إيـف- الفتاة البسيِّطة المُحِبة للقراءة والهدوء، ليست مميَّزة بشيءٍ يُذكَر وتكاد دومًا أن تندمج مع الخلفية، كل ما كانت تتمناه هو حياة خاليَّة من الدراما، عمل تُحبه وربما..ربما يومًا ما أن تعثرَ على فارِس أحلامها ذو الجواد الأبيض- أخر ما توقعته إيف ه...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" لاا أصدق هؤلاء الأوغاد! لم يأتي أي منهم لاستقبالي في المطار ! ".
رددتها وهي تمشي على الرخام بخطوات صلبة متجهة نحو المصعد في نهاية الردهة ، دلفت إليه ثم ضغطت على زرالطابق الرابع ، عقدت حاجبيها تفكر في مكالمة سونيا الغريبة قبل قليل . أخبرتها أن تأتي إلى قسم التصميم بسرعة بل قبل الذهاب إلى منزلها حتى ؛ نبرة سونيا دلت على كونه خبر جيد لكنها رفضت البوح بأي شيء قبل حضورها بنفسها . وضعت يدها تحت ذقنها تفكر في شتى الإحتمالات الواردة فـ ربما ستقوم بتعينها رسمياً أخيراً؟!
ربما طلبت شركة مشهورة الحصول على عقد معها؟!
ربما ستصير فاحشة الثراء!
أنارت الفكرة الأخيرة عقلها لتبتسم كالبلهاء وعلى جبينها كتب بخط عريض – الشهرة تليق بي *-* - ، أخذها خيالها بعيداً عن الواقع الذي لم تعد إليه إلا بسماع صوت الضلف الحديدية للمصعد تفتح ، تابعت المسير نحو بوابة ذات ضلفتين خشبتين بلون داكن في نهاية الطابق قامت بدفع إحداها لتدخل . وبالرغم أن هذه لم تكن المرة الأولى التي ترى فيها قسم التصميم شهقت مجدداً حين عانقت عينيها المشهد الجميل لجانب آخر من العالم .
العديد من الأشخاص يعملون كخلية نحل بفوضى منتظمة ، قطع ملابس متناثرة هنا وهناك معلقة على عارضات خشبية وأخرى ملقية على الطاولات بطريقة عشوائية ، ماكينات خياطة وشاشات حواسيب متصلة بالقوابس الكهربائية . كل شيء في هذا المكان كان يعطي طابعاً إحترافياً جعل عيني إيف تلمعان بحماس فربما في القريب العاجل ستتمكن من العمل هنا وتصبح جزءًا من هذا الجو المهيب .
" أخيراً وصلتي! ".
سمعت صوتاً مألوفاً لتنظر إلى يمينها حيث وقفت سونيا وعلى ثغرها إبتسامة صغيرة ، إبتسمت إيف لتقول بسعادة:
*كيف حالك يا سونيا؟!
لوحت سونيا بيدها في الهواء قائلة:
" دعينا من هذا وتعالي معي! " .
ثم أشارت لها نحو غرفة خلفية لتسبقها الخطا إلى هناك ، تبعتها إيف بهدوء بينما بدأ التوتر بالتسرب شيئاً فشيئاً إلى أوصالها ، تلاشت خيالتها الإيجابية السابقة تاركة خلفها بعض الأحتمالات المخيفة . فماذا لو لم تعجبها التصاميم التي أرسلتها لها سابقاً ؟! عضت على إصبع الإبهام حين تذكرت أخر تصميم قامت بإرساله لها قبل اسبوع، لم يكن متقناً بل مجرد فكرة عابرة راودتها فسارعت برسمها ثم أرسلتها دون التفكير ملياً فقد جرفها الحماس ولكن الآن بعد أن عاد اليها المنطق هل كان ذلك خياراً صائباً ؟! خصوصاً ان سونيا لم تعلق على التصميم بحرف واحد .
