اقتلعت القرُون.

49 3 6
                                    

احتدمت المعركة، تصاعد الدخان، وتناثرت الدماء، وفي النهايه الفيالق الثلاثة تمت إبادتها خلال 17 ساعة، اثبت الفيلق التاسع والسبعين فيها أنه قادر على الغوص في الجحيم والخروج منها.

ولكنهم هذه المرة فقدوا بعضهم، وهذا كان نادر الحدوث.

اول من نهض بعد انقشاع السحب كانت نانا، مشهد مألوف للغاية رأته أمامها، دمار، خراب، جثث مصفاة ومحترقة، دماء تسيل في كل مكان، اول مافعلته كان انها أمسكت مكبر الصوت وقالت بصوتها الواثق، رغم أنها شبه متأكده من عدم سماع العدو لأي من هذه الكلمات، فهم جميعهم أموات لاحياه فيهم:

"حينما ينزل الفيلق التاسع والسبعين للساحه، فهذا لايعني الا حلول المصائب، ألم يخبركم احد بهذه المقوله مسبقا؟! تمت التصفية بنجاح، حالة الفيلق، غير معلومة، يطبق الآن الأمر النافذ من قائد الفيلق بالانتشار وإنقاذ من يمكن إنقاذه، وقطع سلاسل القتلى، بلاغ الجندي 17، إنتهى. "

الان هي تعلم، انها قد لاتقابل اي شخص آخر من فيلقها، بدأت البحث في محيطها عن أي جثة تعود لفيلقهم، وهي وجدت ثلاثا، اتجهت للأولى وقد كانت محترقه كليا، بحثت عن السلسلة لتقرأ الاسم.

المحيط العاصف، الجندي 10.

هي عرفته فورا، مقاتل مسافات قريبه، لم تتأثر ورفعت القلادة لتضعها في جيبها، الجثة التالية كانت لشخص تعرفه جيدا، صديقتها المقربه.

الشجاع، الجندي 7.

ابتسمت، قبلت جبينها وهمست لها:

"اوتسكاريه، ريما تشان."

(عمل جيد، ريما تشان. )

هي رددت في داخلها قناعتها التي لاتتخلى عنها حينما يموت احد ما:

"هي رحلت، الأمر لايختلف كثيرا عن اللعب معها، الاكل والمزاح معها، الفرق الوحيد انها ليست هنا."

اتجهت للجثة الثالثه والتي فوجئت انها ليست جثه! بل كان حيا يملك أملا كبيرا ليعيش، كان هو قائد الفيلق، ولكنه يعاني من أصابه في الساق، أسرعت وحاولت بما بقي لها من طاقه أن تضعه على ظهرها، هي ليست فتاه ضعيفه ابدا.

بعد تخليصه من عدته كان وزنه أخف بكثير، سارت وسط الليل وهي تفكر بشيء واحد، ماذا بعد الحرب؟ سارت طويلا، وجهها مغبر وشعرها اشعث وبدلتها تمزق القليل منها، ولكنها لاتبالي، بما انها قناصه فالجروح التي إصابتها لم تكن كبيرة أو عميقه، سارت وفي رأسها هدف واحد، أن تصل لوالدتها.

لم تكن مسافه قصيرة أبداً، هي سارت بثقل القائد على ظهرها لما يقارب 26 كيلومتراً، أشرقت الشمس وهي مازالت تسير، لم يكن هينا عليها أبداً، لذلك هي توقفت بضع مرات على الطريق، استيقظ القائد خلالها أيضا، ولكنه لم يكن واعيا وسرعان مايغشى عليه مجددا، الدم الذي نزفه ليس قليلا ولكنه ليس كافيا لازهاق روحه، هي استمرت بالمحاولة، حتى لاح أمامها تضاريس قريتها الريفية المحبوبة، مما جعل الطاقه تندفع في عروقها مجددا.

حينما وصلت لمنزلها اخيرا هي حاولت فتح الباب، لكنه كان مقفلا! طرقته مرارا وتكرارا، ومامن فائدة، هنا هي شعرت ببعض الراحه لكون والدتها غادرت، وبعض الحزن لأن القائد لن يستطيع النجاة.

_________________________

سمعوني عياطكم؟

Paradice corps.Where stories live. Discover now