الفصل السادس ابنة العم الملائكية

11K 290 0
                                    

نظر ديفيد إلى والده ... لقد تمادى في تدخله في حياة مارك... قد يدفعه إلى التصرف بطريقة لا يحمد عقباها، يأمره أن يتزوج؟؟؟ :
- لا يمكنني أن أصدق ما فعلت يا أبي... تأمرهما أن يتزوجا؟
- إنني أعرف ما أفعل.
- لا أظن يا أبي... عندما دفعته إلى مشاركتنا أعمالنا بدعوى الأزمة التي لم يكن لها وجود لم اعترض و عندما عملت أنت و أوليفيا على دفعه بصورة مجنونة إلى ترك عمله الخاص لم أتكلم... لكن أن تفعل ما فعلت، لم أتوقع أبداً...ثم كيف ألغيت فيكتوريا من تفكيرك...مارك يحبها.
قال ريتشارد بحدة: - ديفيد... مارك لا يحبها إنه متمسك بها لأنه يرى أنها تحدي لنا...يستخدمها كأداة يلوح بها أمام وجوهنا قائلاً أنا حر و لن تجبروني على فعل شئ... لو أخبرته إنني موافق على فيكتوريا لن تجد به نفس حماسته ليتزوجها.
- إذن لماذا لا توافقه؟
- لأنني أخشى أن يتصرف برعونة و يتزوجها.
سأله ابنه بعصبيه:
- و ماذا في ذلك؟ لا تسمعني نفس الكلام الذي أخبرته لسيلينا بخصوص شارلي و عن أن فيكتوريا هي الأخرى دون مستوانا.
- لا يا بني... لن أخطئ نفس الخطأ مرتين.... لن اخسر حفيدي كما خسرت ابنتي... أتعرف لو كانت تلك الفتاة تحبه لتركتهما يفعلان ما يحلو لهما لكنها لا تحب إلا أمواله و سوف اثبت لك هذا
- أخشى أن تقوم بشئ تندم عليه فيما بعد.
- لا تقلق...إنني أعرف ما أفعل و أعرف أن سالي خير علاج لمرارة مارك، سوف يسعدان معاً.
***********
في البداية لم يعرف مارك مكان جلوسها لأنها كانت تجلس متكئة على الطاولة بجبينها... توجه إلى طاولتها:- سالي.
رفعت رأسها و ما أن رأته حتى لمعت عينيها غضباً:
- كيف يجرؤ... و أنا التي ظننته عجوز طيب...إنه.... كيف يعطي لنفسه الحق...
ابتسم مارك... من شدة غضبها لم تستطع أن تكمل جملة كاملة، جلس و امسك يديها التي كانت تقبضان على غطاء الطاولة بقوة كادت تمزقه:
- اهدئي... لقد أخبرت جدي رأيي في اقتراحه قبل أن اصفق الهاتف في وجهه.
حلت الدهشة محل الغضب:- صفقت الهاتف في وجهه؟
- هذا أقل الأمور التي كنت أفكر في عملها.
عادت عينيها لتشع ذلك اللون الأصفر عندما ابتسمت فقال لها:
- مرحى لك يا فتاة... لا داعي للتجهم... لن يجبرنا أحد على شئ فما بالك بالزواج.
- معك حق لكن طلبه في حد ذاته دليل على انه لا يعترف بأن لكل منا إرادة.
- هذا هو ريتشارد فوكس.
- ها أنت قد عدت للمرارة!!!
نظر لها باستفهام فقالت:
- كلما تحدثت عن جدك أو والدتك أو حتى تحدثت معهما أشعر بالمرارة تطفو على ملامحك و كلامك... ليست المرارة فقط بل التحدي.
- لا يمكنك أن تتخيلي مدى تدخلهم في حياتي... عملي... ارتباطاتي... حتى علاقاتي بالنساء...كأنني دمية يجب أن يمسكوا بخيوطها طوال الوقت ألا ترين أن في هذا مدعاة للسخط و المرارة.
- هاااي... تمهل أيها الساخط لم أقصد أن ألومك لقد كنت أتساءل فقط.
حاول أن يبتسم: - أعتذر إن انجرفت بغضبي... لكنه موضوع شائك أفضّل ألا نتحدث به، هيا بنا لنعود للمنزل.
عندما لاحظ ترددها قال له: - لا تخافي...
قاطعته: - إنك لا تعرفني بعد... أنا لا أخاف من شئ و بإمكاني أن أتعامل مع أشخاص من نوع جدي و أنا مربوطة اليدين لكنني و بالرغم من تسلطه في طلبه إلا أنني أحببته فهو لا يخلو من الجانب الطيب و لا أريد أن أجرحه.
نظر لها بتركيز فسألته : - لماذا تنظر لي هكذا؟
- لأنني في حياتي لم ألتقي بشخص مثلك.
ابتسمت -: سوف اعتبر هذا إطراء.
- مؤكد إطراء يا ابنة العم الملائكية.
ضحكت: - ملائكية.. ياله من وصف جميل يا ابن الخال... هيا بنا للمنزل.
***********
كانت دهشة فيكتوريا كبيرة عندما اتصل بها ريتشارد فوكس أكبر عقبة و مشكلة في حياتها و طلب مقابلتها: - لكن لا أريد أن يعرف حفيدي بأمر هذه المقابلة و اعلمي أنه إذا عرف سوف أدمرك و أنت تعلمين أنني أستطيع و بكل بساطة... سوف انتظرك في مقهى كينج الساعة الرابعة.
كانت تنتظره في المقهى قبل الموعد فتوجه إلى طاولتها و جلس و بدون مقدمات:
- سوف أعرض عليكِ عرض... اقبليه أو ارفضيه.
- أي عرض.
- كل ما سأقوله لكِ يجب أن يكون بيننا و إلا أنتِ تعلمين ما يمكنني فعله.
رحل ريتشارد و هو يشعر بالامتعاض... لم يكن يتصور أن يشعر بالحزن و الغضب من موافقة فيكتوريا على خطته... كان في داخله يأمل أن ترفض و تخيب ظنه لكنها كانت كما توقعها... وصولية و لا تطلب إلى مصلحتها.
************
دخل ريتشارد غرفة الجلوس ليجد مارك و سالي يجلسان معاً و قد بدا عليهما التأهب فابتسم... حتى إن اتفقا على الرفض فيكفي أنهما الآن فريق ، ذلك من شأنه أن يقربهما.
وقف مارك فمد يده ليوقفه: - لحظة... قبل أن تتحدثا اعتبراني لم أقترح أي شئ.
قال مارك بسخرية: - اقتراح؟ لقد ظننته أمر.
- اصمت يا ولد و دعني أكمل كلامي... انسيا ما اقترحته أو أمرت به.
استدار و ترك الغرفة، نظر مارك إلى سالي فقالت له:
- ماذا حدث؟
- لا أعرف لكنني غير مطمئن لتصرفه.
رن هاتف مارك:
- نعم يا جوليا.........ماذا قلتِ....حسناً حسناً.
أغلق الهاتف و خرج مسرعاً... ركضت سالي وراءه:
- ماذا حدث؟
أجابها و هو يركب السيارة:
- لقد سُرقت الشركة.

‎أنت بذاكرة قلبي -  للكاتبه فاطمه الصباحي (زاهره)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن