الجزء التاسع

1.3K 107 7
                                    

#هيلانةدجلةوالفرات9لم نعد نلتقيكلا ايها الحلم توقف عن الزيارة والتكرار لاننا لم نعد نلتقيتوقف ارجوك وعد ادراجك فقد غرقت بكوابيس الحقيقة وماعاد لك وجودانه حتمي وخالد وانت مجرد وهم كان قد اعمانيادركت حينها اني كنت مغفلة مغفلة جداكيف لي ان اثق هذه الثقة العمياء بمن حوليجردني الامر من نفسيلم تكن مجرد صدمة عادية ان ارى بام عيني حبيبي الذي حلمت معه ببيت واسرة يرتبط بصديقة طفولتيكان الامر متعبا ومرهقا من كل النواحيلازمني الارقواحاط بيه الذهولصرت انتزع روحي من روحيوبعضي من كليوتوقف عقلي عن العمللم اكن مستوعبة لما يحدثوبدات احاول ان الوم نفسي اين اخطاتوعلى من يعود السبباناهوهياهليخالتي بسام!!كلهم وكلنا والسبب من؟تهت كثيراواصابني ادمان مرافقة هاتفي والتطلع اليه في كل ثانيةلعله يومض بوصول رسالة منهتخبرني ان ماحدث كان خطاوانه تراجع يعتذر وياتي لخطبتيلكن... لم يصل منه شيولم تغلق عيناياصبحت هائمةمنظري البشع اقلق من حولي واثار الشكوكواثرت انا حفيظتهمشعر اهلي بما اعانيهوشعرت نحوهم ببغض شديدلمت خالتي وبسام بالقسم الكبير مما حصلولانهم لم يتركوني لشانيلم يتركوا معاناتي تمضي بهدوءبسام كان يلاحقني بنظراته وكلماته الجارحة مما زاد سوء علاقتنا وخالتي كانت تعمل دور مفتش الشرطة الذي ياتي بعد ان تنتهي الجريمة ويهرب القاتل ليعرف القتيل ان كان يروم الموت مرة اخرىكرهتهم بشدةوابتعد عنهم وانغلقت بزواية غرفتي ..افرغ على مخدتي ماستطاعت عيني ان تبكيلم اكن قادرة على لوم ميثملانه كان لايزال بطلي وحبيبيانا الذي خسرته ولم يخسرني هو هكذا كنت اقول في نفسيعندما دفعت بصديقتي شهد عليهانا التي عرفتهم على بعض وقدمته طبقا سهل المنال امامهالكني لم اخبركم من هي شهدتقول جدتي ان عائلتها قد استقروا في حينا بعد حرب التسعيناتبعد غزو الكويتوكان الظاهر عليهم انهم حديثو نعمةفي بداية الامر تخبطوا كثيرابين افعالهم واقوالهم لكنهم لم ياذوا احداكان لشهد خمسة اخوة اخرين3 صبيان وبنيتنفيصبح عددههم متساومن حيث البنات والبنينفي ذلك الوقت ..هي كانت صغيرة بل رضيعة عندما سكنوا بيتهم هذاوتربينا انا وهي معاكنت انا الصديقة المشتركة بين سرى وشهداذ ان سرى لم تكن تطق البذخ الذي كانت تعيشه الاخيرةوانها لم تكن تراعي مشاعرالحرمان لديهاكانت شهد اول من اشترى فينا دراجة هوائيةوالاولى التي تشتري فساتين العيدوالدمى الجميلةلم اكن اسابقها لكني ايضا كنت اشعر بالغيرة انها افضل منا نحن الاثنتينلم يكن يبدوا عليها الا المرحولم تشعرنا يوما انها تعر بالغيرة منا او انها تعمد الى اغاضتنا بالعكس كانت تشاركنا كل ما تملكلكن الامر تغير قليلا عندما صرنا سويا يالاعداديةحينها انتقلت سرى الى شعبة اخرى وبقيت انا وهي معاعلمت حينها انها بدات تواعد شابا صديقا لاخيهاابتعدنا عنها قليلا مع اني كنت اعلم ان سرى كانت تميل الى مصطفى ابن خالتي في سرهالكني اثرت الابتعاد حتى اتجنب المشاكل مع اهليحيث انها لم تكن تبالي ان يعلم الجميع ذلكوانشغات هي بعالمها وانشغلنا نحن بما نعيشهلكننا لم نفترقبل بقينا سويا حتى عندما دخلنا الجامعة كلنا نلتقي كل يوم نفس ذلك المكان الذي حفر حفرة عميقة بداخليكنت ارتجف كلما وقعت عيني عليهكنت اريد ان اصرخ هنا كنت اجلس معههنا قد ولدت وهنا قد مت موتا سريريالم اكن اتصور انها يوما تسرق شيئا يعود ليهي تعلم كانت تعلم جيدا اني اعشقه بل اني اتنفسهكيف لها وهي الجميلة المحاطة بعشرات المعجين لشكلها ونعومتها او حتى لبذخهاكيف لها ان تضع راسها على المخدة!!لابد انها سعيدا جدا انها قد اخذت اغلى مااملكبل انا من اعطيتها اياهتشجارت سرى معها عدة مراتلكني لم استطع ان افعل ذلكفكلما حاولت ان اتصل عليها تغرقني الدموعفلقد كنت ضعيفة وهشه وحمقاءكلما مافعلته هو اني غرقت في حزنيلم المها او الومهلا اعرف كاني كالذي اصيب بالشلل...انشغلت بعالم اخر وعدت الى سابق عهديادمان على المحادثات في غرف الجاتصرت انغمس اكثرولا ابالي اكثراسير كالهاربة والمجنونة بين اروقة الجامعة لكيلا تصيب عيني خطا رؤية احدهماوصرت خاوية في داخلي لا احمل اي مشاعر لاي احدحتى عندما اخبرتني سرى انه يتصل بها ليطمان عليوانه يشعر بالندم والحرج الشديد حتى عندما ابلغها باعذاره لم تتحرك شعرة في لم يرف لي جفن وانا سارحة اراقب مكاننا السري من بعيدوقد غطته المزيد من النخيلات اخبرها انه كان بحاجة الى المال كي يخرج من مازقه وعرضت عليه صديقتي الغالية ان تنتشله من الخسارة التي نالها شريطة الارتباط بهافهو كما كانت تراه عريس لقطة!!كنت مغيبة فلم استمع الى احد ولم ادرك احدكنت قد عشت بعالمي الخاص ولانافذة فيه سوى جدتيحتى العالم من حولي صار قاتماكنت ارى الاشخاص الذين يموتون بالانفجاراتاما زوج خائن او شاب قد خدع عشرات الفتياتاو رجل هجر حبيبته لاجل المالنعم ضاق حتى افقي في صيف انتقالي من المرحلة الثانية الى الثالثةاصيبت جدتي بوعكه وكانت هذه هي بداية اصابتها بالتجلطلقد لاحظت عندما عدت للبيت وهي تستند على كتفي ان منزلنا كان مختلفالم تعد رائحة الهيل والعنبر تملؤهلم تعد خطوات هيلانة تسابق الزمن بالتنقل من مكان لاخر بسبب الحر والتضجرلم يعد هناك من يرقض ويغني بصوت عاللم تكن سوى رائحة الدواء تزكم الانوففقد تراصت علاجات جدتي على الطاولة معظمها لالام المفاصلوانشغلت ذلك الصيف بها ومعهاتقربت اليها اكثر وصرنا نتابع الفديوات القديمة لامي معاوبدات تذكر اشياء كثيرة لم اكن اعرفهاكنت استمتع بوقتي معها كاني اعيش عالما اخرولازلت تقوم بتقشير التفاح قبل اكلهتقول انها اعتادت منذ الصغر ان تقشره اذ لم يكونوا ياكلونه الا هكذاوتقطعه قطعا صغيره وتطعمنيكانها تشتاق لعل ذلك كما كانت تفعله مع جدتيومع بدية العام الدراسيحدث انفجار في الشارع القريب من جامعتيوسدت الطرقبعدها بقيت عدة دوريات تمر وترابط بالقرب منابالتاكيد كان ذلك قمة الاستمتاع ل\يهمبل ان كان الواجب يتحتم عليهم البقاء لساعات معينة فانهم لايغادرون حتى تغادر اخر فتاةفي شتاء ذلك العام رن هاتفي برقم غريب لم اردكنا نخشى الرد على الارقام الغريبة لكيلا تكون تهديداعلى الرغم ان الاوضاع بشكل عام قد بدات تتحسنفارسل لي رسالة غريبة قال فيها على مااذكرهانه يراني فتاة معقدة او انها فقدت شخصامسحت الرسالة ولم ابالي بهاكنت قد عملت حسابا لي على وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوكومستمتعة به كثيراوحصلت على بعض النقود من جدتي واشتريت بها حاسوبا محمولاكان هو صاحبي وخلي الوحيدحتى سرى ابتعدت عنها قليلااستمر الهاتف يرن ويرن دون ان ارفعهثم قمت بغلقهلكني بدات اربط بينه وبين احد ضباط الجيشكان يقف متسمرا عندما امر من امامهواشعر بتصرفات غريبة لهوبدا فضولي يراقبه فقد كان يعلم توقيت خروجي من المحاضرات وعندما اخرج باكرا لم اكن الاحظهاذ تحسنت احوالي المادية اكثر منذ بدات الست اديبة وهي المشرفة على قاعة الانترنيت حيث كنت اقضي فيها كل اوقات الفراغ بين المحاضراتفطلبت مني في احدى المرات ان اقوم بطباعة بحث لابن شقيقها بمقابل مادي ووافقت على الفورتلتها عدة بحوث كنت احصل عليها هنا وهناكوما كنت احصل عليه كنت انفقه على نفسي فعندما تنتهي محاضراتي اعود ادراجي للبيت بسيارة اجرة خير من انتظاري لصاحب الخطالذي كان يغادرنا عند الثالثةوقبيل عطلة نصف السنةجائتني فتاة من مرحلة اخرى تبدوا عليها الجراء تضع الكثير من مساحيق التجميل بملابس ضيقة واسلوب اقل مااقول عنه انه لايشبهننياقتربت مني واخبرتني ان ضابطا في الجيش معجب بي ويريد التحدث معي!

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن