27
عود القرفةكنت عدت للتو للكاتبة مرة اخرى
اشعلت عطرا بعود القرفة فهي تساعدني على الاسترخاءحيث بدات الايام تمضي مختلفة
مختلفة بكل شي
بساعاتها بدقائقها
شعرت بان مغذيا يرويها من جديد
شي ما اعود له من العمل بعد ان امضيت معظم ساعاته الاخيرة افكر به
لم تعد الايام متشابهه كماكانت في السابق
بل صار فيها حياة اخرى امتزجت مع حياتي
اعطى صفاء لايامي لونا اخر غير اللون الرمادي
صرت اشفق على نفسي من مامضى بي!!
لكني اليوم متعبة
فمناعتي الضعيفة صارت تعرضني لتقلبات الجو
فصرت اتقلب معها انا ايضا
فلم اقو على الذهاب الى العمل اليوم
فبقت ملتحفة بفراشي لساعات
حتى قررت ان استيقظ وان اخذ حمامابعد ان تناولنا فطورا سريعا
ولاني كنت ارتجف مثل السعفة مع ان الجو في مقتبل الخريف حيث
كان لطيفا للغاية
لكني شعرت بالبرد يصل الى عظامي وبوهن كانه الشيخوخة المبكرة
اخذت حماما في حين كنت اسمع صفاء يداعب شادو ويلعب معها
كان ربما ينتظر خروجي حتى يذهب الى تعويض الدروس التي فاتته
خرجت مترنحة بالكاد اقف على اقدامي فقفزت شادو الي الى احضاني
فاصابتني قفزتها بخلل في توازني ترنحت حينها
فسقطت عني المنشفة التي لففتها حول راسي باحكام
فمنذ تعارفنا الى الان لم ير صفاء راسي منحسرا دون شعر مستعار
فصرت ارتجف وانا منحرجة احاول ان الف راسي من جديد
نزلت دموعي حرجا
حين كانت كل مجساتي تراقبه من بعيد دون ان انظر اليه
فاحسسته يراقبني بصمتلم ارفع راسي بل اسرعت الى غرفتي وانا ابعد شادوا التي التصقت بي
شعرت بذراعه تسندني حين كان كل همي ان امنع سقوط المنشفة مرة اخرى
فازاحها هو بلطف
ثم ابتسم وقال لي
كم انت جميلة ياهيلانة!!
كان يعرف انه الاسم المحبب لي
وصار يناديني به عندما يحاول ان يتلاطف معي
تجنبت النظر اليه
لكنه ادارني نحوه
وقال لي بصوت منخفض وقد تقربت انفاسه من مسمعي
لم انت محرجة وقلقة انت جميلة هكذا
انظري
انظري كم هو جميل شعرك النابت
انا عندي اجمل بكثير من تلك التي( الباروكات )التي ترتدينها
واحتضنني بقوة عندها اجهشت بالبكاء
اجلسني بالقرب منه
وصار يتحدث معي
كانه صديق الطفولة القديم
صار يحدثني عن مايجول في نفسي من شكوك ومخاوف
وهو يحاول ان يناقشها معي
بينما ارتخت عيناي نحو الارض
وسالت الله
هل علي ان امر بهذ!!
هي علي ان اكون بهذا الوضع
هل تعلم يالله مااشعر به الان
ان تشعر بالنقص والانعدام مع الشخص الذي ترغب به
ان تشعر انثى انها ناقصة الانوثة
وان عليها ان تخفي نفسها
ان تكون غير مرئية
لكنها بنفس الوقت تريد ان يملا هو وجودها!!
كيف لهذه المعدادلة الصعبة ان تحل!!
كيف استطيع ان اثق بنفسي
ان استعيدها وانا غير قادرة على تقبل ما انا به!!
هناك فتيات يخجلن من شعرهن المجعد ويقضين الكثير من اوقاتهن يبحثن عن معالج
واخريات عن تغيير لون البشرة او صفاءها
واخرى بابعاد شبح الشيخوخة
اما اني فماذا سافعل
ماذا يمكنني تغيره
سرحت وشردت في خيالي وانا اتحدث مع نفسي
رفعت نظري الى سقف الغرفة
وكانت اخر دمعة قد انسابت بهدوء من مقلتي الى ذقني
تسير ببطئ
ببطئ هذه الدقائق
ساعدني يالله
ضمني اليه مرة اخرى حينها
قبل يدي
وقال لي هيلانة
انا كنت معجب بك صح
ولم اكن واثقا من مشاعري
ولكني اعرف الان ان في داخلي لك شيئ ما
ربما هو الحب لست ادري
اريدك ان تكوني قربي اكثر
ان نكون معا اكثر
ان لاتنحرجي مني
ابتسمت له واتكات عليه اكثر
تخلصت من التشنج الذي اصابني حين ضمني اليه
مسح دموعي
ثم كانت اولى جماعاتنا
أنت تقرأ
هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسى
Romanceفتاة عراقية يتيمة الام تصاب بمرض مميتتغادر على اثره البلاد بحثا عن امل في الشفاء فتتغير حياتها كلها