الجزء الرابع والعشرون

1.1K 114 15
                                    



23
صفاء
تكملة المقطع الاخير من الجزء المعلق

ثم اكمل كلامه لكني شعرت بنبرة الم تعتريه
اخبرني انه تعرف الى عدة فتيات هنا
كان قصده الارتباط بهن
منا لضمان عدم ترحيله ومنها لاستقراره
احداهن وكانت باكستانية مسلمة قد طمعت به وصارت تطالب بالمزيد الذي لايتوقف من الاموال
والاخرى التي ارادت ان يكون زوجا ورقيا
الى ان تعرف على عراقية احبها حقا
---قلت ان هذه هي التي اريد ان ارتبط بها
اريد ان تكون زوجتي
فالغربة هنا غربتين غرب وطن وغربة قلب
كانت الامور على مايرام
واتفقنا على كل شي
لم تمانع على شروطي
اردتها ان تكون اما لاولادي
واولا واخيرا اما لي
وافقت
وماان صرنا قريبين على موعد الزواج
حتى بدات تتغير
اصبحت تسهر ليلا مع صديقاتها حتى دون ان اعرف
اخبريني كيف !!
انا اولا واخيرا رجلا شرقيا
عراقيا
احب ان اعرف عن زوجتي كل صغيرة وكبيرة
احب ان احتويها وتحتويني
كيف يمكن لي ان اتقبل فكرة ان تخرج المراءة الى اي مكان تريد ومع من تريد دون ان يكون لي علم
!!
لست طرطورا!!
---هههه لا تقل ذلك
---كلا انها حقيقة كانت تريد انت تسهر على هواها

كل يوم ياتي شي جديد
هذا زميلي في العمل!!!

وهذا صديقي؟
!!
نعم!!
صديقي !!
قلت لها هل انت جادة!!
صارت تصرخ اننا في امريكا
وانني معقد
المراءة هنا حرة ان تفعل ماتشاء
وان علي ان اثق بها
اكيد يانبيلة انني اثق بها والا لما جعلتها تحمل اسمي
لكن المسالة ليست مسالة ثقة
نعم انا اقبل وبكل رحابة صدر ان تخرج زوجتي مع صديقاتها الى السينما وقتما تشاء
نعم نحن في امريكا لن يزعجني الامر
لكن علي ان اعرف في اي وقت ستخرج
ومع من
ومتى ستعود
واين تقع تلك السينما
هذه من البديهيات والمسلمات
حتى الامريكان هنا يفعلون ذلك
لايعني اننا نتحرر نكون كما يقول اخوتنا المصريون على حل شعرهم!!

طبعا لم يرق لي الامر
ولم يرق لها
اصبحت تقول اننا في امريكا ويحق لي ماافعل
كل يوم نفس الكلام

واني شخص معقد
حسنا ربما غيري صار منفتحا الا اني بقيت على عقليتي القديمة
لم استطع تقبل الامر
فانفصلنا
هكذا ببساطة
وتركت لها كل شي
---ماذا تعني ب كل شي
---اعني كل التحضيرات التي قمنا بها للزواج
---لابد ان ذلك كلفك كثرا
---اجل كلفني ذلك لكني لست مهتما
لاني خرجت بقلب مجروح
لدي الكثير من اصدقائي هنا يخونون زوجاتهم
مع مكسيكيات واسيويات
ومع ذلك تجدين لديهم زوجات يحترمن بيوتهن
ويربين اطفالهن بافضل مايمكن
كنت اقول
لم لايصح لي ذلك
لم يحدث ذلك عندما اردت ان اكون بطريق مستقيم
انا لا ارغب بالخيانة ولا ان ابحث عن المكسيكيات او غيرهن
فالغاية من الزواج هو ان استقر
ان اجد بيتا دافئا يحتويني
--- انت محق
لكني سهوت بعد ذلك وراح تفكيري
كيف له ان يرتبط بي وهو يفكر بهذا الشكل
من يقول اني قادرة على ان اوفر له كل ذلك
ان اوفر له الزوجة التي تملئ عينيه
او الاولاد الذين ربما لن اكون قادرة على انجابهم!!
شعرت ببعض الحزن يعتريني
وبذكائه ادرك ذلك فصمت
ثم طلب مني ان يوصلني الى المنزل
----لا اريد ان تتضايقي مني يانبيلة
ان كنت ترين اني شخصيتي هذه لاتناسبك
تستطيعين الرفض وقتما شئت
فقط قولي ا...
----ليس الامر كذلك ياصفاء
حقيقة ساخبرك انا لا اعرف كيف اصف لك فانا سيئة للغاية في التعبير عن ما بداخلي

يحدث للمرء ان يعيش مع شخص سنوات ولايشعر به
ويبقى شعور الوحدة يرافقه اينما حل حتى وان كان مع شريكه على اريكه واحدة
واحيانا اخرى يقابل شخصا غريبا يشعر معه بارتياح
وانه لاحدود ولاقيود بينهما تفصلهم المسافات لكن تجد ان ارواحهما قريبة
تشعر انه يمكن لهذا الشخص ان يفهمك وان تفهمه تشعر براحة غريبة لم تشعرها مع غيره
وها اقصد به سواء كان شريكا او صديقا
انا شعرت بارتياح معك ياصفاء
---هذا رائع
حقيقة لق...
--- ليس رائعا للغاية
---اها لقد وضعت يديك في جيب سترتك اذن هناك مايضايقك
---- هههه لقد اصبحت تقراني
---اتمنى ذلك
اريد ان اخبرك انا ايضا بكل شي
اخفيت وجهي وانا احاول ان اتكلم بسلاسة دون اتلعثم كعادتي عندما اشعر بالاحراج
-- انت تعلم ياصفاء
حسنا انا افهم كل ماقلته
وانا اتفق معك
نبقى نحن بعادتنا الشرقية
وتبقى طبائعنا هكذا مهما تغيرت الامور من حولنا
انا افهم من قولك انتك تريد امراءة تحتويك
ياصفاء اريدك ان تعلم ان اصابتي بهذا المرض
جعلتني
حسنا اصبت به في ...
---اعلم ذلك
---حقا؟
وهل تعلم اني فقدت احدى!!
---اها
ارايت اريدك ان تعرف ذلك
واني قد
ربما لا اعرف اكون غير قادرة على الانجاب ليس بسبب فقط اصابتي لهذا المرض وتعرضي للاشعاع
ولكن ايضا لاني تعرضت للاجهاض اكثر من مرة كما اخبرتك
--اجل!
--انا ايضا لااحتمل فكرة الخيانة
لذلك عزفت عن الارتباط باي شخص
لست مستعدة لان اتعايش مع ذلك الشعور مرة اخرى
انه شعور صعب وقاتل لا اريد الخوض فيه مرة اخرى
لا اريد
---افهمك يانبيلة
---بالمناسبة اصدقائيوعائلتي المقربين يطلقون علي هيلانه
ولذلك الاسم حادثة طريفة ساقصها عليك
ربما غدا!!
---تصبحين على خير
---وانت ايضا
عدت الى المنزل والاحباط يعتريني
لكني مع ذلك كنت ابتسم عندما اتذذكر مادار حولنا
كنت اشعر ان الجميع من حولي سعيد
وان الهواء ينثر شذرات من الفرح على الجميع
فتحت حاسبتي لاشاهد فيلما اقضي ماتبقى لي من ليلتي واذا ببريد اليكتروني يحدد لي موعد مقابلة مع احدى افرع سلسلة متاجر ولمارت
بدوام جزئي طرت فرحا هذا تماما ما اردته
بقيت افكر كثيرا
ياترى مذا سيقول صفاء
هل حقا يود ويرغب بالارتباط بامراءة لديها كل هذ المشاكل!!

هيلانة دجلة والفرات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن