبل أن تتحدثا اعتبراني لم أقترح أي شئ.
قال مارك بسخرية: - اقتراح؟ لقد ظننته أمر.
- اصمت يا ولد و دعني أكمل كلامي... انسيا ما اقترحته أو أمرت به.
استدار و ترك الغرفة، نظر مارك إلى سالي فقالت له:
- ماذا حدث؟
- لا أعرف لكنني غير مطمئن لتصرفه.
رن هاتف مارك:
- نعم يا جوليا.........ماذا قلتِ....حسناً حسناً.
أغلق الهاتف و خرج مسرعاً... ركضت سالي وراءه:
- ماذا حدث؟
أجابها و هو يركب السيارة:
- لقد سُرقت الشركة.
![](https://img.wattpad.com/cover/139935109-288-k595799.jpg)
أنت تقرأ
أنت بذاكرة قلبي - للكاتبه فاطمه الصباحي (زاهره)
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه فاطمه الصباحي (زاهره) ملخص "أنت بذاكرة قلبي" تزوجته بناءاً على طلب جدها الذي طلبت منها والدتها قبل أن نموت أن لا تعصي له أمراً، تزوجته و كل ما يجمعها به مودة تكنها فتاة لابن خالها الطيب، كان زواج يسوده التوتر و الصراعا...