الجزءالخامسوالعشرون

1K 109 15
                                    


صاف كالماء العذب

كم اشتاق الان ان اضم دجلة الى قلبي
وان املاه كل اسراري
وشكواي
اترى ياجدي الازالت كلماتك تهيم بين ذرات ذلك الماء العذب ام ان احدهم ابتلعها وصيراحاسيسها الى كلمات على ورق
اترى تلك المشاعر والهموم التيتلقى فيه كل يوم
تجد طريقها الى الله؟
كم تمنيت وجود احدكما ياجدي
كنت ساتابط جناحك ونسير بين هذه الحدائق
كنت ستكون مسرورا
انظر الى جمال هذه الاشجار
لم يكن لديها مثلها في بلدي
بلون ارجواني فاتح
وتلك اشجار القنب
كم هي رائعة
قفزت شادو نحوي وتارجحت افكاري حتى تشتت
صرت اسير واجول لوحديوشادو تلتف حول ارجلي
بعد ان انتهيت من ساعات طويلة من الانتظار للمقابلة
صرت اتطلع الىتلك البنايات الشاهقة
وانا افكر كيف ان لاحدهم لايحب الخيرلبلده
او لاتكون لي سلطة واجعل بغداد اجمل مدينة في الدنيا
يالهي حتى سماء مديتنا صار مغبرا
وبينما انا احدث نفسي
كان لايزال هنالك من يمارس رياضة الجري
يمرون بالقرب مني فيلقون التحية بابتسامة
الفتهم والفوني
لهم روح قوية
يقفزون من شارع الى اخر
وانا التيبالكاد استطيع ان اسير بضع خطوات
لو ياترى توفر لنا كل هذا هل كنا نجري نحن ايضا!
وكل صباح
هههه بعد ان نتناول تلك الوجبة اللذيذة من الكاهي والكيمر!
جلست على مقعدخشبي يتوسط تلك الحديق الكبيرة وتسمى البارك
وكانت هناك امرءة اخرى قد اصطحبت كلبين كبيرين تسير خلفهما ببطئ وهي تتحدث بالهاتف
تتبعتها بنظري لا لشي
كنت انا ايضا انتظر هاتفا
وبالفعل رن هاتفي
قفزت من شدة فرحي
واذا بها شقيقتي
تتصل من بريطانيا تتطمان علي
رغم اني لم اكن انتظر هاتفها لكن ذلك اسعدني حقا
بعدها سرت عائدة الى البيت واذا بصفاء يتصل بي
دق قلبي بسرعة كبيرة
حتى شعرت ان من يمر قربي يسمع دقاته
قال لي بصوت اجش
اين انت ؟
فاجابته ببلاهة بانني هنا!!
----هههه اعرف والله انت هنا لكن ايم بالضبط
انا واقف امام المبنى الذي تقطنين فيه ولايوجد لك اثر
---اها اجل اجل
انا في الحديقة القريبة عليه
هل تعرفها
انها هنا عبر الشارع
ستجد تمثالا ضخما وتقابله ساعة من الاسمنت
هناك بعض الكراسي مصطفة على شكل دائرة وسطها ساكون حجالسة على احداها
و..---
---- ساتي اليك الان
عندما جاء كان يلهث يبدو انه اراد اختصار السمافات سريعا
كنت قد حاولت جاهدة ان اجد مراة كي اتطلع الى وجهي ولكن
لاشي فحقيبتي فارغة
فاخذت ببعض الصور بجهاز التلفون كي ارى شكلي وكيف يبدو
كان كالعادة مزريا للغاية
صافحني ومسكني من ذراعي وهو يقول تعالي ناخذ قهوة

مشينا سويا ونحن نتحدث
اخبرته عما حصل في المقابلة بالتفصيل
ولكني لاحظته سكونه
فقاطعت كل شي وسالته
بماذا تفكر فبالك مشغول
كنا على وشك ان نصعد المترو
فاستدار نحوي
وابتسم وقال لي انه يحاول ان يرتب الكلمات في عقله ي يكون فهوما
حينها غصت في نفسي
وتوجست خيفة
عندما نزلنا من المترو وكانت لمحطة واحدة فقط
بدات السماء تمطر رذاذا
دخلنا المقهى وطلب لي وله
ثم اخذ يتحدث عن صفاء
الحقيقة لا اذكر شيئا مما قله عنه
لاني كنتظر الكلام بعده
ثم قال
----عزيزتي نبيلة
علي ان اغادر اليوم
اليوم مساء
لا استطيع البقاء اكثر من ذلك
--اجل بالتاكيد
طاطات راسي وانا انتظر رده بحزن
---اذن؟
--اذن ماذا؟
---هل فكرت يانبيلة؟
لعت ريقي وعلمت انه يرمي الكرة في ملعبي
---اسمعي
انا لن اضغط عليك اكثر
ساتفق معك
انا اريد الزواج بك وسنبقى في علاقة ترسميها انت ان يقرر احدنا او تقررين اننا بمكاننا ان نستمر او يذهب كل واحد منا بطريقه
---كانت مفاجئة بالنسبة لي
لقد وضعني موضعا صعبا للغاية
فلا هو طلب الزواج بي مباشرة
ولا رفضني
ولا اعرف بماذا اجيب
كيف ساخبره حينها اني اريده زوجا
ربما هو لايرغب بي ولكنه لايستطيع التنصل
---بقيت صامتة
لا ااعرف بماذا اجيب
وافقته على مضض
ولم اكن اعي ماعلي ان افعل
لقد وضعني في موقف غريب لم افهمه
هل يريدني حقا كزوجة
ان كان نعم لم قال لك حرية اختيار العلاقة
كيف ساقول له نعم اريدك كزوج؟
شعرت بخجل شديد
ماذا ان قال حسنا اردت فقط ان نبقى سويا حتى تستقر اموري؟
رحل سعيدا عائدا الى ولايته ووعد ان ياتي الاسبوع القادم محملا بكل اغراضه
وهذا ماحصل فعلا
وانا بدوري اتصلت بمصطفى واخبرته بما حصل
لم يعلق على شي
بل هو الاخر ترك الامر على عاتقي
وفي خضم ذلك اتصل بي بسام
وانا ايضا كنت اود ان اتصل به لكنه سبقني بان قام بذلك
لم يكن راضيا على الامر لكنه الغريب ما حضل انه اخبرني برفض والدي للموضوع جملة وتفصيلا
ضحكت بصوت عال عندما اخبرني ذلك وسالته
هل حقا ما تقول
او لايزال هذا الرجل على قيد الحياةّ!!
لم اكن اعرف ذلك
تصور اني لا ااعرف عدد اخوتي من زواجه الثاني
هل تعرفهم يابسام
كنت اريد ان اقول اكثر لكنه اغلق الهاتف في وجهي
لم امانع على زواجه من فتاة ليست منا
ولم اتدخل في حياته مسبقا
عندما كان يعيش مع فتيات من جنسيات مختلفة
بل يتصل بي واتحدث اليهن ايضا وهو جدا سعيد بذلك
لم انزعج عندما اخبرته اني اريد الزواج
بالحلال يابسام بالحلال قلت له
ضايقني موضوع ابي كثيرا
وفي كل مرة يدخل في منتصف الموضوع
ويبعثرني
كما حصل مع قتيبة يحصل الان
ان كان في قلبي شي من التردد
هاهو يقضي عليه
وكنت عازمة على ان افعل كل شي يغيض بسام وابي في هذا الامر
وصل صفاء بيوم واحد قبل وصول مصطفى وتفاجا اني لم احضر لنفسي شيئا
الحقيقة ارتباطي بعملي الجديد جعلني اتعب بعض الشي وانشغل
فخرجنا يومها وكان متلهفا للغاية
ذهبنا سويا واختار معي فستانا بسيطا للخطوبة
بلون التيل
واخر بلون ابيض قد زخرفت اطرافه بخيوط فضية
كان باهض الثمن رفضت شرائه لكنه اصر عليه
وقضينا ليلتنا نرتب ونخطط
في صباح اليوم التالي وصل مصطفى وتعرف على صفاء
وتفاجاءت بحضور طارق وستة اخرين من رفاقه
بقيت في المنزل بينما خرج الجميع لتناول الغداء
كانوا قد اخذوا موعدا مع المركز الاسلامي حيث سيتم عقد القران شرعيا
عندما عاد مصطفى اول مافعله عندما راني احتضنني وقبلني من راسي وقال لي مبروك
خير من اخترتي
انه رجل شهم وسيعتني بك
في اليوم التالي
ذهبنا جميعا للمركز الاسلامي وكان هناك شيخ الجامع ينتظرنا فعقد علينا
ارتديت بدلو رسمية بلون الليمون
كنت خجلة جدا من اصدقائه
عندها مسك يدي صفاء وقال جملة كان لها تاثير عميق في داخلي
قال يانبيلة انت فتاة جميلة جداا
ورائعة جداا
كوني واثقة من ذلك
واني محظوظ اني حظيت بك!!
فلا تقلقي ابداا
دفعني ذلك بقوة الى رسم ابتتسامة لم تفارق شفتي ابدا حتى المساء
حينها احتفلنا باحدى المطاعم
واحضر لي خاتما ثمينا للغاية
مع اني لم اطلب منه شيئا على الاطلاق!!
كل شي كان جميلا ولطيفا ورقيقا
حتى اصدقائه صاروا يغنون له ويصفقون
واثنان منهم احضروا زوجاتهم
وكنت اجلس وسطهم سعيدة للغاية
الا ان ذلك احزن مصطفى ان زوجته كعادتها رفضت مشاركته افراح او مناسبات عائلته
هكذا ببساطة كان يوم خطوبتي

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن