الجزء22

1K 117 10
                                    


22
صفاء
مرت دقيقة واثنتان
شعرت بان صفاء يحاول ان يستجمع قواه ليتحدث عن ذاكرته
اخذ شربة من الماء ثم اكمل كلامه
--حرنا يانبيلة اين نعالج والدي
كانت كل العلاجات تفضي الى شفاء مؤقت حتى كانت نهاية عام 2006
اخذناه الى سوريا وبقينا هناك معه بدا لنا انه يتحسن
فالهواء انظف وانقى والاحداث اقل الما له
وفجاءة في شهر كانون الثاني
اصبحنا على فراشه البارد وروحه التي فارقت جسده
كانت صدمة اليمة لنا
فقد زننا لولة ان تعافى وتحسن
اتعرفين او ربما لاتعرفين معظم اصدقائه توفوا بنفس المرض
لانعرف الصلة حقا بينهما التي ادت الى ذلك
على اية حال
كانت والدتي قد تركت العمل حتى قبل الحرب ببضع سنين
عندما توفيت جدتي رحمها الله فعكفت على رعايتنا ورعاية جدي
فلما اردنا دفن والدي كما اوصى هو ان يدفن بالعراق اتصل بنا اقارب لنا وقالوا ان الوضع خطير جدا وان المنطقة او بعض المناطق قد سقطت بيد القاعدة
مع ذلك
عدنا ودفناة ولم تمض بضعة ايام حتى تعرضنا للخطف انا وشقيقي الكبير الذي كان قد رزق بطفلة منذ ايام
كنا
يالله كم هو بشع ماتعرضنا له
كنا مجموعة كبيرة
لم نعرف ابدا الجهة التي خطفتنا
لكننا علمنا انهم اخذوا 2 منا وقتلوهم فورا ربما كانوا من الحرس الوطني
ثم اقتادونا معصوبي الاعين بسيارة حشرونا وكومنا بعضنا على بعض
صمت وتنهد بعمق كنت في السادسة عشر مني عمري يانبيلة
ان يتعرض شاب صغير
بهذا السن صغر جدا ان يختطف وان يرى الموت امامه
وانا الذي قضيت معظم طفولتي بالدراسة وتحت كنف عائلة مرتبطة تحت اجنحة جدي وجدتي
لم استطع الى الان ان انسى اي لحظة مرت بي وانا في تلك الحالة
كنت ابكي كالاطفال
ابكي بحرقة واخي يهداني
اتعرفين كنت فقط اريد امي
ودعوت ودعوت الله بكل ذرة ايمان في قلبي ان ينجيني من الذبح
وان اموت كجدتي في فراشها بين احبائها
---تخيل يا صفاء صرنا نتمنى الموت الهادئ ونعتبرها نعمة!!
--اوبيس كذلك
نظر نحو النافذة 1م زم شفتيه انه عالم قاس يانبيلة قاس جداا
اكل قليلا ثم قال وهو يقطع قطعة كبيرة من السمك ويبتسم
--لكن الله نجانا بمعجرزة
نجينا ذلك اليوم بمعجززة الهية اتصدقين
كان اخي حزينا على طفلته التي ستكبر يتيمة!!
لكن الله بقدرته قد نجانا!

وكنت اقول بسري ان بر الوالدين وعاء امي قد انجانا
كنا نسير على طريق ترابي
واذا بسياراتنا تتعرض لضرب القوات الامريكية
لتنقلب ونقع على الطريق الجانبي عرفنا بعدها اننا قرب ابو غريب
هربنا
كنت ابكي واصرخ انادي اخي واركض
نجري بكل قوتنا
لا نعرف اين
لان الامريكان كانوا بداوا بالرمي عليهم وكنا تحت نيران الطرفين
ومن نجى منهم يرد الرمي
حتى وصلنا الى بيوت خربة
كانت مهجورة
قد ثقبت من شدة الرمي عليها
كان خلفنا شابين ورجل كبير كان يجري ويسقط وقد اتعبه الجري السريع
حتى ياس في منتصفه وسقط وهو يبكي
فعاد اخي والشابين ورفعاه واتيا به معنا
كنا نحمد الله ونشكره انه انقذنا
وصرنا نتحاضن احدنا مع الاخر
وصارت استمع لهم وهم يحاولون تحديد مكاننا بالضبط

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن