الجزء السابع

1.1K 115 6
                                    


 والفرات#هيلانة دجلة والفرات
7
ماتريوشكا
تمر الحياة بنا سريعا
كلمح بصر
كل ماعشته صار ذكريات
صور تقفز الى مخيلتي بين الحين والاخر
اين الفرح
اين الحزن
اين الاشتياق لامي في الصغر
اين كل ذلك!!
لا احد يعلم به سواي
كنت قد اشتقت الى جلوسي على النافذة هكذا
اتامل المدينة الهادئة
كل شي هادئ هنا
كان الطبيعة قد فرضت عليهم سكونا حرمناه في بلداننا
هل ياترى لتجلد الصحراء ذلك الاثر الذي ججعلنا اناس جلدين متذمرين!!
لاااعرف
لم استطع الكتابة في اليومين الماضيين
كنت اكره الوصول الى نقطة تعرفي بميثم
وكاني لا اريد اعيش حتى تلك الذكريات
فبعد وفاة جدي
اصبح بسام هو من يدير شؤننا
وكان على خلاف دائم مع جدتي
لايتفقان على اصغر الاشياء
فشجارهما متواصل...

في حين انزوت خالتي اكثر
واتصقت انا بصديقاتي اكثر
كنت قد توسلت بخالتي نورا ان تساعدني لشراء حاسوب
اقضي معه وقتي
فبعد دخول الانترنيت الى حياتنا
اهملنا الكتب
ولم اعد ادخل الى مكتبة جدي الثرية
بل كان كل همي هو الحصول على كروت التعبئة
حتى اني قايضت هاتفي بهاتف بسام لاحصل الفرق على ساعات اضافية اقضيها على الحاسوب
ادخل غرف الحديث الجات
وتاتي سرى وشهد معي
نعمل حسابات مزيفة
ونتعرف على شبان مختلفين
ومع كل واحد نكذب ونعطي شخصية مختلفة كنا نقضي الليل بطوله ونحن نلهوا هكذا
حتى بعد ان دخلت الجامعة صرت انفق معظم مصروفي على الدخول الى اي مكتبة تعرض خدمات الانترنيت
فبدل ان اصرف اموالي على الماكل والمشرب صرت اصرفها على الواقع الوهمي بالتحدث الى انس اخرين غرباء لايجمعنا سوى هذا المجال ...الجات
وتطور الامر وصار عندي الكثير من الاصدقاء
اذكر منهم مروان
الرجل المتزوج
الذي كان يهرب من زوجته ليتحدث مع الفتيات
وكنت واحدة منهن
كان شخصا محترما
وصديقا نصوحا
الجا اليه واساله في كل شي
لا اذكر انه قد تجاوز حدوده يوما
ما
نعم فصاحب الاخلاق لايمكن ان يتغير خلف الكي بورد
وسيء الخلق لايمكن ان يكذب طويلا
سرعان ماتفضحه كلماته ورغابته
مروا علي الكثيرين وكنت اهرب منهم بسرعة البرق
كنت اخاف كثيرا
من كل شي ومن اي شي
اشعر باني وحيدة
وان سقف جدتي سينهار في يوم ما
في اي يوم كان من الممكن ان اعود للبيت فاراها قد غابت الى الابد
لذلك كنت اقلق عليها كثيرا
وربما كان ذلك قلقي على نفسي
لم اكن اثق بخالتي نورا ولا حتى اخي بسام
الذي صار شخصا اخر
عصبي المزاج
كثير الشجار
سيئ الطبع
ولم يكن هناك من يمنعه من فعل شي سوى مصطفى
كان لنا خال
خال امي يمر علينا بين الحين والاخر
هو ايضا رجل كبير جداا بالعمر
واعمام والدتي ايضا ياتون في كل شهرين مرة
كلهم كبار السن لاحول ولاقوة
ياتون ليقضوا بعض الوقت مع جدتي في احياء ذكرياتهم
....
في ذلك اليوم
عندما لمحت عينان تحدقان في بالبتسامة ادركت للتو انها عينا المترجم الذي ظل ممسكا بي يدفع عني المواجهة مع الجنود الامريكان
وعندما التقت عينينا
اسرع هاربا
ولحقه فضولي
فصار لقائنا على السلالم
اقتربت منه
وححاولت ان اتكلم فيما كان يسير امامي
لكني شعرت بالاحراج
وكانت خكوة واحدة والتف عائدة من حيث جئت
فاستدار نحوي
وهو يبتسم ابتسامة عريضة
ماذا تريدين
اجبت بالنفي والاحمرار علا وجهي
وشعرت بحرج كبير
يف تانى لعقلي الصغير ان يسيرني خلفه
يالك من حمقاء يانبيلة
استدرت هاربة
ولم تنبس شفتي بحرف
بقي الحال بينننا هكذا
هو ينظر لي من بعيد
وانا انظر اليه احيانا
لقد كانت تلك هي الرغبة والغيرة
ان اكون مثل سرى وشهد
ان يكون لي صديق او حبيب
لكن تماما مثلهن
بالخفاء لا بالعلن
اذ ظننت اني حين ادخل الجامعة
سيتلف الشبان من حولي
وسيقفون طوابير متسلسة ليحصلو رضاي
انا التي تمنعت عن كل الشباب
انا التي حصلت على اعجابهم خلف غرف المحادثات على الانترنت
عشرات النافذات كانت تفتح طلبا للتعرف
هههه سذاجة وحماقة
ععلى الواقع
كنت فقط اثير الفضول ليس لجمالي بل لكوني مرحلة اولى
سرعان مااختفى هذا التوهج وذاك الفضول
وضعت بين عشرات بل مئات الحسنوات
اللواتي كن يتبارين اي الملابس اغلى وافضل يرتدين كل يوم
الى ان كان يوم اربعاء
بعد ان انتهت المحاضرة كنت اجلس مع سرى
في حين انشغات شهد بشطالب لانعرف عنه الكثير
فقد وعدتنا ان تحكي لنا كل شي
ولم تقل
سرى كانت تعلم جيدا مادار بيني وبين ميثم
وكان هي من تراقبه لي
في حي ادعي عدم الاكتراث والاهتمام
فكان ترسل لي الاحداثت بالتفصيل
دخل القاعة
خرج الى الكافتيريا
لاتنظري الى اليمين ايك
فهو ينظر الينا
انظري الان وكانك تتحدثين الي فتلتقي اعينكم
هههه لقد كانت تملك خبرة اكثر مني
ففي ذلك الوقت بالذات قرصتني بهدوؤ حين كنت ارسم الدوائر الواحد تلوة التخرى على اوراق ترست محادثات مع زميلاتي في نفس القاعة
ثم همست لي لاترفعي راسك انه قادم نحونا
تسمرت وارتجف القلم بيدي
وتبلعمت
واصبحت نظراتي المنحنية مشتتة كيف يجرؤا!!
الى ان سمعت صوته وهو يقول مرحبا
وكانت سرى اول من ردت عليه التحية
وقد وضعت ساسقا على ساقا ورفعت اسها بكبرياء

  وكان ردها منخفضا
اجبته بعدها بمرحبا صغيرة
وعيوني تتلفت وكان العالم حولي كله يرانا  

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن