الجزء الرابع

2K 158 63
                                    


 #هيلانةدجلة والفرات
4

رفيقات درب!!

مضت ايام كثيرة وانا احارب نفسي
هكذا كنت دائما
عدوة لنفسي
فانا لا اطيق تلك النزقات التي تجتاحني
ولا تلك المشاعرالتي ترقد في داخلي
فلم اجن منها سوى الالم
كنت اتامل السقف كعادتي وصوت التلفاز وهو يعرض تلك البرامج التافهه عن الفوز بجوائز ثمينة لمجرد انك احمق محظوظ او ممثل فاشل تقفز كالبمهرج حتى تبين مدى سعادتك !!
طرق الباب طرقا خفيفا عرفت من خلالها انهن لسن الممرضات
تسحبت يد ناعمة
خمنت منها انها لسرى
صديقة الطفولة ورفيقة الدرب
اتذكرين يانبيلة!
رفيقة الدرب؟ سرى
ورفيق الدرب والعمر الذي غادرني سريعا
لم ارتوي منه
ولم تفتح بعد زهوري بشمسه!
غادرني وكلماته لازالت عالقة في ذهني

وخزني قلبي وانا ارى ابتسامتها العريضة تعلو وجهها
وهي تحمل باقة ورد ملونة
وجودها ذكرني بعشقي الذي مضى
المتني روحي كثيرا
وهي تضمني اليها
لا اعرف لم حنينا فاض قلبي به
ودمعت عييني شوقا
ربما لانها كانت من تحمل رسائله واخباره
--نبيلتي يا الحقيرة
---ههههههههههه اشتقت اليك ياسافلة
وكاننا لن نكون اصدقاء اذا لم نتراشق تلك الكلمات النابية
--ايتها المجنونة مالذي جاء بك
كانت مذهولة ومصدومة من هول مارات
لكنها اخفت ذلك باتسامة كبيرة وحركات متوترة
ضاعت الفتاة في الغرفة وهي تحاول ان تشيح بنظرها عني
الى ان جلست على اطراف السرير
لم تعد قادرة على ان تخفي دموعها اكثر
--مالذي حصل لك يانبيلة!!!
لقد التهمك المرض ياعزيزتي
----هههه اجل كساندويج زبدة !!
ابتسمت وهي تمسح اطراف عيونها الضيقتين
وبدات تسالني عن احوالي
كيف هي احوالي ياترى هكذا اجبتها
كنت اكره نظرات الشفقة والعطف في عيوني احبائي
وكنت اكابرها
لا اريد ان انحني
ولا اريد ان اضعف
هكذا لا اعرف لم اكابر
هل مصارعة الموت مذلةّ!!
اسندت راسي على المخدة وحاولت ان اصغي لما تقول ولكني شردت
شردت في عالم اخر
كنت في صغري اتسائل كثيرا كيف ياترى شعرت امي عندما علمت انها تموت
تحتضر
كيف فكرت ياترى
هل شعرت بالندم لانها تطلقت من زوجها الاول وغادرت ابنتها للابد
هل شعرت بالحزن لانها ستترك طفليين صغيرين يصارعان الحياة مع جد وجدة كبيران في السن
لا بد انها باتت ليلتها في حزن وقلق
قفزت عليه كعادتها وضمتني اليها وهي تصرخ اشتقت اليك اشتقت اليك
---وانا ايضا ياصديقتي كيف انت وكيف وصلت الى هنا
---حسنا لقد قمت بعمل اتفاق مع نفسي ان اتي لزيارتك وامضي يومين اجازة اتنزه فيها هنا لوحدي
---ووافق اخوك على ذلك ؟
---بالرشاوى ياعزيزتي بالرشاوى كل شي ممكن
----هههههه يالك من سافلة هذا مااقوله دائما
---هههه احبك انا واشتقت لهذه الاهانات اشتقت لها
كنت اريد
بل اردت ان استرسل معها بالحديث عن مايثير شجوني ان كانت تعلم خبرا عنه
لكنها قاطعت ذلك بان تمطت على نافذتي
---انه لمنظر جميل من هنا
لابد انه اروع ليلا اليس كذلك يانبيلة
---اجل انه كذلك
---هل اتصل بك بسام او
مصطفى
نظرت اليها
لقد سبقني شغفها لمصطفى من شغفي لحبيبي السابق
عندما كنا صغارا
كنا ابرياء للغاية
سرى تسكن معي نفس الشارع وتكبرني بعام واحد
يبعد بيتها عني اربع بيوت
تعرفت عليها منذ الصغر
وكانت لنا صديقة اخرى شهد
سرى كانت تقطن في اول بيت في الشارع الذي يشق طرفي المنطقة ويجعل بيوتنا تقابل اخريات
كنا نلعب سويه منذ نعومة اظفارنا ويلعب معنا بعض الصبيان او ربما نكتفي بمشاهدتهم وتشجيعهم عندما يلعبون كرة القدوم ويقطعون الشارع عرضا وطولا
كنا نصطف هكذا بملابسنا الصيفية الصغيرة ونجلس القرفصاء على الرصيف
سرى كانت تشجع مصطفى فقد كان حارس مرمى منتخبنا ههه
بينما بسام كان المدافع
وشهد كانت تبحث عن الاوسم ربما
هي حقا لاتكترث باحدهم
بل كل همها ان تصفق وتضحك
تربيت مع مصطفى ابن خالتي على انه شقيقي كبسام تماما
يكبرني بتسعة اعوام
لم افكر يوما بشي اخر
ولم يكن يدور بخلدي مايفكر به الكبار
كان في السادسة عشر من عمره حين قرر احدهم ان ينتزعوه منا
وان يرحل ليعيش في بيت جده لابيه
كانت تهمس احداهن ان في المنزل فتاة وقد كبر الصبي ولايصح
بل لم يكن يصح مايفكرون به
اذكر اني بكيت كثيرا بل حتى تمرضت لقد كان شقيقي ونلعب سويا وحمايتي ايضا
كان الاقرب لي

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن