بعد مُضي ساعات من هذا اليوم علا طنين الهاتف الأرضي لتنظر إليه جين ري بتردد ثم انزاح عنها التوتر حين علمت أن المتصلة من مدرسة هانسو : أجل ، سأحرص على تبليغ والده...طاب يومك.
لم يمر وقت طويل حتى عاد دونغهي إلى البيت مبكرا على غير عادته في الأيام الماضية ، تفقد الطفلة الغافية ثم مشى بإتجاه الغرفة المجاورة لهانسو راغبا في تفقده...سار بهدوء نحوها و هو يضع يده في جيب بنطاله ليسمع صوت قهقهات هانسو ما جعله يطل بحذر و يلمحهما ينثران على بعضهما بتلات ورود مبعثرة على الأرضية.
قرر الدخول بالفعل إليهما ليمضي وقتا مع هانسو قبل أن يخلد للنوم ، إلتفتت جين ري بجسدها عندما أحست بخطوات تدنو إلى الغرفة لتعدل من وضعيتها العشوائية بإستقامة.
رآها تعتدل في جلستها ليتطلع بوضوح إليها حين تفحص ببطء ما ترتديه ، منامة قطنية قميصها يكشف عن ذراعيها وجيدها الناعم الذي تركت بعض ألوان هانسو بقعا متفرقة عليه بينما كانت تلاعبه.
لم تبدر منه أي كلمة بعد دخوله لأنه لم يستطع النطق بأي منها ، بعد أن آتته قوة غريبة وجعلته يبادلها النظرات لثوان خفضت بعدها عينها و هي تفرك رقبتها بإرتباك قائلة : مساء الخير..
اقترب من مكان وقوفهما أكثر ثم رد بنبرة هادئة : مساء الخير
اندفع نحوه هانسو فرحا ليحمله مبتسما و يطبع قبلة على خده بينما عيناي مازالتا معلقتان بها ، حاولت النطق بأي شيء ليتسائل : هل مازلت تدرس صغيري ؟
أتى الطفل في براءة و قال بإبتسامة : كلا ، لقد انتهينا منذ وقت طويل و جيني تعلمني اللغة الإنجليزية كل ليلة قبل موعد نومي ، لأنها لغة أساسية أليس كذلك ؟
أومأ دونغهي بإمتنان قائلة : إنها على حق ، لذا كن مطيعا و لا تتعبها أثناء ذلك.
هتف الصغير غبطة : أنا كذلك ، لذلك ألبستني
بذلة نوم البحار المفضلة لدي و قامت بإطعامي بيتزا شهية على الغذاء.استشاط غضباً وظهرت عليه علامات الإنفعال ليضع هانسو أرضا و يقول لائما : الطعام السريع غير صحي ، سبق و أن أخبرتك بأنه لا يجب عليه تناوله.
أرادت جين ري بتبرير الأمر بهدوء : أعلم ذلك لكنه أصر لهذا...
فصاح يقاطعها بجرأة خشنة ولم يمهلها وقتا للرد : إنه طفل لا نلبي رغباته كما يشاء
حدجته بنظرة متقدة لتنطق وقد كسا صوتها الجمود : هلاَّ استمعت إلي قبل أن تصدر أحكامك السابقة.
هزت رأسها بلا معنى لتنطلق من بين شفتيها المكتنزتين الكلمات مردفة : لقد أعددت البيتزا بنفسي ، إنها تحضير منزلي
شعر دونغهي بمدى تسرعه ليمسك هانسو بيد جين ري مدافعا عنها : لا توبخها ، لم تفعل شيئا.
أنت تقرأ
لقد كان مقدرا | مكتملة |
أدب الهواةأتظـنُّ أنـك فـي هـواك مخيَّـرُ وإذا أردتَ تـغـيُّـرًا تتـغـيـرُ ؟ كلا ففـي طبـع الهـوى ياسائلـي حُبُّ الحبيبِ علـى المحـبِّ مقـدر.