.
.
كانت السماء نائمة ، متدثرة بلحاف من ظلمة حالكة تراقصت فوقها نقاط بيضاء في محاولة يائسة لإيقاظ حاكمها الغافي على عرشه ولم يبدو أنها ستنجح ؛ فقد وقع في حب زوجين من الأعين الخضراء اللتان كانتا تنظران إليه بشغف، وحين عجز عن الوصول اليهما ، رما بإنعكاسه على نهر السين وسقط في غيبوبة أبدية.
عبث النسيم بأطراف فستانها الوسيع ذواللون الأحمر وأجبرها على تقييد خصل شعرها كذيل حصان رفع للأعلى . كانت تحدق بـ إنعكاس صورة القمر المتموجة على سطح المياه .
إتكأت على حافة الجسر ، رفعت رأسها للأعلى ثم سحبت هواء باريس العليل إلى رئتيها ، أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتهما مجدداً وما يزال نفس المنظر يحيها . لابد أنها تحلم.
كان هذا هو الإستنتاج الذي توصل إليه عقلها قبل قليل ، ولكن نسمات الهواء المنعشة وصورة برج ايفيل بأنواره اللامعة بدت حقيقية أكثر من اللازم.
دارت حول نفسها كطفلة ترى السماء لأول مرة ، كادت أن تتعثر بكعبها العالي لكنها استعادت توازنها في اللحظة الأخيرة . وما إن فعلت حتى وجدت طفلاً صغيراً يمنع ضحكته من التسلل عبر اصابعه التي غطى بها فمه ، توقف بعدها عن الضحك ليمد اليها سواراً يلمع في الظلام بلون فسفوري أحمر ناسب فستانها.
حملقت نحوه كان فتًى في السابعة او الثامنة من العمر ، ثيابه رثة بعض الشيء ويحمل بين يديه كرتونة صغيرة وضع فيها أساور مختلفة الأشكال والألوان اتفقت جميعها في لمعانها بضوء جاذب في الظلام . يبدو أنه يكسب رزقه من بيعها للسياح الذين يجوبون مثل هذه الشوارع المشهورة ، ابتسمت ثم إنحنت على حتى ماثلته في الطول لتخرج من حقيبتها ذات الفراء ورقة نقدية من فئة 50 يورو ناولتها له.
لمعت عينا الصبي بدهشة لم تلبس أت تحولت إلى ضحكة سعادة جلس بعدها على الارض وقد بدا كما لو أنه يبحث عن شيء ما بداخل الكرتونة التي كان يحملها ، ابتسم بسعادة حين وجد ضالته نهض من مكانه ثم ناولها السوار الأحمر ومعه ساعة رجالية غريبة الشكل ولكنها راقية ، ضحك حين رأى علامات الإستغراب تحوم فوقها ليشير إلى الشاب الذي إنشغل بحديثه عبر الهاتف بعيداً عنها وكان جالساً على حافة السور، يحرك في قدميه.
أنت تقرأ
The Romance in Wal-MarT✧
Romantikإيـف- الفتاة البسيِّطة المُحِبة للقراءة والهدوء، ليست مميَّزة بشيءٍ يُذكَر وتكاد دومًا أن تندمج مع الخلفية، كل ما كانت تتمناه هو حياة خاليَّة من الدراما، عمل تُحبه وربما..ربما يومًا ما أن تعثرَ على فارِس أحلامها ذو الجواد الأبيض- أخر ما توقعته إيف ه...