إيـف- الفتاة البسيِّطة المُحِبة للقراءة والهدوء، ليست مميَّزة بشيءٍ يُذكَر وتكاد دومًا أن تندمج مع الخلفية، كل ما كانت تتمناه هو حياة خاليَّة من الدراما، عمل تُحبه وربما..ربما يومًا ما أن تعثرَ على فارِس أحلامها ذو الجواد الأبيض- أخر ما توقعته إيف ه...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تطايرات نوتات الموسيقى الكلاسيكية في الأجواء ، بدت السعادة والبهجة العفوية واضحة على ملامح الجميع فـ شعبية جوزيف الكبيرة حتمت حدوث ذلك ، نستثني من هذا إثنين وقفا في إحدى الزوايا البعيدة عن الخطيبين والضيوف ، عقد كل منهما يديه أمام صدره مع حاجبيه ، الصمت لم يغادر مقعده بجوارهما وظلا يحدقان بكل شيء يحدث دون إهتمام يذكر وكل منهما ضائع في بحر أفكاره الخاصة إلى حين تنهيدة خرجت بسوداوية مفرطة من صاحب الشعر الكستنائي والبذلة الإيطالية الفاخرة ليرمق الجالس بجواره بنظرة من طراز – ألا تنويّ سؤالي ما الخطب ؟ - عندما وجد أن الآخر لم يبدي اي شكل من أشكال القلق تجاهه .
وحين لم يسمع جملة - ما الخطب ؟! - قرر أن يلقي بكبريائه من النافذة ويفضي بمكنونات قلبه للوح الجليد غير المكترث هذا .
" أنا خائف! ".
كلمتان كانتا كفيلتان للفت إنتباهه أخيراً ونزعه من أفكاره الخاصة لينظر نحو رفيقه وعلى وجهه نظرة إستغراب ، أطلق تنهيدة أخرى من أعماقه وقد ثبت ناظريه على شقراء ذات شعر مجعد وقصير ليكمل بـ
" أنا أنوي أن أخبر بيث الليلة! ولكني خائف! " .
إنتظر رد فعل منه أو حتى أن تتغير ملامحه الجامدة قليلاً ولكن لم يحدث أي من هذا و ظلت ملامح ايثان فارغة كما هي في العادة ، أمر جعله يغتاظ جداً ليقول من بين أضراسه:
" أتعلم أنك صديق لا فائدة منه ؟!! هذه هي اللحظة التي من المفترض أن تخبرني فيها ..
- كل شيء سيكون علي ما يرام ! –
قالها مقلداً لايثان ثم ختم بأمتعاض:
" وإن كان من باب الكذب والمجاملة فقط !! " .
.أنت تعلم أني أكره الكذب -
خرجت مقتضبة باردة، ليضيق شميث ناظريه نحوه ثم يعتدل في وقفته وقد قرر أن يفقد الأمل في صديقه العزيز ولا يتوقع منه شيئاَ أبدًا .