كان صوت الالآت عاليًا للغايَّة مما اِضطر شميث للصراخ حتى تسمع إيف شرحه بوضوح، تارة تمر سيارة تحمل أكوام من الخردة وأخرى يضطران للانحناء حتى لا تصدمهما إحدى الروافع؛ فهمت إيف أخيرًا سبب إصرار شميث على ارتدائِها للخوذة الصفراء رغم رفضها في البدايَّة، فهي لا تحب اللون الأصفر ولا تستخدمه في تصاميمها كذلك.تابعا المسير بداخل المصنع هائِل المساحة، ثم توقفا أمام سلم حديدي يقود إلى جسرٍ مُعلَق مصنوع من قطع شبكيَّة تسمح للشخص بالرؤية من خلالها، سبقها شميث الخطا لتنظر نحو حذائِها ذو الكعب المدبب بقلق ثم تتمنى سرًا عدم حدوث الأسوأ، مثل سقوطها على وجهها وموتها حرجًا بعد ذلك. تشجعت لتأخذ الخطوة الأولى ثم الثانية ليزداد قلقها مع كل لحظة فيتشتت تركيزها بعيدًا عن كلمات شميث الغارق بالشرح بإسهاب واحترافيَّة.
وما إن أوشكا على وصول القمة رفعت قدمها بسعادة متخطيةً أخر مرحلة من الخطر وفي تلك اللحظة بذات غُرِز كعب حذاؤها في أحد الفتحات وهوَت نحو الخلف لتغمض عينيها باستسلام لقدرها المرعب، مرت لحظات ولم تسمع صوت ارتطام أو تحس بالألم ممَّا جعلها تفتح إحدى عينيها ببطء وتبصر وجه شميث قريبًا منها جدًا وهو يقول وقد أحاط خاصرها بيده: "أنتِ بخير! اللعنة لقد كدتِ تسقطين."
ساعدها بعد ذلك على الإعتدال في الوقوف ثم وضع يد أمام جبينه ليطلق نفسًا كان يحبسه دلَّ على توقف رئتيه عن العمل لوهلة، أما إيف فكان قلبها ما يزال يثب باضطراب وصوت عالٍ يكاد أن يكون مسموعًا، مما جعلها تنــظر نحوه وتقول: "اصمت أيها الغبي."
ليحملق نحوها شميث بدهشة ويقول: "أهكذا تشكرين من أنقذ حياتك؟!"
نظرت ناحيته ثوان قبل أن تقول بعدم اهتمام: "لا أعنيك أنت! ولكنك غبي أيضًا."
رما شميث يديه في الهواء بما عنى 'هذه الفتاة لا تصدق!' ثم تابع مسيره متعمدًا أن يكون على مقربة منها، لاحظت هي ذلك لترسم ابتسامة جانبية ما إن اكتملت على وجهها حتى هزت رأسها بشدة لتحدث نفسها بصوت منخفض: "تذكري إنه شميث الحقير! إنه أبغض من في البسيطة."
- "أستطيع سماعك بالمناسبة!"
قالها شميث دون النظر تجاهها، لتقول:" أليس من المفترض أن صوت الآلات يمنعك من ذلك؟! "
أنت تقرأ
The Romance in Wal-MarT✧
Romanceإيـف- الفتاة البسيِّطة المُحِبة للقراءة والهدوء، ليست مميَّزة بشيءٍ يُذكَر وتكاد دومًا أن تندمج مع الخلفية، كل ما كانت تتمناه هو حياة خاليَّة من الدراما، عمل تُحبه وربما..ربما يومًا ما أن تعثرَ على فارِس أحلامها ذو الجواد الأبيض- أخر ما توقعته إيف ه...